تجارب مختلفة لثلاثة شابات جمعهن النجاح والإرادة
لمناقشة تجارب ثلاثة فتيات سطرن قصص نجاحهن بالرغم من المعوقات التي يفرضها المجتمع عليهن، نظمت الهيئة المستقبل للتنمية جلسة حوارية في قطاع غزة.
رفيف اسليم
غزة ـ نظمت هيئة المستقبل للتنمية، جلسة في جامعة الأزهر بقطاع غزة استضافت خلالها عدد من الشابات الملهات اللواتي استطعن بإرادتهن وعزيمتهن أن تسطرن قصص نجاهن بالرغم من المعوقات التي يفرضها المجتمع، وفي مجالات مختلفة لتصبحن اليوم نموذج مشرق وقدوة لباقي فتيات جيلهن ضمن برنامج تميز.
خلال الجلسة التي نظمتها هيئة المستقبل للتنمية، أمس الأحد 17 تموز/يوليو، قالت المدير التنفيذي لهيئة المستقبل للتنمية عائشة أبو شقفة والمؤسسة المنفذة لبرنامج تميز ضمن منصة الرأي الفلسطينية، إن الفعالية مركزية سنوية تنفذ في فلسطين عامةً، لإعادة نشر التجارب الملهمة للفئة الشابة الذين استطاعوا تحقيق بعض الإنجازات كجزء من تبادل الأفكار، وفتح الأفاق للاستفادة من تجارب الآخرين وللتأكد من أن الحياة ليست وردية ولا تعطي كل شيء بسهولة.
ولفتت الانتباه إلى أن واقع المرأة الفلسطينية مليء بالمعوقات التي تحد من طموحها ومن وصولها إلى ما تحلم به، لذلك كان من المهم أن يعرض خلال الجلسة قصص لفتيات استطعن تحقيق النجاح، مضيفةً أن الفعالية هي جزء من إشراك الشباب في المجتمع، وللتعرف على المشاكل التي قد تواجههم على أرض الواقع.
هالة الليداوي إحدى أعضاء فريق وكلاء التغيير المجتمعي ومقدمة خدمة الاسعاف النفسي في فريق الطوارئ للهلال الأحمر الفلسطيني، أشارت إلى أن قصتها تروي تطوعها في مشروع تعزيز قدرة اللاجئين الفلسطينيين على تحسين معيشتهم في مخيم رفح والبريج والنصيرات حتى يستطيعوا الوصول للخدمات بالشراكة مع البلدية ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين عبر 22 مبادرة تم تنفيذها على التوالي، منها مؤامة الطرق الفرعية بأحد شوارع الشابورة في مدينة رفح والتي استهدفت ذوي الاحتياجات الخاصة وكبار السن.
وأضافت أن إنشاء صالة رياضية لذوي الاحتياجات الخاصة، وأخرى للفتيات في مدرسة القادسية للمرحلة الثانوية كي تمارسن حقهن في الرياضة هي أحد الانجازات التي تم إنهائها في المنطقة المهمشة، لافتةً إلى أن وصول الخدمات لكافة فئات المخيم تكاد تكون معدومة لذلك تم التركيز على ثلاث فئات، وهم المرأة وكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، كما تم تنفيذ حملة مخصصة لإشراك النساء في اللجان الحاكمة، مما نتج عنها عملية تكوين الوعي بمعرفة الأجسام الحاكمة في المخيم وكيفية تقديم الشكاوى.
وأكدت هبة الليداوي أن المرأة تحتاج أن يكون لها صوت بالخطط الاستراتيجية في اللجان الحاكمة بالمخيمات لأنها الأجدر بالتعبير عن مشاكلها وقضاياها، منها البنية التحتية كالممرات والشوارع ومياه الشرب المهترئة والملوثة التي كانت لا تصل للبيوت، إضافة للتكدس السكاني العالي وعدم وجود مساحات آمنة للأطفال، مشيرةً إلى أن تلك المشكلات ظهرت نتيجة عدة جلسات مع النساء والأطفال للمساعدة على التخلص منها.
حلا السماك ذات 17 عاماً، قالت إن مشاركتها في المبادرات المجتمعية تعود بالنفع عليها وليس للجهة التي تقدم لها واستثمار لقدراتها كي تشعر أن لها قيمة في المجتمع، خاصةً عند مساعدة الأشخاص الذين يغسلون كلى في المستشفيات أو المساهمة في مبادرات مجتمعية وبيئية كمبادرة البحر لنا ورياضية كنادي الشبان المسيحية، لافتةً إلى أن الفتيات مشاركتهن في المبادرات لا تزال ضعيفة بسبب نظرة المجتمع والخوف من الانتقادات.
ومن الصعوبات التي تواجهها الفتاة بحسب ما أوضحته حلا السماك مدة العمل الطويلة واختلاف بيئة المناطق التي تطبق خلالها المبادرات، مشيرةً إلى أن بعض الأفكار غير مقبولة بالنسبة للمجتمع فعندما بدأت في ممارسة كرة القدم قوبلت بانتقاد واتهمت بارتكاب إثم، لكنها لم تلتفت وأكملت حتى أصبح النادي اليوم يضم فريق كامل، لذلك هي مؤمنة أن المجتمع بحاجة لنشر الوعي حول القضايا التي تخص المرأة وحقوقها والعمل عليها بشكل مكثف.
ومن جانبها قالت مريم صلاح إحدى الراويات لقصصهن، إن عملها في المكياج السينمائي والخدع الخاص بإنتاج كل ما هو مزيف للدراما مثل الدماء الذي يعطي المشهد الكامل للدراما لم يكن سهلاً، مشيرةً إلى أن المجتمع الفلسطيني ما زال تحت نطاق العادات والتقاليد فتم رفض دخولها للمجال واستمراها بالعمل، وحرمت من عدة فرص عمل.
وتتمنى مريم صلاح أن تنتهي قولبة المرأة ووضعها في أماكن محددة لا يحق لها تخطيها بالرغم من قدراتها الإبداعية ومهاراتها على إنجاز العمل كنظيرها الرجل، مشيرةً إلى أنه على المرأة في المجتمعات الشرق أوسطية أن لا تستسلم لتكمل الطريق الذي بدأته حتى تحقق حلمها وتصل إلى ما ترغب به.