'تغيير أيديولوجية الرجل الحاكم هو الحل لجميع القضايا'

أكدت عضوة تنسيقية دار المرأة في إقليم شمال وشرق سوريا ريما عيسى أن المرأة تناضل من أجل رفع مستوى الوعي، من أجل بناء حياة عادلة وحرة، كما أنها في بحث مستمر عن طرق جديدة للنضال.

رونيدا حاجي

الحسكة ـ المرأة تتمرد على كافة أنواع الضغوط والممارسات التي يفرضها نظام الدولة وعقل الرجل على النساء ويهاجم من خلالها المجتمع، فالمرأة التي تنظم نفسها في كافة المجالات ابتداءً من مجال الدفاع إلى المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية، تأخذ زمام المبادرة وترفع من مستوى حرية مجتمع.

قالت عضوة تنسيقية دار المرأة بإقليم شمال وشرق سوريا ريما عيسى عن نضال المرأة الذي أصبح أكثر تنظيماً، إنه من أجل حرية المجتمع فإن تغيير ذهنية الرجل الحاكم أمر ضروري، لافتةً إلى نضال 129 امرأة قمن بإضراب من أجل حقوقهن وأحرقن أحياءً في أحد المصانع "نتيجة نضال هؤلاء النساء تم تحديد يوم الثامن من آذار يوماً عالمياً، وهذا الإرث مستمر حتى يومنا هذا".

 

"ثورة 19 تموز ترتكز على نضال 8 آذار"

وركزت ريما عيسى على ثورة 19 تموز 2012 "هذه الثورة قامت بقيادة النساء، مرتكزةً على نضال 8 آذار، حيث لعبت نساء إقليم شمال وشرق سوريا دورهن في كافة مجالات الحياة وناضلن ضد فكر الرجل الحاكم وأيديولوجيته، ونتيجة لهذا النضال، تمت الإطاحة بنظام البعث الذي لم يحاول أن ينتهج أي طرق أو أساليب من أجل تحقيق حرية المرأة والمجتمع، بل كان يقود المجتمع دائماً إلى طريق مسدود".

 

"الذهنية التي تحد من حقوق ودور المرأة غير مقبولة"

وأشارت ريما عيسى إلى أن الذهنية والأيديلوجية التي تنظم نفسها في دمشق تريد إعادة البلاد إلى سوريا المستعبدة "بعد إسقاط نظام البعث، أصبحت آمال النساء والشعب السوري في أن يعيش الجميع في سوريا حرة أكبر، لكن للأسف نرى اليوم بأن الحكومة المؤقتة ترفض دور المرأة، وتطرح قوانين تحد من حقوقها، وفي المناطق الخاضعة لسيطرتها تتعرض النساء لجملة من الانتهاكات منها القتل والاعتداء والضرب، وفي الواقع فإن هذه الذهنية التي تُنظم فيه الحكومة المؤقتة نفسها هي الذهنية الدينية، وبها يراد حصر طريق بحث المرأة عن النضال وتدمير الإنجازات التي حققتها وإعادة سوريا إلى سوريا المستعبدة".

 

"الذهنية العثمانية تريد تحقيق أهدافها في سوريا"

وذكرت ريما عيسى أن وعي وذهنية الحكومة المؤقتة اليوم هي ذهنية العثمانيين "نرى أن القوانين وذهنية الحكومة المؤقتة تأتي وتنبع من ذهنية الدولة العثمانية التي حاولت من خلال العديد من الطرق والأساليب كسر عزيمة ونضال المرأة في إقليم شمال وشرق سوريا عن طريق الهجمات الممنهجة، لكنها لم تحقق أهدافها، فقامت اليوم بطرح ذهنيتها داخل سوريا لمحاربة المرأة ثورة المرأة وتدمير المكتسبات".

 

"رفع مستوى الوعي من واجبنا"     

ودعت ريما عيسى في ختام حديثها جميع النساء السوريات إلى إظهار موقفهن بذهنية حرة لبناء سوريا الجديدة، "اليوم هناك نساء في الحكومة السورية المؤقتة، لكنهن لا يتصرفن بذهنية حرة، ويعملن كالروبوتات، وهؤلاء النساء بهذه الذهنية لا يمثلن المرأة السورية، لذا نطالب بتغييرهن، في القرن الحادي والعشرين، واجبنا الرئيسي هو الوصول إلى كل امرأة ورفع مستوى الوعي لديها من أجل تحريرها من قيود السلطات، اليوم، وبعد سنوات طويلة من العمل والنضال والتضحيات، يجب على كل امرأة في سوريا المطالبة بحقها في كتابة دستور بلادها".