"صور من وادي غزة" معرض ينقلك إلى قلب الوادي
ضمن حملة التوعية والمناصرة بأهمية وادي غزة وإعادة إحيائه التي بدأت منذ عدة أشهر، افتتح معرض "صور من وادي غزة" لإعادة البوصلة نحو الوادي وأهميته البيئية.
رفيف اسليم
غزة ـ بهدف الحفاظ على الحياة البيئية وإعادة إحياء وادي غزة، افتتح مساء أمس الأربعاء الثامن من حزيران/يونيو معرض "صور من وادي غزة"، بحضور كل من ممثلة البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة UNDP في فلسطين والسفيرة النرويجية وممثلة منظمة اليونسكو.
على هامش المعرض قالت مساعدة الإعلام والتواصل في مكتب UNDP شهد السويركي، أن افتتاح معرض صور من وادي غزة هو جزء من حملة التوعية والمناصرة التي قام بها البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة على مدار الأشهر السابقة بتمويل من الحكومة النرويجية، لافتة إلى أن الحملة شملت طوال الأشهر السابقة مسارات سياحية للوادي وحملات توعية بالمدارس والجامعات قابلها أخرى إلكترونية عبر مواقع التواصل الاجتماعي وإنشاء مجلس خدمات وادي غزة.
ولفتت إلى أن المعرض الحالي والذي سيستمر حتى الـ 23 من حزيران/يونيو الجاري، اختيار 47 صورة فقط من بين مجمل الصور التي دخلت المسابقة لعرض صورهم، بعد عرضهم على اللجنة التقييمية ليتأهل منهم للجائزة النهائية ثلاث صور فقط، مشيرةً إلى أن الهدف من المعرض هو نقل الحياة بالوادي للمشاهد عبر عدد من الصور وللتعرف على المصادر الطبيعية والتاريخية بالمنطقة.
وأشارت إلى أن مشروع الوادي هو حلم ورؤية مستقبلية للحياة البيئية في قطاع غزة بتكلفة مقدارها 66 مليون دولار، لافتةً إلى أن الخطة التطويرية قسمت الوادي لخمس مناطق، المنطقة الأولى (البوابة البحرية) التي تمثل المدخل من الجانب البحري، والمنطقة الثانية عبارة مركز لزوار المنتزه ومتحف للكائنات الحية ومساحات عامة، أما عن المنطقة الثالثة (منطقة رياضية) تختص بالأنشطة الرياضية لكافة الأعمار.
وأوضحت أن المنطقة الرابعة عبارة عن بساتين الزيتون ومنطقة ألعاب أطفال ومطعم وفندق وموقف سيارات، أما المنطقة الخامسة (البوابة العليا) عبارة عن ملعب معشب ومركز للتخييم وأخرى للرحلات وبرج لمراقبة الطيور، مضيفةً أن تطبيق المشروع وإتمامه على أرض الواقع سيسهم في خلق فرص عمل للشباب بالتالي تحسين الوضع الاقتصادي بغزة.
ونوهت إلى أن الانشغال بالأثار السياسية والاقتصادية واحتياجات السكان الأساسية حرفت الأنظار في المحافظة على الأماكن البيئية والاهتمام بها، خاصةً أن وادي غزة كان بمثابة محمية طبيعية تحتوي على أكثر من 450 نوع من الطيور والنباتات التي اختفت بفعل تلوث المياه والمخلفات الصلبة وتدمير الغطاء النباتي بالوادي.
ولم تنكر شهد السويركي أن الآثار الصحية السلبية كبيرة على سكان الوادي وخاصة النساء والأطفال الذين عانوا من انتشار الأوبئة والأمراض بفعل المياه العادمة التي تعتبر بؤرة لتجمع الحشرات والقوارض والزواحف، لكن من خلال المشروع الحالي بدأت تلك الظاهرة بالتلاشي من خلال تحسين جودة المياه وإعادة الحياة البيئية بالتالي تحسين الصحة العامة للسكان، متمنية إتمام كافة مراحل المشروع عبر الحصول على التمويل الكافي من قبل الجهات الداعمة.
وقالت فونافيستا تورن فيزت ممثلة المشروع عن حكومة النرويج في دولة فلسطين أنها سعيدة بتواجدها اليوم في معرض يحتوي على الكثير من الصور التي تمثل الفن وواقع الحياة البيئة في محمية وادي غزة، مشيرةً إلى أنها فخورة بتنفيذ مشروع وادي غزة مع المكتب الإنمائي للأمم المتحدة لإعادة الحياة له من جهة وليصبح واجهة سياحية للسكان وللسياح من خارج القطاع أيضاً.
وتأمل أن تعود الحياة البرية للوادي من جديد ويصبح موطن للعديد من الطيور والحيوانات البرية التي هجرته منذ فترة طويلة، لافتةً إلى أنها تتابع بشغف كافة الفيديوهات التي تعد عن الوادي والحياة البيئية داخله وتشاركها عبر حسابتها على مواقع التواصل الاجتماعي لكنها شعرت بالرضا أكثر خلال تواجدها اليوم بالمعرض.
من جانبها قالت عضو فريق المناصرة الخاص بوادي غزة أمل عبد الباري أن المعرض يعد استكمال لعدد من الأنشطة التي قام بها شباب وشابات لإعادة البوصلة نحو وادي غزة وأهميته البيئية، لافتةً إلى أن الصور المشاركة جاءت لدعم كافة الجهود المبذولة في تحسين الواقع البيئي والنهوض به لتوفير حياة كريمة لكافة سكان قطاع غزة.
وأوضحت في ختام حديثها أن التنوع الحيوي والغطاء النباتي في الوادي سابقاً يتطلب من الجميع بذل العديد من المحاولات كي تعود الحياة لسابق عهدها، لافتة إلى أن مجموعة الصور التي تم التقاطها تظهر فائدة المسارات السياحية التي أقيمت داخل الوادي بتشجيع السياحة الداخلية ولفت أنظار سكان قطاع غزة والمؤسسات إليه من جديد.