تحليل يكشف التمييز الذي خلفته الحرب الأوكرانية على النساء والأقليات

يسلط تحليل هيئة الأمم المتحدة الضوء على ديناميكيات النوع الاجتماعي للأزمة. ويوصي بإجراءات تتخذها الحكومات والمجتمع الدولي والجهات الفاعلة الأخرى لتنفيذها في استجابتها الإنسانية.

مركز الأخبار ـ أكد تحليل أجرته هيئة الأمم المتحدة للمرأة ومنظمة كير أن النساء وأفراد الأقليات بأوكرانيا يواجهون صعوبات هائلة عندما يتعلق الأمر بالصحة والسلامة والحصول على الغذاء نتيجة الأزمة.

بعد أكثر من شهرين على بدء الحرب في أوكرانيا، والتي أجبرت ملايين اللاجئين والنازحين على الفرار من ديارهم، أجرت هيئة الأمم المتحدة للمرأة ومنظمة كير تحليل، أطلقته أمس الأربعاء 4أيار/مايو، يستند على دراسات استقصائية ومقابلات مع أشخاص في 19 منطقة في أوكرانيا.

وأوضح التحليل أن الأوكرانيات أصبحن على نحو متزايد ربات أسر وقائدات في مجتمعاتهن حيث يتم تجنيد الرجال، ومع ذلك لا يزلن مستبعدات إلى حد كبير من عمليات صنع القرار الرسمية المتعلقة بالجهود الإنسانية وصنع السلام وغيرها من المجالات التي تؤثر بشكل مباشر على حياتهن.

وأشار التحليل أن العديد من المستجيبين من مجتمعات الغجر أدلوا بشهاداتهم مشيرين إلى تمييز شديد، سواء في كفاحهم اليومي أو في الحصول على المساعدات الإنسانية.

ويشدد التحليل على ضمان أن تلبي المساعدة الإنسانية احتياجات النساء والرجال والفتيات والفتيان في المواقف الضعيفة ومن مختلف الفئات المهمشة، لا سيما مجتمع الروما وكبار السن والأشخاص ذوي الإعاقة، اللذين يتأثرون بالحرب بشكل غير متناسب خاصة النازحين داخلياً كما كشف التحليل.

كما يدعو إلى إعطاء الأولوية للنساء والشباب لقيادة الاستجابة على قدم المساواة والمشاركة في صنع القرار.

ويحث على دعم المنظمات التي تقودها النساء ومنظمات حقوق المرأة المشاركة في الاستجابة من خلال توفير الموارد المالية وتضخيم أصواتها في المنصات الوطنية والدولية.

ويوصي أيضاً بتزويد النساء والرجال النازحين بخيارات التدريب المهني وسبل العيش، مع مراعاة تغيير أدوار الجنسين.

ومن بين التوصيات التي اقترحها التحليل أيضاً، جعل الوصول إلى الملاجئ شاملاً وغير تمييزي "يجب أن توفر الملاجئ الجماعية أماكن إقامة منفصلة بين الجنسين أو منفصلة عن الأسرة".

وقالت المديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة الدكتورة سيما بحوث "من الأهمية بمكان أن تأخذ الاستجابة الإنسانية في أوكرانيا في الحسبان الاحتياجات المختلفة للنساء والفتيات والرجال والفتيان، بما في ذلك أولئك الذين تخلفوا بعيداً عن الركب ومعالجتها".

وأوضحت أن هذا التحليل يوفر في الوقت المناسب الدليل على تلك الاحتياجات وإلحاحها "لعبت النساء أدواراً حيوية في الاستجابة الإنسانية لمجتمعاتهن. ينبغي إشراكهن بشكل هادف في عمليات التخطيط وصنع القرار للتأكد من تلبية احتياجاتهن الخاصة، لا سيما تلك المتعلقة بالصحة والسلامة والوصول إلى سبل العيش".

وقالت الأمينة العامة لمنظمة كير الدولية صوفيا سبريشمان سينيرو "يسمح لنا تحليلنا الجنساني السريع بالتشاور مباشرة مع السكان المتضررين من أجل التحديد الدقيق للاحتياجات المحددة لمجموعات مختلفة من الناس، وكيفية تلبيتها على أفضل وجه".

وأضافت "ما نسمعه من شعب أوكرانيا هو أن مجموعات معينة، مثل ذوي الإعاقة والغجر والأقليات العرقية الأخرى والأمهات العازبات والأطفال غير المصحوبين بذويهم، يحتاجون إلى أشكال مختلفة من الحماية والمساعدة. للحفاظ على استجابتنا فعالة وذات صلة، يجب استشارة هذه المجموعات وإعطاء الأولوية لها عبر نظام المساعدة الإيكولوجي حيث يستمر هذا الوضع المدمر حقاً في التطور".