تحالف ندى: دعونا نرفع من وتيرة النضال

دعا التحالف النسائي الديمقراطي الإقليمي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا "ندى"، في بيان له بمناسبة 25 تشرين الثاني/نوفمبر، نساء الشرق الأوسط والعالم أجمع إلى رفع مستوى النضال.

مركز الأخبار ـ أصدر تحالف ندى بياناً مكتوباً بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة الذي يشكل فرصة لتقييم أوضاع النساء، والرفع من مستوى النضال والكفاح في هذا المجال.

جاء في بيان تحالف ندى الذي أصدره اليوم الأحد 24 تشرين الثاني/نوفمبر أن "تاريخ 25 تشرين الثاني كان فرصة لتقييم وضع المرأة، ودعوة النساء للنضال معاً، وندعو النساء والمنظمات والحركات النسائية إلى تعزيز التحالفات وتوطيد العلاقات وتبادل التجربة والخبرة تحت مظلة مشروع الكونفدرالية النسائية الديمقراطية الإقليمية والعالمية؛ وندعو الجميع إلى العمل معاً وبشكل فعال، وبالتالي رفع أصواتنا عالياً ومعاً لبناء عالم خالياً من العنف، يسوده السلام والأمن، وتواصل فيه المرأة وجودها وفقاً لفلسفة Jin Jiyan Azadî".

وأضاف البيان "اليوم العالمي للقضاء على العنف المبني على النوع الاجتماعي، الذي نحتفل به كل عام في 25 تشرين الثاني، هو دعوة لتقييم وضع المرأة في جميع أنحاء العالم وفرصة لتسليط الضوء على جميع أشكال الانتهاكات، وهو فرصة للتعريف بمستوى العنف ضد المرأة، خاصة تلك الموجودة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، التي تشهد تطورات سياسية وعسكرية وميدانية تتشابك مع تطورات كبرى".

ولفت البيان إلى أن "النساء تعشن في ظل أنظمة شمولية واستبدادية، تخنقها الأعراف الدينية المنحرفة والأحكام النيوليبرالية، وبسبب الأزمات الهيكلية، تواجهن مشاكل مثل العنف الأسري والحرمان من التعليم وغياب التنمية المستدامة والعدالة الاجتماعية والحرمان من الحقوق".

 

"الحروب وجميع أنواع العنف تتصاعد"

جاء في البيان أيضاً أن "الأزمات والحروب التي تعصف بالمنطقة ليست سياسية أو عسكرية فحسب، بل هي في الأساس أزمات اقتصادية واجتماعية وفكرية، أدت إلى تصاعد كافة أنواع العنف، وأصبحت المرأة ضحية الحروب وأدواتها في أيدي كل المتصارعين، مما أدى إلى حدوث الاغتصاب والتحرش والعنف ولتأكيد ذلك تكفي الإشارة إلى وضع المرأة في السودان والعراق وفلسطين وكردستان واليمن وسوريا".

ونوه البيان إلى أن "قضايا المرأة في المنطقة (الشرق الأوسط وشمال أفريقيا) تأتي في أسفل قائمة القضايا المهمة ولا تحظى بأي اهتمام لمعالجتها، ولهذا السبب تعيش المجتمعات والأنظمة في مستنقع من المشاكل، فحل كافة المشاكل العالقة يرتبط حتماً بحل قضية حرية المرأة التي تشكل أساس كل القضايا الاجتماعية ومفتاح حلها، لذلك، لا يمكن معالجة الاستبداد الأبوي ولا الديمقراطية الحقيقية القائمة على المساواة الحقيقية بين الجنسين دون الوصول إلى جذور الثنائيات الاستبدادية مثل الاستبداد والعبودية وتجسيد المرأة وتسليعها مقابل هيمنة الأنا الذكورية الاستبدادية والهيمنة من الذكورة الاستبدادية والأنوثة الخاضعة، والقائمة تطول".

 

"النساء أصبحن الهدف الأساسي"

وذكر البيان أنه "في عصر الثورة التكنولوجية والعلمية والعولمة، قطعت البشرية خطوات كبيرة في الاكتشاف والاختراع، ومع ذلك، لا تزال النساء تعانين من تفاقم الأوضاع، وفي الواقع أن النساء أصبحن الهدف الرئيسي في خضم الحرب العالمية الثالثة الحالية، وإن الإحصائيات والأبحاث المتعلقة بالانتهاكات ضد المرأة مروعة، حيث تشير التقارير الدولية المؤثرة إلى أن امرأة تقتل كل 10 دقائق على مدار العام، وبينما لا تزال البلدان تناقش حق المرأة في التعليم، لا تزال بلدان أخرى تناضل من أجل تكريس حقوق المرأة الأساسية في القانون، بشكل عام، تكافح النساء ضد الحرمان من الطعام وفقدان الأمن وكذلك زواج الأطفال والحجاب الإلزامي".

 

تجارب نضالية نسائية

لفتت بيان تحالف ندى إلى أنه "اليوم الدولي للقضاء على التمييز على أساس الجنس يمثل فرصة لتسليط الضوء على تجارب نضال المرأة، كل ما يمكننا القيام به هنا هو أن نتذكر جميع النساء اللاتي ناضلن عبر التاريخ ونعترف بشجاعة أولئك اللواتي واجهن أنظمة ظالمة وما زلن تناضلن من أجل حقوقهن وحرياتهن، وإن النضالات النسوية اليوم تكشف قوة المرأة وقدرتها على تغيير الواقع، وتؤكد أنه كلما عظم الانهيار كلما عظمت البطولة، وإن ما حققته المرأة اليوم له أثر كبير بدءاً من محاربة النظام العالمي القائم على تراكم رأس المال والحروب، إلى محاربة الدين السياسي الاستبدادي ومحاربة جميع أشكال الإرهاب ومعارضة كل المفاهيم والمعتقدات الذكورية البالية".

 

نداء للجميع من تحالف ندى

في ختام بيانه دعا تحالف ندى القوى العاملة "لجعل هذا اليوم منبراً لوحدة الخطاب والهدف لجميع النساء؛ فلنتحد في المطالبة بالحرية كخط أحمر لا يجوز المساس به؛ فلنهدف إلى تحقيق الديمقراطية وتعزيزها باعتبارها أداة أساسية في حل المشاكل الاجتماعية؛ دعونا نجمع بين الكلمات والنظريات العميقة؛ دعونا نجمع بين الإرادة والتصميم مع منظماتنا النسائية؛ فلنعتق رقابنا من سيوف الرجولة؛ فلنضع أمننا والدفاع عن أنفسنا في أيدينا، لأن الوعي والتنظيم والدفاع عن النفس هي الأسلحة الاستراتيجية في يد المرأة في نضالها التاريخي في ظل الحرب العالمية الثالثة المستمرة، وبدونها لا نستطيع أن نضمن أي مكاسب، ولا نستطيع أن نتغلب على العقبات التي تعترض طريقنا".