طبيبات توجهن نداء للاعتراف بمرض بطانة الرحم المهاجرة كمرض مزمن

وطالبت المتحدثات في الورشة التوعوية بمرض بطانة الرحم المهاجرة بضرورة إجراء نداء حقيقي لاستراتيجية وطنية لإدارة هذا المرض في بلادنا حيث تعاني منها مئات النساء في سن الإنجاب.

نجوى راهم

الجزائر ـ نظمت الجمعية الوطنية الجزائرية لمكافحة بطانة الرحم المهاجرة ورشة توعوية تحت شعار "بطانة الرحم تتحدث" على هامش أعمال مؤتمر الجمعية الجزائرية لأطباء النساء والتوليد الليبراليين.

بطانة الرحم المهاجرة قضية صحية عامة واجتماعية، تستجيب تماماً لمعايير التسجيل في سجل الأمراض المزمنة وفي الحالات طويلة الأمد، وتم إثبات خطورته، الذي يؤثر على 10% من الإناث في سن الإنجاب، من خلال التوعية في يوم إعلامي من قبل فريق متعدد التخصصات، واتحد أطباء أمراض النساء، وعلم النفس وأخصائي التغذية والأطباء والطبيبات المهنيين، والمحاميات والناشطات في الدعوة إلى رعاية شاملة لهذا المرض باعتباره حالة مزمنة طويلة الأمد.

أوضحت المختصات أن النساء المصابات بهذا المرض النسائي غير المعروف، بسبب وجود بطانة خارج الرحم، يستغرقن في المتوسط أكثر من عشر سنوات قبل الحصول على التشخيص، وخلال هذه الفترة تعاني جميع هؤلاء النساء من الألم الشديد أثناء الدورة الشهرية وبعدها، مما يسبب لهن الخجل في حياتهن اليومية والمهنية والجنسية والرفاهية.

هناك نساء تعانين بصمت لسنوات، دون أن تنطقن بكلمة بسبب العادات والمحرمات الاجتماعية المرتبطة بالحيض، وحول ذلك قالت رئيسة الجمعية الوطنية الجزائرية لمكافحة بطانة الرحم المهاجرة آسيا بلحسين إن واحدة من بين ١٠ نساء تصاب بهذا المرض وأعراضه ليست جسدية فقط بل له أعراض نفسية عميقة لا يمكن علاجها في فترة قصيرة ولا يتفهم الجميع معاناة النساء اللواتي تعانين من المرض "عاشت فترة المرض بشكل شخصي أثناء فترة دراستي وعملي".

وأكدت على أهمية الحديث عن المرض وأعراضه وآثاره الجانبية وطرق الوقاية منه، وتكثيف الورشات والمحاضرات التي ينظمها الأطباء لمدى أهميتها وإخراج الشخص من دائرة التابوهات.

وأوضحت أن "انتباذ بطانة الرحم يؤدي عموماً إلى فترات مؤلمة واتصال جنسي، بالإضافة إلى تهيج الأمعاء والمثانة والغثيان والتعب المزمن، غالباً ما يكون التأثير أكثر خطورة من ذلك عندما تنخفض الخصوبة، ويمكن لآثار المرض أن تسبب في النهاية التوتر والقلق والاكتئاب، مما يؤثر بشكل كبير على حياة المرأة".

وقالت أن الجمعية الجزائرية لمكافحة بطانة الرحم قررت إخراج هؤلاء النساء اللواتي تعانين في الظل، وتحرير أصواتهن واتخاذ إجراءات من أجل الاعتراف بهذا المرض باعتباره مرضاً مزمناً من قبل السلطات الصحية والضمان الاجتماعي.

وبينت إن الهدف الورشة هو إنشاء سجل وطني لمرض بطانة الرحم، وإطلاق مسح وطني لتحديد مدى انتشار هذا المرض وحدوثه، وتعزيز تدريب الممارسين العامين والمتخصصين، وتشجيع وضع مبادئ توجيهية وطنية مع نماذج مكيفة للوقاية والتشخيص والعلاج من أجل الإدارة الفعالة لمرض بطانة الرحم.

 

 

وقالت الأمينة العامة للجمعية فايزة واضح "عانيت من هذا المرض لمدة سنوات، وقد اكتشفته في سن ٢٦ سنة، من خلال أعراض كثيرة كالنزيف أثناء الدورة الشهرية وآلام وأوجاع وانقباضات في الرحم، مما سبب لي تأخر في الإنجاب، وهذا من الأسباب التي جعلتني انضم للجمعية لأشارك تجربتي مع النساء والفتيات اللواتي تعانين من هذا المرض"، مبينة أن "هذا المرض أثر على مستوى عملي وحياتي الشخصية، لكني تداركت المرض بالعلاج".

وأشارت إلى أن الآلام التي تعتبرها النساء آلام عادية هي السبب الرئيسي الذي تعاني منه المرأة يومياً في صمت، ولا تقلل من تأثير هذا المرض على الرفاهية والحياة المهنية والصحة العقلية، وأوصى المتخصصون بدعم تنفيذ إجراءات مكافحة ضد بطانة الرحم.

 

 

وقالت الدكتورة في علم النفس كاهنة حماش من المهم إن يصبح هذا المرض أكثر وضوحاً في الجزائر وأن علم الاجتماع في المجتمعات الغربية يتطور ليأخذ في الاعتبار هذا المرض المرئي، لتتساءل عن عدم مرئية هذا المرض في الجزائر، ومثال على ذلك عندما يبلغ الشب يمكنه الحديث عن ذلك كونه رجل، لكن عندما تعيش الفتاة لأول مرة فترة حيضها عليها عدم التحدث لأي شخص.