"تحديات بالجملة تواجه النساء"... ندوة حوارية حول التحديات التي تواجه اللبنانيات

نظمت الجمعية اللبنانية من أجل ديمقراطية الانتخابات LADE، ندوة بعنوان "تحديات بالجملة تواجه النساء"

كارولين بزي

بيروت ـ نظمت الجمعية اللبنانية من أجل ديمقراطية الانتخابات LADE، ندوة بعنوان "تحديات بالجملة تواجه النساء"، واستضافت خلال النقاش طالبات من مختلف الجامعات في لبنان، وحاورتهن عبر منصة زووم.

في الوقت الذي تمر فيه النساء بتحديات كبيرة على صعيد المجتمع، لا تختلف حقوق الطالبات الجامعيات اللواتي تواجهن تحديات ومعوقات على مختلف الأصعدة. 

 

"الجامعات أكثر وعياً من المجتمع"

تعتبر طالبة الحقوق اليسا بو نادر أن أحد أبرز التحديات التي تواجهها هي عدم قدرتها على فصل حياتها الجامعية عن حياتها اليومية، وبأن المشاكل التي تعانيها الطالبات في الجامعة مرتبطة بمشاكل المجتمع وعقليته.

وأضافت "المشاكل التي نعيشها في الجامعة هي نتيجة لمشاكل أكبر نعيشها في المجتمع. ولكن ما يمكن أن يكون مختلفاً وأكثر تطوراً في الجامعات منه في المجتمع هو ربما في مجال السياسة، إذ أصبحت المرأة قادرة على الترشح على الانتخابات الطلابية. في الجامعات كمجتمع مصغر هناك نوع من الوعي أكثر غير موجود خارج الجامعة ولكن لا يمكننا أن ننكر أن هناك بعض المشاكل ولكن وطأتها أقل".

ولفتت إلى أنها "في مجال الحقوق تستمع إلى تعليقات من الأساتذة تشير إلى أنها المرة الأولى التي نلاحظ فيها أن نسبة النساء أكثر من الرجال، وذلك في إشارة إلى أن بعض الوظائف هي حكراً على الرجال. لكن المرأة قادرة على فعل كل شيء"، متسائلةً "لماذا تم تخصيص مهن للرجال وأخرى للنساء؟ لماذا أفكر بالمهن من منظار جندري؟ علماً أن المرأة قادرة على العمل في مختلف المجالات".

وأشارت إلى أن النضال النسوي هو الذي ساهم بتراجع العقلية الذكورية في الجامعات، وشددت على "ضرورة تكثيف الحوارات والندوات التي تتناول المرأة وأهمية القوانين التي تحميها، وأن نكون صوت هذه المطالب وبالتالي نبدأ بالتوعية حول حقوق المرأة، وألا نستمع للمجتمع وأعرافه التي تعيق تقدمنا ونكمل ونتابع طموحنا وأحلامنا". 

 

"علينا كناشطات أن ندعم بعضنا البعض"

من جانبها منار سليمان وهي طالبة هندسة أكدت ما ذكرته اليسا بو نادر، وقالت "أنا اخترت مجال الهندسة ومن المتعارف عليه أن أغلبية الذين يلتحقون بهذا المجال هم من الرجال، لكنني تلقيت الدعم من عائلتي ولكن في الجامعة لا يخلو الأمر من تعليقات ذكورية إن كان من الأساتذة ولاسيما في الصفوف التي ننزل فيها إلى الورش ومن الطلاب أيضاً ولكن بنسبة أقل".  

وأضافت "في السنوات الأخيرة زادت نسبة الإناث في الهندسة بشكل كبير، ولكن ذلك لم يمنع البعض بالتفكير بذكورية في هذا الأمر. هناك تحديات أخرى تواجه الفتيات بأعمارنا وأبرزها الاستقلال المادي وهذا تحدي للجميع ولاسيما إن كان لامرأة في مجتمع يقيد حريتها الأمر الذي لا يساعدها على الإفلات من تلك القيود الذكورية التي يحملها المجتمع. كما أنه بسبب الأزمة الاقتصادية انصرف العديد من الطلاب من التعليم ولاسيما الجامعي، وهو يشكّل خطراً على الرجل والمرأة على حد سواء ولكن على المرأة تحديداً التي ليس باستطاعتها أن تواجه هذا النظام".

وأوضحت "بعيداً عن التخرج من الجامعة والتحديات فيها، هناك مشكلة فرص عمل ولاسيما في ظل الوضع الذي نعيشه، إلى جانب الذكورية الموجودة في التوظيف الأمر الذي سيؤثر علينا سلباً"، لافتةً إلى أن "علينا كناشطات أن ندعم بعضنا البعض لكي نكون مثالاً للفتيات اللواتي يصغرننا سناً، لأنهن إذا لم يلحظن بأن هناك نساء توصلن أصواتهن لن يتشجعن على اتباع هذا الطريق، علينا أن نثبت أن هناك نساء فاعلات يقتدين بهن".

ولفتت إلى القوانين الغائبة والتي تحمي المرأة مثل قانون الجنسية والتحرش في أماكن العمل وزواج القاصرات.

 

"التخلص من الذكورية يحتاج وقتاً طويلاً"

فيما قالت طالبة الإعلام هدى الزعتري، "نواجه تحديات يومية بسبب الصورة النمطية حول المرأة، وثمة هناك من لن يثق بالمحامية أو بالإعلامية أو بأي مجال آخر تعمل فيه المرأة فقط لأنها امرأة علماً أنها قادرة أن تثبت نفسها أكثر من الرجل، ولكن المجهود المطلوب منها دائماً هو أكثر من الرجل لتثبت نفسها".

ولفتت إلى أنها ترفض الصورة النمطية التي يتم تصوير النساء فيها عبر تقييد المرأة بمهن معينة، مثلاً أن يتم حصرها بمهن كمعلمة وممرضة وسكرتيرة أو أم ومربية، وتعتبر أنها دخلت مجال الإعلام بهدف تحقيق المساواة.

وتؤكد بأن التخلص من العقلية الذكورية في مجتمعاتنا تحتاج لوقت طويل، يبدأ من التربية المدرسية وصولاً إلى الجامعات، مشيرةً إلى أن "هناك انتصارات نسائية تم تحقيقها في لبنان، على سبيل المثال أصبحت النساء المعنفات تلجأن إلى الجمعيات النسائية التي منحنها الثقة لطلب المساعدة". وشددت على ضرورة تكثيف الدورات التدريبية والتوعوية في المدارس حول المرأة وحقوقها، حتى تغيير الصورة النمطية عن المرأة والوصول للعدالة الاجتماعية".

وتناولت هدى الزعتري موضوع التحرش في أماكن العمل في ظل غياب قانون يحمي المرأة من التحرش، واعتبرت أن بيئة العمل ليست آمنة للنساء، وبالتالي عليها أن تكشف في حال تعرضت للتحرش وتلجأ لأشخاص يمكن أن يقدموا لها المساعدة. 

 

"المجتمع أساء لدور المرأة في الإعلام"

تدرس فالنتين نسر أيضاً الصحافة، وتقول "لطالما يتم طرح سؤال عليّ عن سبب التحاقي بهذا المجال وبأنه متعب ولنترك هذا الاختصاص للرجال. حتى أن هدف بعض الفتيات اللواتي التحقن بهذا المجال هو للاستعراض أمام الشاشات فقط لا من أجل إعداد تقارير، وإجراء لقاءات مع أناس يتحدثون فيها عن معاناتهم"، وتعتبر أن ذلك كله بسبب المجتمع إذ أن المجتمع هو الذي صوّر الصحافية أو الإعلامية على أنها يجب أن تكون جميلة وتستعرض نفسها أمام الشاشة فقط".

وأشارت إلى أهمية أن تتسلم المرأة مراكز قيادية مهمة، لأن الرجال لن يتحدثوا ويحملوا على عاتقهم قضايا وحقوق النساء، وحتى الهيئات الطلابية في الجامعات تفتقر لوجود النساء، أما الموجودات فهن يأتمرن من قبل الرجال.

وتناولت النظرة النمطية للمرأة حتى الموجودة في مراكز صنع القرار مثل الوزيرات أو النائبات، وأوضحت "تُسأل النساء في مراكز القيادة دوماً عن كيفية تنسيق حياتهن العائلية مع عملهن".

وأكدت أنها ترغب بالوصول إلى مراكز صنع القرار لإقرار القوانين التي تحمي المرأة مثل قوانين الأحوال الشخصية والجنسية والتي تساهم بتغيير نظرة المجتمع للمرأة.

واعتبرت أن "هناك حاجز أساسي أمام المرأة يعيق تقدمها وهو مرتبط بالمجتمع والأعراف والأديان والوضع الطائفي الذي لا يضمن حقها، والذي يرتكز على فكر ذكوري. خطاب التوعية يجب أن يتوجه للمرأة لأنها لا تعرف حقوقها، إذ أن هناك نسبة كبيرة من النساء في المجتمع تربي أولادها على ذهنية ذكورية".