ثلاث فتيات من غزة تروين تجاربهن مع رياضة التجديف

شددت المشاركات في بطولة التجديف الشاطئية على ضرورة تشجيع الفتيات لمواصلة ممارسة ما ترغبن به، غير ابهات بالتعليقات السلبية والانتقادات التي توجه لهن من قبل بعض الأفراد الذين لا يروق لهم رؤية المرأة تقود مركب.

رفيف اسليم

غزة ـ نظم الاتحاد الفلسطيني للشراع والتجديف بطولة التجديف الشاطئية الأولى لهذا العام على شاطئ بحر مدينة غزة، بمشاركة عدد من الأندية والفرق.

شاركت في بطولة التجديف الشاطئية الأولى التي نظمها الاتحاد الفلسطيني، أمس الأحد 11 أيلول/سبتمبر، إحدى الفرق النسائية المكونة من ست فتيات استطعن التجديف حتى وصلن المراحل النهائية، وقالت عضو الاتحاد  الفلسطيني للشراع والتجديف نور أبو نحل، أن بطولة اليوم أول بطولة تجمع فريق نسائي، بسبب دعم الاتحاد النساء اللواتي تمارسن رياضة التجديف، بهدف تمكينهن لخوض بطولات عالمية في الأيام المقبلة.

وأوضحت أن "الرجال يأخذون الفرص الأكبر بحكم المعيشة في مجتمع قطاع غزة المغلق الذي ينظر بسلبية لأي امرأة تمارس نوع مختلف من الرياضة، لذلك أعطيت الفرصة للنساء عبر التنسيق مع الأندية لتطوير مهاراتهن في التجديف والشراع من خلال الدورات النظرية، والتدريبات العملية التي تمارس على الشاطئ"، لافتةً إلى أن الاتحاد يسعى لتوفير كافة الأدوات لهن مع الإشراف الكامل حفاظاً على سلامتهن.

وعن الصعوبات التي يواجهها الاتحاد تقول نور أبو نحل "عدم توافر الأدوات التي يمنع الاحتلال الإسرائيلي دخولها لقطاع غزة كألواح التجديف وتأخير وصول معدات أخرى، خاصةً في ظل زيادة أعداد المنتسبين/ات"، مضيفةً أنه يحاول توفير تلك الأدوات من خلال صنع بدائل تساعدهم خلال فترات التدريبات.

 

 

وأشارت المتسابقة حلا السماك إلى أنها بدأت في ممارسة الرياضة البحرية منذ عام 2015، عندما تلقت دعوة من أحد الوفود الأجنبية للتدريب على رياضة الشراع وهي مركب تتم قيادتها وفق حركة الهواء التي تدفع قطعة القماش الكبيرة المثبتة بعصا، مضيفةً أن التدريب لم يكتمل بفعل نقص عدد المراكب والمعدات التي كان يحتاجها الفريق، لتتوقف التدريبات بشكل نهائي خلال فترة ما بين عامي (2016 ـ 2020).

وبينت أنه حين العودة مرة أخرى استطاع الاتحاد توفير أدوات التجديف التي كانت مملوكة لأفراد بشكل خاص، فقام باستئجارها منهم إلى حين وصول المعدات الخاص به، مشيرةً إلى أنها من هنا بدأت مع العديد من زميلاتها بالتفكير في ممارسة الرياضة البحرية، غير ابهات بالتعليقات السلبية والانتقادات التي توجه لهن من قبل بعض الأفراد الذين لا يروق لهم رؤية المرأة تقود مركب.

وبحسب ما أوضحته حلا السماك أنها كبرت في عائلة تساعدها على ممارسة هوايتها كحق أساسي بعيداً عن أي انتقادات، فقد التحقت بدورات تدريبية عدة في الرياضة البحرية وكرة القدم والموسيقى لتجرب كل ما تصبو إليه، مع نجاحها في دراستها بمعدل الامتياز في كل عام، لافتةً إلى أنها تعلمت منذ صغرها أن إدارة الوقت كنز عظيم ومن يستغله يستطيع التركيز على الكثير من الأهداف في وقت واحد.

وتتلقى حلا السماك العديد من التدريبات بإشراف الاتحاد الفلسطيني للشراع والتجديف لتطوير مهاراتها كي تتأهل للمشاركة في مسابقات دولية في الأيام المقبلة، مشيرةً إلى أنها شاركت من قبل في مباريات دولية لكرة القدم في النرويج والدنمارك كما حصلت على جائزة الاتحاد الأوروبي في يوم المرأة العالمي كأصغر ملهمة في فلسطين.

 

 

وبدورها قالت المتسابقة أسيل الجمل إنها شاركت العام الماضي في مسابقة لأول مرة مستخدمة قوارب الصيد العادية وليست مخصصة للتجديف، لكنها لم تحصل على مركز معين، بل كان لها شرف المحاولة لأول مرة لتتهيأ اليوم كي تشارك مع زميلاتها وتفوز بالمركز الثالث.

ولفتت إلى أن المجتمع سينتقد المرأة سواء إن قامت برياضة التجديف أو السباحة العادية لأنه تأسس على عادات بالية هدفها محاربة النساء في أبسط الأمور، لذلك ستحاول توعية المجتمع من خلال مواصلة ممارسة ما ترغب به غير ابهة بأي تعليق قد تتلاقاه سواء عبر مواقع التواصل الاجتماعي أو خلال تواجدها على الشاطئ لممارسة التدريبات بانتظام كي تحقق حلمها في دعوة المزيد من الفتيات لممارسة تلك الرياضة تمهيداً لتشكيل المزيد من الفرق النسائية والمشاركة بمباريات دولية.

 

 

بيسان زغرة انضمت للاتحاد منذ 2015، وشاركت في العديد من المسابقات الخاصة بالشراع لتوفر عدد من الأشرعة سابقاً، لكن حالياً ليست موجودة، قالت إن أول رياضة للتجديف أقيمت في عام 2021 وقد حصلت على المركز الأول حينها، وذلك ما أهلها للمشاركة في مسابقة أخرى في الإمارات بالرغم من قلة الإمكانيات، وعدم توفير الأدوات المناسبة واستخدام أخرى غير مهيئة بشكل كامل.

 

 

وتمارس بيسان زغزة أيضاً رياضة التريسلون وهي عبارة عن الركض وركوب الدراجات والتجديف، لذلك اختارت أن يكون تخصصها الجامعي في التربية الرياضية في ظل ندرة المدربين وزيادة حاجة الفتيات في قطاع غزة لمن يؤهلهن للمشاركة في المباريات، مختتمةً أنها سعيدة بالحصول على المركز الثاني وشقيقتها المركز الأول في البطولة، وتحلم بأن تشارك في مسابقات دولية أخرى كي توصل للعالم أن فتيات فلسطين قادرات على مواجهة التحديات ورفع اسم بلدهن عالياً، على حد قولها.