طالبان تفرض قيود على ملابس وعمل النساء في بعض ولايات أفغانستان
أبلغت عاملات في مقاطعتين بأفغانستان تعرضهن لمضايقات من قبل طالبان، وأن الأخيرة فرضت قيوداً على ملابسهن وعملهن، والزمتهن البقاء في منازلهن "مؤقتا"
مركز الأخبار ـ .
بحسب ما أفاد به موقع "صوت أميركا"، فقد أبلغت معلمات وغيرهن من العاملات في مقاطعتين بأفغانستان عن تعرضهن لمضايقات من قبل مقاتلي حركة طالبان، بالرغم من وعد المتحدث باسمهم، أمس الثلاثاء 24آب/أغسطس، بأن "الحركة تضع سياسة للحفاظ على أمن النساء".
ووفقاً لـ "صوت أميركا"، قالت النساء في ولاية تاخار شمال شرق البلاد، ومقاطعة كابل إن هناك قيوداً جديدة تتعلق بملابسهن وعملهن، "طالبان عدوانية للغاية مع النساء هنا. يريدون أن ترتدي النساء الشادور".
وأوضحت إحدى المعلمات أن حركة طالبان في المحافظة كانت صارمة للغاية لدرجة أنها لم تسمح للنساء بارتداء النقاب الأسود بل تطالب بالشادور وهو غطاء كامل للجسم به ثقوب صغيرة يمكن الرؤية من خلالها.
وأشارت إلى أنهم يطالبون بعدم خروج المرأة من المنزل إلا مع "محرم"، "تعاني النساء هنا الكثير من المشاكل. تحتاج النساء إلى الخروج من أجل قضاء أمورهن ولا يمكن أن يكون معهن محرم في جميع الأوقات".
وأكدت أن طالبان منعت المعلمين بالفعل من تعليم الطلاب من الجنس الآخر "لقد أمروا بضرورة فصل الطلاب عن الطالبات، وغيروا منهج التعليم".
وأدت التغييرات في المناهج الدراسية إلى إزالة الموضوعات الثقافية والرياضية وإضافة المزيد من التعاليم الإسلامية، على الرغم من أن هذه المواد كانت بالفعل جزءاً من المناهج الدراسية قبل سيطرة طالبان.
وفي كابول، طلبت طالبان من موظفات مستشفى واحد على الأقل، فصل أماكن عملهن عن الرجال أو البقاء في المنزل، كما طلبت من مراسلة إذاعة صوت أميركا، التي خرجت من المنزل مرتدية الحجاب أن تغطي وجهها أيضاً.
وقال المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد، أمس الثلاثاء 24آب/أغسطس، إن "مقاتلي الحركة لم يتم تدريبهم على التحدث مع النساء"، وأضاف "هذا هو السبب في أننا نطلب من النساء البقاء في المنزل في الوقت الحالي، لكنهن سيستمرن في تلقي الرواتب. بمجرد أن يكون لدينا نظام كامل، يمكن للمرأة العودة إلى العمل".
ومنذ عودتها إلى الحكم تحاول طالبان الظهور في صورة أقل تشدداً، وبالتزامن مع إعلان سيطرتها على البلاد، وتعهدها بـ "احترام حقوق المرأة في حدود الإسلام"، وأن أي قيود ستفرض ستكون قصيرة الأمد، إلا أنها حتى الآن لم تشرح بالتفصيل ما الإجراءات التي ستتخذها، ولم تقدم وعوداً محددة.
وبتسليط الأمم المتحدة الضوء على تقارير "ذات مصداقية" عن انتهاكات ترتكبها الحركة، خاصة من خلال قيود تفرضها على النساء، يكشف الستار عما تخبئه الأخيرة خلف وعودها وتعهداتها، خاصة بعد التقييد الذي مارسته بحق النساء خلال فترة سيطرتها ما عامي (1996ـ 2001)، وحظرها تعليم النساء والفتيات، واستخدامها الرجم والجَلد كعقاب على جرائم مفترضة، وإلزامهن بالبقاء في منازلهن ما لم يرافقهن ذكر من أفراد أسرهن، ما حرمهن من حرية التنقل والعمل في معظم الوظائف.
فيما أشارت منظمة هيومن رايتس ووتش، أن استخدام طالبان لعبارات فضفاضة تزيد المخاوف بشأن بمصداقيتها، لتدق العديد من الدول والجماعات الحقوقية ناقوس الخطر بشأن مصير حقوق النساء في أفغانستان.