'سنحمل السلاح مثل أخوتنا الكرد وسنسحق المجرمين وننال حريتنا'

بدأ العام الدراسي الجديد في أفغانستان الذي يعد العام الأخير لفتيات الصف السادس، اللواتي تأملن ببزوغ فجر الحرية والخروج من تحت عباءة طالبان.

بهاران لهيب 

باميان ـ "هذه الليالي المظلمة سوف يبزغ فجرها، وسنحمل السلاح يوماً ما مثل أخوتنا الكرد، ونسحق المجرمين ونحصل على الحرية"، عبارات تعبر عن أمل النساء في أفغانستان بنيل حقوقهن التي سلبت منهن بعد سيطرة طالبان على الحكم.

كان أمس السبت 23 آذار/مارس بداية العام الدراسي الجديد في أفغانستان، بعد إجازة دامت ثلاثة أشهر حاولت خلالها العديد من العوائل إكساب أطفالهم المزيد من المهارات والأنشطة، لكن خلال الأعوام القليلة لفرض طالبان سيطرتها على الحكم حرمت الفتيات فوق الصف السادس من ارتياد المدارس.

فقد عبرت عدد من الفتيات في الصف السادس عن استياءهن كونه أخر عام دراسي لهن، وقلن "هذا هو عامنا الدراسي الأخير"، ولم تستمتعن بالإجازة، حيث قالت أمينة شاه إحدى الطالبات بولاية باميان "طالبان تحرمنا نحن الفتيات من التعليم، إلا أنني لم نسمح لهم بذلك، فقد أنهيت الصف السادس في الشتاء الماضي، وقررت العودة إلى المدرسة هذا العام، كوني لم أشارك في الدروس العام الماضي ورسبت، لذلك هم مجبرين على قبولي في السادس مرة أخرى".

وأضافت "رغم أنني كنت مجتهدة في صفي، لكن في كل مرة أتذكر أنه لن يسمح لي بالحضور إلى المدرسة في العام المقبل، كنت أشعر بالحزن، لأنني أريد أن أتابع تعليمي وأبقى مع صديقاتي وأساتذتي، ولم يكن هناك طريقة أخرى سوى عدم المشاركة في الدروس حتى لا أحصل على نتائج جيدة وأجبر طالبان على السماح لي بالعودة إلى المدرسة، على أمل أن تتم الإطاحة بها بحلول العام المقبل، يجب أن أواصل مع زملائي دراستنا".

من جانبها قالت المعلمة "س، ف" من إحدى مدارس كابول "في الغالب بدأنا العام الدراسي خلال التجمع، لقد مضى عامان ولم تسمح طالبان بالاحتفال ببداية العام الدراسي في كل فصل دراسي".

كما قالت المعلمة "أ، د" في مدرسة بباروان "يؤلمني أن الفتيات الأكبر سناً لا تستطعن القدوم لمواصلة تعليمهن، وحتى لو سمح لهن بإكماله، فأنا متأكدة أن طالبان ستدمر المدارس وتحولها لمدارس دينية، لذلك من الأفضل أن تبقى الفتيات في المنازل لتكن بعيدات عن فكرها المتطرف".

وعن سيطرة طالبان على البلاد قالت الطالبة "ج، د" إحدى طلاب مزار الذي كان قد بدأ لتوه الصف العاشر "أشعر بخيبة أمل لأن طالبان لا تسمح لنا بالذهاب إلى المدرسة، لكن في كل مرة أفكر إذا سمحت طالبان للفتيات فوق الصف السادس بالذهاب إلى المدرسة وكانت جميع موادنا دينية، وكل يوم يأتي رجال طالبان بحجة أنهم يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ليهينوننا بسبب ملابسنا، فأنا أفضل البقاء في المنزل".

كما قالت المعلمة بولاية كابيسا روحية محمدي "لم أحصل على راتبي منذ عدة أشهر، وهو حال جميع المعلمين في البلاد، على الرغم من أن الولايات المتحدة منحت طالبان ملايين الدولارات، إلا أنها ما زالت تصف حكومتها بالفقيرة".

من جانبها قالت المعلمة في تخار "ك، س" أنه "في كل يوم طالبان تهدد المعلمين في مدرستي بأنها ستطردهم، وجميع المعلمين يرفضون وجود طالبان، إلا أننا نواصل عملنا حتى لا يتربى أطفالنا على الفكر المتطرف الذي تحاول نشره".

وكانت رسالتهن "دعوا طالبان وأمريكا يبذلان قصار جهدهما لإهانتنا وإذلالنا، لقد بزغ فجر هذه الليالي المظلمة، سنحمل السلاح ذات يوم مثل أخوتنا الكرد وسنمسح الأرض بوجه طالبان وأمريكا، ونحصل على الحرية".