تفاقم الأزمة الإنسانية وسط ارتفاع أعداد اللاجئين وتفشي الكوليرا في السودان

يشهد السودان أزمة إنسانية متفاقمة نتيجة النزاع المستمر وتدهور الأوضاع الصحية، حيث تتزايد أعداد النازحين إلى الدول المجاور، في الوقت الذي يشكل تفشي وباء الكوليرا تهديداً خطيراً بعد تسجيل آلاف الحالات وارتفاع أعداد الوفيات.

مركز الأخبار ـ أسفر النزاع الدائر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع المستمرة منذ منتصف نيسان/أبريل2023عن مقتل أكثر من 20 ألف مدني، فضلاً عن نزوح ولجوء قرابة 15 مليون شخص، وسط استمرار الصراع الذي ألقى بظلاله على البنية التحتية والخدمات الصحية في البلاد.

قالت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أمس الجمعة 30 أيار/مايو، أن قرابة 313 ألف لاجئ سوداني وصلوا إلى ليبيا منذ اندلاع النزاع في السودان وحتى نيسان/أبريل الماضي، بزيادة 256 ألف لاجئ مما يعكس التدهور المستمر في الوضع الإنساني.

وأشارت المفوضية في تقريرها إلى أنه من المرجح وصول أعداد اللاجئين السودانيين المحتاجين إلى 621 ألف شخص بحلول نهاية العام الجاري، ما يمثل زيادة بنسبة 40% مقارنة بتشرين الثاني/نوفمبر 2024، إذ ارتفع العدد بواقع 446 ألف شخص محتاج منذ ذلك التاريخ، بحسب خطة الاستجابة للاجئين لعام 2025.

ويتزامن هذا التقرير مع تنامي المخاوف بشأن تدهور الظروف المعيشية للاجئين السودانيين في ليبيا، حيث تواجه المنظمات الإنسانية صعوبات جمة في تأمين الاحتياجات الأساسية للنازحين.

وفي ظل هذه التحديات، تبرز الحاجة الملحة إلى تعزيز الجهود الدولية لضمان استمرارية الدعم وضمان استمرار المساعدات الإنسانية للمساهمة في تخفيف معاناة المتضررين.

 

الأوضاع الإنسانية متردية للغاية

تتدهور الأوضاع الصحية في السودان بشكل متسارع، جراء تفشي الكوليرا وانهيار النظام الصحي، بعد تشخص آلاف الإصابات بالكوليرا خلال الأسابيع الأخيرة، وذلك في الوقت الذي  يستمر فيه النزاع  الذي خلّف آلاف القتلى وملايين النازحين واللاجئين.

وتشهد السودان تدهوراً سريعاً في الأوضاع الصحية، نتيجة تفشي وباء الكوليرا وانهيار المنظومة الطبية، حيث تم تسجيل آلاف الإصابات خلال الأسابيع الأخيرة، ويأتي ذلك في ظل استمرار النزاع الذي دخل عامه الثالث.

وأعلنت وزارة الصحة السودانية عن تفشي وباء الكوليرا بسرعة كبيرة في البلاد، لافتةً إلى وفاة 70 شخصاً خلال اليومين الماضيين بسبب الإصابة بالمرض، بينما تجاوز عدد الوفيات خلال الأسبوع الأخير 170 حالة، 90% منها سجلت في ولاية الخرطوم، في الوقت الذي حذرت فيه منظمة أطباء بلا حدود من انتشار الكوليرا في ولاية الخرطوم والتي وصلت إلى مستويات خطيرة، مما يزيد من تفاقم الأزمة الصحية في المنطقة.

وبحسب أرقام الأمم المتحدة، سجلت ولاية الخرطوم وحدها 7 آلاف و700 حالة إصابة، من بينها أكثر من ألف إصابة بين الأطفال دون سن الخامسة و185حالة وفاة خلال الأشهر الأخيرة، أما في ولاية نهر النيل المجاورة للعاصمة يواصل وباء الكوليرا انتشاره السريع، حيث سجلت السلطات الصحية 90 حالة إصابة وثلاث وفيات حتى الآن.

وبحسب التقارير الصادرة عن الأمم المتحدة، فإن معظم الحالات التي تم رصدها تعود لأشخاص نزحوا من ولاية الخرطوم، مما يثير المخاوف من تفاقم الأزمة الصحية في المنطقة.