"سرة الفن" معرض نسائي يحتفي بالمرأة المغربية

جمع معرض "سرة الفن" فنانات مغربيات لديهن أساليب فنية متنوعة وحملن نظرة مختلفة، وستحاولن من خلاله الانفتاح مستقبلاً على كافة المبدعين والمبدعات المغاربة.

حنان حارت

المغرب ـ تتواصل في مدينة الدار البيضاء بالمغرب، فعاليات المعرض الجماعي "سرة الفن"، برواق مريم حميش، بحيث تبرز ست فنانات تشكيليات شغفهن الفني باتجاهات مختلفة، محافظات في أغلب لوحاتهن على الألوان الزاهية التي تدل على النظرة التفاؤلية للمرأة الفنانة فيما يخص المستقبل.

افتتح معرض "سرة الفن" يوم الأربعاء 11 كانون الثاني/يناير، وسيستمر إلى غاية 7 شباط/فبراير 2023، كما يشكل الرواق طوال هذه الفترة فضاء فنياً وثقافياً وسيواكب الفنانين والمبدعين والكتاب لإبراز مواهبهم ومهاراتهم.

على مدى شهر تقريباً، تعرض آمال الفلاح وغيرها من الفنانات لوحاتهن الفنية، في معرض "سرة الفن"، بشراكة مع جمعية التضامن النسوي.

حول المعرض قالت إحدى المشاركات آمال الفلاح أن هناك علاقة وطيدة تربط المرأة بلوحاتها، كما هو الحال بالنسبة للأم وجنينها الذين يرتبطان عبر الحبل السري، من هنا تم استنباط موضوع المعرض "سرة الفن" لأن هناك علاقة غير متناهية بين اللوحة والفنانة.

ولفتت إلى أنها تشارك في هذا المعرض بـ 8 لوحات بلورت فيها تجربتها في تعاملها مع المواضيع التي تشدها، خاصة فيما يتعلق بتيمة المرأة في كل تجلياتها وكافة حالاتها، فأعمالها تعكس مجموعة من الرسائل، معتمدة على الألوان التي تفرضها المواضيع التي تعمل عليها، فهي في بحث دائم عن الجديد الذي يخدم مسارها الفني.

وحول تغييب ملامح النساء في لوحاتها أوضحت "لوحاتي تضم شخصية واحدة تتغير بتغير خلفيات اللوحة دون الدخول في الجزئيات المتعلقة بجسد ومفاتن المرأة، أركز على فضاءات وعوالم تواجد المرأة باعتبارها روحاً وعقلاً وكياناً قائماً بذاته، لأترك للمتلقي استكمال اللوحة، وإسقاط الصور المختزنة في ذاكرته حسب توجهاته وإيحاءاته".

وعن ما أذا الفن قادر على أن يخدم قضايا المرأة المغربية ممن تعشن ظروفاً صعبة قالت "أعطي للمرأة محتوى دلالياً متميزاً وفلسفياً، لأن المرأة ليست جسداً فحسب بل هي روح، فمن خلال لوحاتي أعيد الاعتبار للنساء بعيداً عن كل إثارة".

وبالنسبة لقضية المساواة كيف تحاول التعبير عنها في لوحاتها تقول مسألة المساواة يجب أن تتجسد بين النساء أولاً عن طريق تمكينهن وتوفير كل الآليات التي تساعدهن على التطور.

وحول حضور النساء المغربيات في الساحة التشكيلية قالت اليوم بات هناك حضور وازن للمرأة في الحركة التشكيلية، هناك نساء برزن وبصمن، وسجلن حضوراً قوياً في شتى مناحي الإبداع والفنون.

 

 

وعن اختيار "سرة الفن" كعنوان لهذا المعرض قالت المديرة الفنية مريم حميش "السرة عين مغمضة، عين  تدرك، لكنها لا ترى، وما يراه الزائر هي أعمال تشكيلية لـ6 فنانات مغربيات هن، زينب مزور، فاطنة شنان، نادية شلاوي، ياسمين بلمليح، عنبر المقري، وأمل الفلاح".

ولفتت إلى أن المعرض يسلط الضوء على العلاقة بين الفنان وعمله كالأم بجنينها وبين جميع الفنانات المغربيات، مشيرة إلى رابط التضامن بينهن كنساء من أجل الاستلهام من تجاربهن فيما بينهن.

وأوضحت "يمثل المعرض حبل الربط بين جميع الفنانات اللواتي اجتمعن لتعزيز القوة الجماعية"، لافتةً بأن هذا المعرض الذي جمع فنانات مغربيات أساليبهن فنية متنوعة ويحمل نظرة مختلفة سيحاول الانفتاح مستقبلاً على كافة المبدعين والمبدعات المغاربة.

 

 

والشابة إيمان لخفى إحدى زائرات المعرض، قالت "زيارتي للمعرض جعلتني أقف على مجهود وإبداع مجموعة من الفنانات التشكيليات اللواتي تناضلن بواسطة الألوان والريشة، اللوحات تجسد رؤية خاصة للفنانات نكتشف معهن أن المرأة ليست مادة لبست مجرد جسد، بل هي كيان وقوتها تتجسد في الجانب الفكري".