سودانيات: الاغتصاب كان سلاح حرب ضدنا ولن نسامح
جددت النساء الدعوات للمجتمع الدولي لمحاكمة طرفي النزاع في السودان الذين تفننوا في التنكيل بالنساء وتعنيفهن دون حسيب ولا رقيب، وشبهوا ما عاشوه بفيلم رعب حقيقي.

زهور المشرقي
تونس ـ دعت المشاركات في الملتقى إلى التحرك لمحاسبة الجناة بعيداً عن المعايير المزدوجة لاعتبار أن الحرب تستمر باستخدام النساء وتعذيبهن واستعبادهن جنسياً، مؤكدات أن العدالة هي الباب الوحيد لتجاوز الجرح ولن تهدأ النساء إلا بعد أخذ حقهن بالقانون.
نظم الملتقى السوداني للسانيات مائدة مستديرة عبر الزوم يوم السبت 12نيسان/إبريل، تناولت فيها المشاركات آفة الاغتصاب والعنف الجنسي الممنهج ضد النساء في السودان كسلاح حرب، كما تطرقن إلى الآثار النفسية الكارثية على صحة النساء النفسية وعلى توازنهن، ما يستدعي تكثيف الجهود لتوفير الحماية لهن علاوة على الضغط من أجل معالجتهن نفسياً.
وأكدت الاخصائية النفسية في جامعة الجزيرة بالسودان، الدكتورة هبة أحمد السيد، في مداخلاتها أن النساء احترقن جسدياً ونفسياً نتيجة الاعتداءات عليهن من قبل طرفي النزاع، لافتةً إلى أنه "في ظل ما يحدث داخل السودان من تزايد للتنكيل بالنساء في قضايا مسكوت عنها ويوصمها المجتمع ويصفها بالعار، كان ضرورياً تقديم الصورة الحقيقية دون خوف خاصةً مع استمرار النزاع ولهيب السلاح والعنف".
وأوضحت أن ما عاشته النساء ليس مجرد تعنيف بل اعتداءات جنسية انتهكت حرمتهن الجسدية وقتلت أملهن في الحياة بأمان وسلام مع انتشار المليشيات وسطوتها على البلاد وتقاسم المطامع، مبينةً أن "النساء اللواتي تعرضن للاغتصاب تعشنَ اليوم أزمة نفسية حادة واضطرابات تدفعهن أحياناً إلى إنهاء حياتهن، لعدم قدرتهن على التعايش مع ما تعرضن له، وقد انتحرت الكثير من الفتيات خوفاً من الحمل".
وأشارت المختصة النفسية والناشطة الحقوقية أميرة العوض إلى أن "الاغتصاب كان سلاح حرب حقيقي وخاض أطراف النزاع الصراع على أجساد النساء وبرغم ذلك تحاولن كمختصات في علم النفس توعية النساء والفتيات والوقوف إلى جانبهن ضد الظلم والعنف وتشجعهن على تجاوز الآلام النفسية بالعلاج خاصة وأن أغلبهن ترفضن ذلك ويتكتمن على ذلك خوفاً من الوصم المجتمعي وكأنهن مذنبات برغم أنهم ضحايا".
وأضافت أن الاغتصاب كان سياسة الأطراف المتنازعة، وهو ما يتطلب اليوم وقفة حازمة للمحاكمة والمحاسبة لنصرة الضحايا، مؤكدة على الدور الذي يقع عاقتهن "دورنا التوعية والارشاد الاجتماعي، لابد أن نواصل دعمهن ومؤازرتهن واجب مقدس حتى لا نترك الفرصة لدعاة الحرب لاستمرار التنكيل".
ودعت أميرة العوض إلى "كسر حاجز الصمت والخوف ومساعدة المنظمات في التوثيق وذلك بهدف مقاضاة هؤلاء المنحرفون سلوكياً"، مشيرة إلى أن "الانحراف السلوكي لا يحميهم من التتبع القانوني والمحاسبة لبشاعة الفعل الإجرامي".
وأكدت المحامية نجلاء محمد علي أن القانون الدولي يجب أن يلاحق قوات الدعم السريع والجيش السوداني وكل من تسبب في التنكيل بالسودانيات "هناك من اغتصبت على يد 15رجل، فاضطرت إلى ترك جنوب السودان وحمل السلاح، كانت تحتاج للعلاج النفسي، ووضعها صعب للغاية وما عاشته ليس هيناً، وهذا يتطلب التحرك الدولي العاجل".
ودعت جميع المشاركات المجتمع الدولي إلى التحرك لمحاسبة الجناة بعيداً عن المعايير المزدوجة لاعتبار أن الحرب تستمر باستخدام النساء وتعذيبهن واستعبادهن جنسياً، مؤكدات أن العدالة هي الباب الوحيد لتجاوز الجرح ولن تهدأ النساء إلا بعد أخذ حقهن بالقانون.
ومن جانب أخر تطالب الناجيات بتحقيق العدالة والمحاسبة، ونقلت منظمة أمنستي "منظمة العفو الدولية" عن امرأة تعرضت للاغتصاب في أم درمان قولها "ليست النساء مَن يقُدن هذه الحرب أو يشاركن فيها، لكنهن الأشد معاناة، أريد أن يعرف العالم كله معاناة النساء والفتيات السودانيات، ويضمن معاقبة جميع الأشرار الذين اغتصبونا".