سوهام دخيل: الاعتراف بالإبادة الجماعية خطوة مهمة لكنها لا تحمي المجتمع الإيزيدي

أكدت المتحدثة باسم العلاقات الدبلوماسية في حركة حرية المرأة الإيزيدية TAJÊ سوهام دخيل على ضرورة الاعتراف بالإدارة الذاتية لشنكال.

أميرة زوزان

شنكال ـ في 3 آب/أغسطس عام 2014 ارتُكبت إبادة بحق المجتمع الإيزيدي في شنكال على يد مرتزقة داعش. خلال هذه الإبادة تم أسر آلاف النساء وقتلهن واختطافهن، وبعد مرور 8 سنوات عليها، وفي 19 كانون الثاني/يناير اعترف البرلمان الاتحادي الألماني رسمياً بالإبادة الجماعية ضد المجتمع الإيزيدي.

حول هذا الموضوع قالت المتحدثة باسم العلاقات الدبلوماسية في TAJÊ سوهام دخيل لوكالتنا "الاعتراف بالإبادة الجماعية بعد 8 سنوات هو خطوة مهمة، وقبول إرادة مجتمع شنكال والاعتراف بالإدارة الذاتية ستؤدي إلى حماية المجتمع الإيزيدي من مجازر جديدة".

 

لماذا بعد 8 سنوات؟

وأوضحت سوهام دخيل إن قرار المجلس الفيدرالي لألمانيا مهم ولكنه غير كافي، وقالت إن المجزرة حدثت أمام أعين الجميع ولكن لماذا تم الاعتراف بها بعد 8 سنوات "في التاسع عشر من شهر كانون الثاني اعترف البرلمان الاتحادي الألماني بعد تقديم اقتراح، وبموافقة أعضاء البرلمان بأكمله، رسمياً بالإبادة الجماعية التي تعرض لها مجتمعنا الأيزيدي. تطبق الحكومة الألمانية أيضاً سياسة خاصة تجاه مجتمعنا الإيزيدي. مثال على ذلك أن الإيزيديين الذين ذهبوا إلى ألمانيا تمنحهم الدولة حق اللجوء والإقامة حتى لا يعودوا أبداً. لكن خطوة الاعتراف بالإبادة الجماعية هذه خطوة إيجابية ومن الضروري أن تعترف الدول الأخرى أيضاً بذلك".

إحدى النقاط التي قبلتها ألمانيا في الاعتراف بالإبادة الجماعية هي تنفيذ اتفاقية 9 تشرين الأول، وحول ذلك أكدت أن المجتمع الأيزيدي لن يقبل هذه النقطة لأنها لن تخدمهم أبداً ويرون هذه النقطة استمرار للإبادة الـ 75 "هناك بعض الأمور في مجتمعنا لم تأخذها ألمانيا في الاعتبار. كانت إحدى النقاط في الاعتراف بالإبادة الجماعية هي تنفيذ اتفاقية 9 تشرين الأول. لكن مجتمعنا أظهر موقفه ضدها مئات المرات وقال أنه لن يقبلها ابداً".

 

"اتفاق 9 تشرين الأول هو استمرار للإبادة"

وشددت على أن اتفاقية 9 تشرين الأول الموقعة بين الدولة التركية والعراق والحزب الديمقراطي الكردستاني PDK هي استمرار للإبادة "كان هناك العديد من النقاط في الاقتراح، ولكن كانت هناك بعض النقاط كان لمجتمعنا موقف حساس تجاهها ويعتبرها مجزرة تحت غطاء القانون. يستخدم الحزب الديمقراطي الكردستاني PDK والدولة التركية الشخصيات الإيزيدية لقبول هذه الاتفاقية. لكننا لن نسمح أبداً بتسليم إرادتنا للخونة. لذلك، من الضروري أن تنظر ألمانيا إلى هذه النقاط مرة أخرى".

 

"لا نقبل من باع هذه الأرض بيننا"

وأشارت إلى بعض النقاط التي تتعارض مع حساسية المجتمع الإيزيدي "كانت هناك العديد من النقاط الإيجابية في الاعتراف بالإبادة الجماعية. وأكثر ما تم مناقشته هناك هو أنه يجب حماية الإيزيديين وتحريرهم من المجزرة الـ 75. لكننا كمجتمع إيزيدي، فإننا نعارض النقطة 11 التي تقبل باتفاقية 9 تشرين الأول. أيضاً في النقطة السابعة، قيل إن أطفال مرتزقة داعش الذين ولدوا نتيجة الاعتداء على النساء الإيزيديات، يجب على أمهاتهم الاعتناء بهم ورعايتهم. هذه النقطة تتعارض تماماً مع معتقدات مجتمعنا الإيزيدي. نحن أيضاً كحركة حرية المرأة الأيزيدية TAJÊ نقول إنه يجب إيجاد حل لهؤلاء الأطفال، ولكن ليس بهذه الطريقة. لأن المجتمع الإيزيدي لن يقبل بهذا أبداً لأنه ضد معتقداتنا".

وحول المناقشات التي جرت في المجلس الفيدرالي لألمانيا، أوضحت سوهام دخيل أن الوقائع والأحداث التي حدثت في الإبادة لم يتم شرحها بشكل واضح أو التحدث عنها "هناك نقاط جيدة في الاتفاق ولكن هناك أيضاً نقاط ناقصة. حيث لم يذكر في البرلمان من الذي أنقذ شنكال وحررها. لقد بذلت مقاومة كبيرة في شنكال حيث توجهت وحدات حماية الشعب والمرأة، وقوات الدفاع الشعبي، ووحدات المرأة الحرة إلى هذه الجبال وقاتلت. لا أحد يستطيع أن ينكر هذه الحقيقة. لكن للأسف لم يتم الحديث عنها في البرلمان".

 

لم يتم ذكر سبب المجزرة في الاعتراف!

وقالت إن سبب هذه المجزرة لم يتم تحديده أو ذكره في اعتراف ألمانيا بالإبادة "لو لم يهرب حزب PDK من شنكال لما كانت هذه المجزرة حدثت، لذلك فإن الدولة التركية و PDK مذنبون وتعاونوا مع داعش. هناك العديد من الوثائق التي تثبت ذلك. لذلك، كان أهم شيء يجب مناقشته هو محاكمة حزب PDK والدولة التركية. ما أرادت الدولة التركية فعله في شنكال، ولم تستطع إكماله، تفعله اليوم في عفرين. لذلك، عند الاعتراف بالإبادة الجماعية، وعند التأكيد على ضمان حماية الإيزيديين، فمن الضروري أخذ جميع الإيزيديين في الاعتبار أينما كانوا، وبالتأكيد لن تكون اتفاقية 9 تشرين الأول حلاً لشنكال، وستستطيع إدارة شنكال المستقلة من حماية شنكال من المجازر".

وأوضحت أن الحزب الديمقراطي الكردستاني PDK والدولة التركية وبسبب فشلهما في تنفيذ اتفاق 9 تشرين الأول، لجأوا هذه المرة إلى تضمين الاتفاق على الأجندة الدولية "كانت هناك بعض التحركات الدبلوماسية في العراق من أجل قبول اتفاق 9 تشرين الأول تثير شكوكاً في أن اعتراف ألمانيا بهذه الإبادة الجماعية كان مرتبطاً بهذه التحركات. قبل فترة أيضاً، ذهب وفد من شنكال إلى بغداد وعقد العديد من الاجتماعات وذكر أن الجالية الإيزيدية في شنكال لا تقبل اتفاقية 9 تشرين الأول، كما تم ذكر أسباب عدم قبولها. عندما تم توقيع اتفاقية 9 تشرين الأول، أرادت الدولة التركية والحزب الديمقراطي الكردستاني PDK والكاظمي تنفيذ هذه الاتفاقية أكثر من غيرها، لكنهم الآن يريدون تدويل الاتفاقية من خلال الأمير الإيزيدي للضغط على الحكومة لقبول الاتفاقية. لذلك، يحتاج مجتمعنا إلى أن يكون على دراية بهذه السياسة وحذراً منها".

 

"لسنا ضد بناء شنكال نحن ضد عودة الخونة"

وفي ختام حديثها رأت المتحدثة باسم العلاقات الدبلوماسية في TAJÊ سوهام دخيل إن الاعتراف بالإبادة الجماعية إمراً إيجابياً وقالت إنه من الضروري أن يخدم هذا الاعتراف المجتمع نفسه وليس الأحزاب السياسية وذكرت أنهم ليسوا ضد بناء شنكال، لكنهم ضد عودة الخونة، وضد تدمير إرادة الإيزيديين "نحن كمجتمع إيزيدي والإدارة الذاتية وحركة حرية المرأة الإيزيدية TAJÊ لسنا ضد بناء شنكال، نحن لسنا ضد عودة الشعب، نحن ضد عودة الحزب الديمقراطي الكردستاني PDK، وضد عودة الخونة. منذ الإبادة وحتى الآن، هناك جهد كبير من المجتمع الإيزيدي للاعتراف بهذه الإبادة الجماعية. وعلى مدى السنوات الثماني الماضية، تم العمل على مستوى العراق وعلى المستوى الدولي، وسيستمر هذا العمل حتى يتم قبول إدارة شنكال والاعتراف بها".