تحقيقات دولية ستفتح بشأن الجرائم التي ارتُكبت في الفاشر
وسط استمرار الانتهاكات التي ترتقي لجرائم الحرب في الفاشر بعد سيطرة قوات دعم السريع عليه، محكمة الجنايات الدولية تصدر بيان تؤكد أنها ستفتح تحقيقاً بشأن ذلك.
					مركز الأخبار ـ أعلنت محكمة الجنايات الدولية إنه سيفتح تحقيقاً بشأن ما وصفه بالجرائم الخطيرة التي ارتُكبت في مدينة الفاشر بشمال دارفور.
أصدر مكتب المدعي العام في محكمة الجنايات الدولية بياناً مبيناً من خلاله بأن الجرائم التي ارتكبت في مدينة الفاشر، حال ثبوتها، وستشكل جرائم حرب، مشيراً إلى أنه سيتخذ خطوات فعلية بشأن حفظ الأدلة على الجرائم المزعومة.
وقد نزح أكثر من 60 ألف شخص عقب سيطرة قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور السودانية، في 1 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري وقد وصل الفارون من المدينة إلى الدبة في ولاية شمال السودان، حيث لا يزال النازحون يعيشون في ظروف قاسية.
وقد ارتكبت قوات الدعم السريع التي سيطرت على المدينة مؤخراً انتهاكات واسعة شملت القتل، والاغتصاب، والسلب، والنهب.
وانخرطت المحكمة الجنائية الدولية في تحقيقات في إقليم دارفور منذ أكثر من عقدين في أعقاب قرار من مجلس الأمن الدولي، كما أدانت المحكمة خلال الشهر الماضي، أحد قادة قوات دعم سريع أثر تلطخه يداه بجرائم حرب ضد الإنسانية في الإقليم عام 2003.
وقد بلغ عدد النازحين الفارّين من مدينة الفاشر إلى منطقة طويلة نحو 60 ألف شخص، معظمهم من النساء والأطفال، وفقاً لإحصاءات المنظمات الإنسانية المعنية.
ومن جانبها أفادت مفوضية العون الإنساني في مدينة الدبة بشمال السودان إلى وصول أكثر من ألف أسرة إلى المدينة قادمة من الفاشر، موضحة أن هناك ترتيبات لاستقبال المزيد من النازحين وتقديم الخدمات العاجلة لهم.
فيما كشفت منظمة أطباء بلا حدود أن عناصر من قوات الدعم السريع احتجزوا الآلاف من سكان مدينة الفاشر بغرض الحصول على فدية مالية، مشيرة إلى أن المحتجزين يعيشون في أوضاع قاسية بسبب نقص الغذاء وتعرّضهم لانتهاكات من قبل تلك القوات.
ويواجه الفارّون من المدينة رحلة مليئة بالمخاطر، من احتمالية تعرضهم لهجمات من قبل قوات دعم السريع في وقت يعانون فيه من الجوع والعطش بعد حصار دام 18 شهراً، ويحاول كثيرون الوصول إلى مدينة طويلة، التي تبعد نحو سبعين كيلومتراً عن الفاشر، حيث تقدم وكالات الإغاثة المساعدة.
يشهد السودان منذ أبريل/نيسان 2023 صراعاً مسلحاً بين قوات الجيش السوداني، وبحسب الأمم المتحدة فقد أفضى النزاع في السودان إلى أكبر أزمة إنسانية في العالم، إذ يواجه نحو 25 مليون شخص انعداماً في الأمن الغذائي وسط تزايد خطر المجاعة، فيما يفتقر 19 مليون شخص إلى المياه الصالحة للشرب وخدمات الصرف الصحي، مع استمرار تفشي وباء الكوليرا.