سودانيات: للمرأة دور مهم في مكافحة المخدرات

تبذل جهود حثيثة في السودان هذه الأيام من قبل جهات رسمية وغير رسمية للتوعية بخطورة المخدرات ومكافحة انتشارها وسط الشباب بعد إعلان السلطات عن حملات كبيرة لمكافحة المخدرات في العاصمة السودانية الخرطوم.

ميساء القاضي

الخرطوم ـ في ساحة الحرية بالعاصمة الخرطوم نظمت شركة فعالية للتوعية بمخاطر المخدرات صاحبها عرض مسرحي للتوعية بمخاطر الإدمان حضرها جمع كبير من مختلف الأعمار من الجنسين.

أكدت الطبيبة النفسية عائشة المبشر محمد علي التي تعمل بمركز "قادرين لعلاج الإدمان" إن 3 إلى5 أشخاص مدمنين يدخلون المركز يومياً  ولا يمر يوم لا يدخل فيه مريض للمركز "هذا أمر خطير يدل على أن المخدرات أصبحت منتشرة بشكل كبير بين كل الفئات العمرية، أصغر شخص لدينا عمره عشرة سنوات متعاطي ومروج في نفس الوقت وهذا الأمر تجاوز حد السكوت عليه، يأتي المرضى إلينا مدمرين كلياً يحاولون الانتحار، وسبب ذلك الوصمة الاجتماعية والاعتقاد بأن الشخص المدمن حياته انتهت وهذا غير صحيح، وإذا أردنا أن نعمل على أمر آخر غير العلاج فهو إزالة وصمة العار فالإدمان مرض مثل أي مرض، الأعداد لدينا في المركز كبيرة لكنني متأكدة من أن هنالك كثيرين يخافون من تلقي العلاج بسبب الوصمة الاجتماعية، فجميع من يحضرون للعلاج في المركز لديهم مشاكل أسرية، مشاكل الطلاق أو موت الأب أو القسوة الكبيرة على الأبناء، الأمر يحتاج إلى أن نضع أيدينا في أيدي بعض".

وأضافت "هنالك علامات تشير إلى أن الشخص يتعاطى المخدرات مثل السهر طول الليل والنوم طوال النهار، آثار حريق على الملعقة، حقن الإنسولين، بقايا أوراق ملفوفة في غرفته، كلها مؤشرات تدل على إنه يتعاطى المخدرات، المدمن مريض ومازال بإمكانه تلقي العلاج والعودة كشخص طبيعي مهما كانت كمية المخدرات التي يتعاطاها، لدينا 88 مريض تلقوا العلاج في المركز وعادوا إلى حياتهم الطبيعية وهنالك منهم من يعمل معنا في المركز".

 

 

وعن الهدف من الفعالية وعن دور النساء في مكافحة المخدرات قالت مديرة العلاقات العامة ومدير العلاقات العامة بالشركة المنظمة للفعالية نجلاء عمر نمر "أن الهدف من الفعالية هي التوعية المجتمعية لكل فئات المجتمع وخاصة شريحة طلاب الجامعات بمخاطر مخدر الآيس أو الشبو في تدمير الشباب ولفت النظر إلى أن الآيس مخدر كيميائي يعمل على الفتك التام بالجهاز العصبي من أول جرعات تعاطي ويتم الإدمان عليه بسرعة عالية"، مشيرة إلى أن دور المرأة فعال فكانت هناك نسبة مشاركة بلغت 60% من التنظيم والترتيب وحضور للمرأة السودانية وذلك لإيمانها بأنها الرقيب الأول للأبناء في البيت لأنها ترى التغيرات السلوكية والصحية التي تحدث لهم، تعتبر المرأة هي العين الملاحظة الأولى "الهدف من الفعالية أن يصل صوتنا لأكبر شريحة من المجتمع".

 

 

ومن جانبها قالت الموظفة في وزارة الثروة الحيوانية بتول محمد علي "يجتمع الشباب في مجموعات ويتم ترويج المخدرات، المبادرة جيدة وأتمنى أن يقوم الناس بنشر الوعي في الأحياء والجامعات وطلاب المدارس الثانوية، الأمهات لهم دور أكبر في هذا الأمر لأن الشباب يكونون الأقرب إلى الأم إذا قامت باحتوائهم ومعرفة مشكلاتهم وهذا يساعدهم كثيراً".

وأوضحت أنهم يدعمون المبادرة وأنها كانت من المنظمين "أصبحت المخدرات آفة، المجتمع كله يعاني منها، ووصل الأبناء حد المرض الهستيري والدولة غائبة، ليست هنالك مؤسسات متخصصة لعلاج الإدمان، نحن من هنا ندعو وزارة الصحة للاهتمام بالموضوع على المجتمع أن يبادر ويتصدى لهذه الآفة".