'سياسة قمع النساء في إيران تؤثر علينا في تركيا'

أكدت عضوة منصة نساء أنقرة، بوسي أوجر، إن عقوبة الإعدام التي أصدرت بحق ثلاث ناشطات وقمع السلطات الإيرانية المستمر للمرأة أثر على جميع النساء في تركيا أيضاً، مطالبة بإنشاء شبكة تضامن مع النساء في إيران.

إيبرو شاهين

أنقرة ـ تسعى السلطات الإيرانية إلى إسكات كل الأصوات المعارضة لها عبر سياسات قمعية خاصة بعد الانتفاضة الشعبية التي اندلعت في البلاد وأثارت الموافقة على أحكام الإعدام الصادرة بحق الناشطات الثلاث وريشة مرادي وبخشان عزيزي وشريفة محمدي ردود فعل كبيرة على المستوى المحلي والدولي.

على الرغم من أن الناشطات بخشان عزيزي ووريشة مرادي وشريفة محمدي كشفن عن سياسات النظام الإيراني وهجماته بحق الشعب، إلا أنهن برزن أيضاً كشخصيات قاومت النظام، لذلك الموافقة على أحكام الإعدام الصادرة بحقهن يكشف في الواقع عن وضع النساء اللواتي تحاولن العيش في ظل أنظمة قمعية في إيران وحتى في جميع أنحاء العالم وكيف يتم محاولة إسكاتهن.

واعتقلت السلطات الإيرانية الصحفية والناشطة الكردية بخشان عزيزي بتهمة "القيام بعمل مسلح ضد السلطات الإيرانية" وأصدرت المحكمة الثورية العليا حكماً بالإعدام عليها بنفس التهمة، وأيد المجلس الأعلى للقضاء حكم الإعدام بحقها، وبينما ازدادت ردود الفعل على هذا القرار في جميع أنحاء العالم احتجت النساء في أنقرة بتركيا على الحكم.

 

"المرأة رمز للتمرد في إيران"

وعن وضع المرأة في تركيا والحكم الصادر بحق بخشان عزيزي والسياسات القمعية في إيران، قالت عضوة منصة نساء أنقرة بوسي أوجر، إن هناك سياسات مماثلة تشهدها تركيا أيضاً فهناك نظام قمعي ضخم ضد الصحفيين، بالإضافة إلى موجة من الهجمات على كل من يناضل من أجل المساواة والحرية، مع اعتقالات وعمليات جديدة "نحن نرى في تركيا وضعاً مماثلاً لما يفرضه هذا النظام الرجعي على النساء والصحفيات في إيران، فالنساء في تركيا مرتبطات دائماً بالنساء في إيران من خلال جسر الأخوة، لهذا لا ينبغي النظر إلى هذه السياسات القمعية بمعزل عن الموجة العامة من الاستبداد والفاشية في جميع أنحاء العالم، فقد خاضت النساء في إيران أيضاً نضالاً طويلاً وأصبحن رمزاً للتمرد ولهذا السبب تشكلن تهديداً أكبر بكثير للنظام الإيراني كما هو الحال في تركيا.

 

"من خلال المقاومة والتمرد يمكن للمرأة أن تخرج من الظلم"

وأكدت أن الأنظمة الاستبدادية في جميع أنحاء العالم تريد ترهيب النساء "بالطبع ما يحدث في إيران من جرائم أو سياسة قمع يؤثر علينا في تركيا، لذلك لا ينبغي أن نتجاهل ما يحدث للنساء هناك"، مشيرةً إلى أن النساء هناك لديهن خصائصهن ونضالات خاصة ومختلفة بناءً على مشاكل البلد الذي تعشن فيه، لهذا يجب على النساء في تركيا التفكير جيداً حول ما يجري هناك "قد يبدو الأمر بالنسبة لنا بمثابة ترهيب ولكن هناك حزب العدالة والتنمية في تركيا الذي يحاول ترهيب النساء اللواتي لا تستسلمن وتواصلن فعالياتهن التي لا تقتصر على الثامن من آذار فقط واليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة".

وأوضحت أن النساء في تركيا تواصلن أنشطتهن وتتابعن القضايا المتعلقة بالنساء وجرائم القتل التي ترتكب بحقهن "أرى الحركة النسائية كقوة لا تقهر، وهي حركة تنبت وتزدهر عندما تحمي النساء بعضهن البعض وتنظمهن باستمرار في أماكن العمل والجامعات والحرم الجامعي، وهي حركة تنبض بالحياة وتزدهر في الوقت الذي يتم فيها قمعها وترهيبها".

وأكدت أنه "في جميع أنحاء العالم بما في ذلك تركيا تعمل الأنظمة الاستبدادية والفاشية على ترهيب النساء والذي قد يؤدي في بعض الأحيان إلى التراجع، ولكن وعلى الرغم من ذلك لا تزال الفئات الأكثر نشاطاً هن النساء لأنهن تخرجن من هذا القمع والترهيب من خلال المقاومة والنضال والتمرد".

وأضافت بوسي أوجر، إنه على الرغم من كل السياسات المرتبطة بأزمة الذكورة التي يتبعها حزب العدالة والتنمية بحق النساء، إلا أنهن تواصلن نضالهن في كل مجال وأصبحن أكثر نجاحاً ومشاركة في الحياة "يمكن للمرأة الآن أن تقول لا للرجل بفضل إنجازات الحركات النسائية التي تعمل على ضمان حقوقهن في كل المجالات، حيث أصبح بإمكانهن الحصول على الطلاق والوقوف على أقدامهن مرة أخرى، والعمل في وظائف مرنة وغير مستقرة".

 

"لا يوجد إعدام ولكننا نُقتل كل يوم"

ولفتت إلى أن "هناك العديد من النساء من حولنا فقدن حياتهن بالكامل وتُقتلن كل يوم والمجرمون يتجولون بحرية، كما حدث في قضية بينار كولتكين"، مشيرةً إلى أن السلطات القضائية لا تطبق القوانين والعقوبات على الجناة، أي أنها تطلق سراحهم وهو ما يدل على أن الحرب ضد المرأة في تركيا لا تزال مستمرة.

وعن أهمية التضامن بين النساء في إيران وتركيا قالت "هناك إيرانيات تعشن في تركيا، هرباً من النظام، لقد أقمنا علاقات جيدة معهم في تركيا، لأننا بحاجة إلى التأسيس والنضال ولقاء نساء إيرانيات، نحن نؤمن بأن العلمانية يمكن إعادة بنائها فعلياً كمبدأ نسوي قائم بذاته خاصةً من خلال قضية العلمانية النسوية، والتي دافعنا عنها، وإنشاء شبكات تضامن مختلفة تجاه إيران، لأن النساء في كل مكان تتعرض للعنف أينما كن بسبب كونهن نساء فقط، على الرغم من أنهن من ثقافات مختلفة وصوت ولون ومقاومة مختلفة"، مشيرةً إلى أنه "سيأتي الثامن من آذار وسنرفع صوتنا عالياً وستحتفل جميع النساء معاً في يومهن العالمي".