تحت ستار الزواج... رجل يستغل الفتيات الفقيرات

في فضيحة جديدة تهز العاصمة اليمنية صنعاء، كشف نشطاء وخبراء في الأمن الرقمي عن استغلال المدعو "غالب القاضي" للفتيات الفقيرات تحت ستار الزواج المؤقت.

اليمن ـ وفقاً لما تناقلته المصادر، يقوم المدعو غالب القاضي بالزواج من فتيات لفترة قصيرة ثم يطلقهن بعد حملهن دون تقديم أي مقابل لهن.

تم نشر فيديو يظهر فتاة يتيمة كانت تبكي أثناء زواجها من المدعو غالب القاضي، بعد وفاة شقيقها، حيث أحضر مصوراً خاصاً ليمثل دور ولي أمرها أثناء عقد القران، الفيديو أظهر أيضاً أن غالب القاضي طلق الفتاة بعد شهر واحد فقط من الزواج، مستغلاً ظروفها.

تأتي التفاصيل لتشير إلى أن الفتاة ووالدتها تم استدراجهما من مدينة الحديدة إلى صنعاء في اليمن، أثناء زواجه من فتاة جديدة، كان المأذون يطلق الفتاة السابقة، كما كشفت الفتاة عن سلسلة زواجات متكررة لغالب القاضي، شملت فتاة من مناخة تزوجها وطلقها وهي حامل.

وفي فيديو مأساوي، روت إحدى الفتيات ما حدث لها من ضرب وإهانات واستغلال على يد غالب القاضي، داعيةً إلى محاسبته وسرعة إلقاء القبض عليه، خصوصاً أن لديه سوابق جنائية في صنعاء والحديدة، أفاد النشطاء/ات بأن عدد الفتيات المتضررات قد بلغ العشرات، مشيرين/ات إلى أن زيجات غالب القاضي كانت للمتعة فقط.

تُظهر هذه القضية معاناة النساء والفتيات اللواتي تعانين فقراً مدقعاً في اليمن، فالبحث عن الاستقرار والأمان يدفع العديد منهن إلى قبول بهذا النوع من الزواج تحت ظروف قهرية، لتجدن أنفسهن في نهاية المطاف ضحايا للاستغلال، بالإضافة إلى فقدان حقوقهن الأساسية، حيث تتعرض الفتيات للعنف الجسدي والنفسي، مما يخلف آثاراً نفسية وجسدية قد تمتد لسنوات، وغياب الحماية القانونية والاجتماعية يزيد من تفاقم هذه المشكلات، حيث تجد النساء أنفسهن معدومات الدعم والمساندة.

أثارت هذه القضية ضجة كبيرة في صنعاء مما يستدعي تحركاً عاجلاً لحماية المجتمع من هذه الانتهاكات المتكررة، ويُطالب النشطاء/ات بردع غالب القاضي ومعاقبة المتورطين في هذه الجرائم البشعة، مؤكدين على ضرورة اتخاذ إجراءات حازمة لحماية الفتيات من هذا الاستغلال.

وفي هذا السياق، علقت المحامية اعتصام المقطري بالقول إن "القانون اليمني لم يحدد سناً معيناً للزواج، بل نص على أن تكون الفتاة صالحة للوطء، بالإضافة إلى الوضع الاقتصادي السيء وبعض العادات والتقاليد التي توسع دائرة الانتهاك البشري والمجتمعي للفتيات وتحرمهن العديد من الحقوق، ويسهل ذلك على ضعاف النفوس استغلالهن، وهناك أضرار نفسية وجسدية على الفتيات نتيجة هذا الفعل تعيق استكمال حياتهن بشكل طبيعي وتضر بأطفالهن".

وأضافت أنه "ينبغي أن ينظر إلى مثل هذه الحالات خبراء نفسيون واجتماعيون وأطباء لتحديد ما إذا كانت الفتاة مهيأة للزواج من عدمه، وتجنب فكرة التخلص من الأعباء الخاصة بتعليمهن ونفقاتهن، الفقر المدقع الذي يمر به أغلب سكان اليمن بسبب الحالة الاقتصادية المتدهورة والصراعات المشتعلة في البلاد منذ سنوات يزيد من تعقيد هذه المشكلات".