'سنوقد 366 شمعة عوضاً عن النيران في عيد الأربعاء الأحمر'
تستعد حوالي 600 عائلة كردية إيزيدية، للاحتفال بعيد الأربعاء الأحمر في الشهباء بشمال وشرق سوريا، عبر جمع شقائق النعمان وتلوين البيض، وتحضير ما يقارب الـ 366 شمعة لإشعالها عوضاً عن النيران.
روبارين بكر
الشهباء-
يتحضر إيزيديو عفرين في مقاطعة الشهباء للاحتفال بعيد الأربعاء الأحمر "جارشما سور"، والذي يصادف الأربعاء الأول من شهر نيسان/أبريل في كل عام وفق التقويم الشرقي الذي يتأخر عن التقويم الغربي بـ13 يوماً.
وعلى ذلك يختلف موعد الاحتفال بالعيد بين عام وآخر، ليصادف الـ14 من نيسان/أبريل لهذ العام، يوم الأربعاء الأحمر أو رأس السنة الإيزيدية.
وحول التحضيرات التي تسبق الاحتفال بالعيد تقول عضوة اتحاد إيزيديي عفرين أوريفان منان "نقوم بسلق البيض، ثم تلوينه بألوان الفصول الأربعة، لأنه بالنسبة لنا هذا عيد للطبيعة".
وعن رمزية تلوين البيض تبين "ترمز البيضة إلى كروية الأرض، وأما سلقها فهو يدل على تجمدها، وقشرة البيضة ترمز إلى ذوبان طبقة الجليد التي تشكلت على سطح الأرض بعد سلقها، والألوان الزاهية فهي إشارة إلى بداية الحياة".
وللعيد تقاليد أخرى منها امتناع الإيزيديين عن الحراثة وحفر التربة، لأن معظم النباتات والمزروعات تنمو في شهر نيسان/أبريل "إن نشأة الإيزيديين غير مرتبط بتاريخ معين، لهذا يرجع وجودهم إلى بدء الحياة على سطح الأرض، وازدهار الطبيعة، لذا يتم الاحتفال بالأربعاء الأول من شهر نيسان".
وتوضح أن إيزيديو عفرين قبل نزوحهم من المقاطعة كانوا يحتفلون بعيد الأربعاء الأحمر في أماكن مخصصة ""بعد نزوحنا لم يعد هنالك مكان للاحتفال أفضل من الطبيعة، والتوجه لمزارات الشهداء"، وتضيف "لاستقبال العيد قمنا بجمع شقائق النعمان ووضعها أمام المنازل، سنحتفل هذا العام تحت شعار(بروح مقاومة الشهيدة روكن سنحطم الاحتلال) التي استشهدت في 17 آذار/مارس 2021 في عفرين".
وتمنت أوريفان منان في هذا العيد أن ينتهي الاحتلال التركي على عفرين والمناطق الأخرى، ويعود جميع الأهالي إلى منازلهم.
وبدورها تقول عضوة منسقية اتحاد المرأة الإيزيدية في عفرين عائشة سيدو، أن الأربعاء الأحمر يجمع أربعة أعياد، وذلك نسبة للمراحل الأربع التي مر بها تكوين الكرة الأرضية، فكانت المرحلة الأولى انفجار الذرة البيضاء، وبعدها تكون الهواء والماء وتشكل اليابسة، ومن ثم بدأ الحياة الكونية في مرحلة الخلاص.
وتشير إلى أن صلابة الأرض التي يُرمز لها بالبيض جاءت إثر ارتطام حجر "السيفا" بها، المعروف لدى الكرد الإيزيديين، وتضيف "نسلق 12 بيضة، بعدد أشهر السنة، وكل أربع بيضات نلونها بلون محدد، نسبة إلى فصول السنة الأربعة".
وعن اندثار بعض طقوس وعادات الاحتفال تقول عائشة سيدو "تعرضنا للعديد من محاولات التقسيم والإبادة، ولهذا اندثرت بعض الطقوس التي طبقها أجدادنا سابقاً، ولم نحتفظ إلا بما ورثناه عنهم، ففي الليلة التي تسبق ليلة الأربعاء الأحمر، نشعل النيران بزيت الزيتون تحديداً، إذ أن الشجرة الأولى التي زرعت أمام معبد لالش النوراني كانت شجرة زيتون".
وعوضاً عن إشعال النيران بدأ الإيزيديون يشعلون الشموع "لم تعد إمكانياتنا تسمح بإيقاد النيران، ولهذا نشعل ما يقارب 366 شمعة داخل المنازل عوضاً عن ذلك، ليكون عددها بعدد أيام السنة".
وأشارت عائشة سيدو إلى أنه هناك بعض من العادات من المحرم ممارستها بالتزامن مع العيد "أن الزواج محرم في كل يوم أربعاء من شهر نيسان/أبريل، احتراماً لقدسية هذا اليوم الذي بدأت فيه الحياة، وحتى أننا لا نشرب حليب الحيوانات التي تلد في هذا الشهر، لنتيح لصغارها التغذي عليه".
وعن سبب تسميته بالأربعاء الأحمر تقول "اللون الأحمر يرمز إلى الدم، وسريان الدم في جسد الإنسان يعني الحياة، واليوم في الشهباء يوجد ما يقارب الـ 600 عائلة إيزيدية كردية، أي 5000 إيزيدي يحتفل بهذا العيد".
واستذكرت عضوة منسقية اتحاد المرأة الإيزيدية في عفرين عائشة سيدو في ختام حديثها الاحتفالات بعيد الأربعاء الأحمر في عفرين "كانت الإيزيديات يجهزن الحلويات والطعام، إضافة لإقامة الموائد ودعوة الأقارب من القرى المجاورة".