تحديات متعددة تؤثر على جهود الحفاظ على السلام وعدم المساواة في القارة الإفريقية

يتوقع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أن يعود حوالي 100 مليون أفريقي ممن كانوا قادرين على تحمل تكاليف الطاقة المستدامة قبل تفشي كوفيد -19 إلى الموارد غير المستدامة.

مركز الأخبار ـ أثرت تداعيات جائحة كورونا المستمرة، والحرب الروسية الأوكرانية والتحديات المتعلقة بالمناخ بشدة على جهود الحفاظ على السلام وتقليص الفقر وعدم المساواة في القارة الإفريقية بحسب برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.

خلال مؤتمر صحفي عقد في مقر الأمم المتحدة في جنيف، أمس الجمعة 6أيار/مايو، قالت مساعدة مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومديرة المكتب الإقليمي لأفريقيا أهوانا إيزياكونوا "لم نواجه قط ضغوطاً وتحديات أكبر من قدرتنا في الحفاظ على السلام والتنمية على كوكب صحي كما يحدث اليوم. فالجائحة العالمية قلبت العالم وغيّرته إلى الأبد. لقد رأينا نتيجة لذلك، بالإضافة إلى الظروف الموجودة مسبقاً، تزايد الفقر وعدم المساواة".

وأكدت أهوانا إيزياكونوا أن التضامن العالمي مطلوب أكثر من أي وقت مضى "لقد رأينا كيف أدى كوفيد-19 إلى تعقيد الجهود المبذولة لتجاوز حالة انعدام الأمن التي خلقتها العديد من العوامل، بما في ذلك التطرف العنيف، وتأثير ذلك على حياة الناس وسبل العيش، والذي خلق أيضاً حالة من السخط الشديد بين السكان مما أدى إلى تراجع الديمقراطية".

كما أن الحرب في أوكرانيا أثرت على الغذاء والوقود والتمويل في القارة الأفريقية. بحسب كبير الاقتصاديين لدى برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في أفريقيا ورئيس فريق الاستراتيجية والتحليل والبحث ريموند جيلبين، الذي قال "إن هذه أزمة "غير مسبوقة للقارة" فهناك الآثار المستمرة لجائحة كوفيد ـ 19، والتأثيرات المستجدة للحرب الروسية الأوكرانية وثالثاً التحديات والضغوط المرتبطة بالمناخ".

تعتمد بعض الدول في أفريقيا على استيراد ما يصل إلى 80 بالمائة من احتياجاتها للقمح من روسيا وأوكرانيا. وحذر ريموند جيلبين من أن ارتفاع الأسعار يمكن أن يخلق جبهة أخرى من السخط وربما الاضطرابات "لقد تم استيراد التضخم العالمي إلى أفريقيا لأنها تعتمد بشكل كبير على واردات الغذاء والوقود والأدوية والسلع الاستهلاكية المعمرة. سوف نشهد توترات. من غير الواضح ما إذا كان هذا سيتحول إلى احتجاجات عنيفة أم لا. لكن ما يعلمنا هو التاريخ، ولا سيما التاريخ الحديث، هو أن هذا احتمال واضح".

وقال ريموند جيلبين "كنا نأمل في أن نرى تعافياً سريعاً من تحديات الفقر التي شهدناها خلال جائحة كوفيد-19. إن إخراج ما يقدر بنحو 50 مليون أفريقي دفعوا مرة أخرى إلى براثن الفقر المدقع من دائرة الفقر سيكون أكثر صعوبة".

وأوضح أنه "نظراً لارتفاع تكلفة الوقود وعدم انخفاض أسعار الطاقة ومصادر الطاقة في البلدان الأفريقية، فسنرى ملايين الأسر تعود إلى مصادر الطاقة غير المستدامة، وسيحدث هذا في العديد من البيئات الهشة، خاصة في أماكن مثل الساحل".

وأضاف أن القارة ستشهد المزيد من إزالة الغابات وتراجع التقدم الكبير الذي تم إحرازه في تخضير منطقة الساحل.