شمسة مسلم المرأة التي أعادت للطب الطبيعي روحه
شمسة مسلم، معالجة طبيعية، كرّست 25 عاماً لصناعة الأدوية من الأعشاب لعلاج النساء والأطفال، مستندةً إلى مهارات نسائية قديمة في الطب الطبيعي، تؤمن بأن فهم الطبيعة هو أساس الشفاء، وتقدّم علاجاتها مجاناً بعيداً عن الأدوية الكيميائية.

برجم جودي
كوباني ـ في عصر المرأة ـ الآلهة، كانت النساء هنّ من تولّين مسؤولية اكتشاف وتأمين مستلزمات الحياة، فابتكرن وصنعن ما يلزم للعيش الكريم، ولا تزال بصماتهن وتقاليدهن حاضرة حتى يومنا هذا، حيث يشهد المجتمع رواجاً واسعاً للطب الطبيعي وإيماناً عميقاً بفعاليته.
يُعد ابتكار وصناعة الأدوية الطبيعية من أبرز الإنجازات التي ورثها الناس من ثقافة الأمهات الأوائل، مما يجعل الطب الطبيعي يحظى بشعبية كبيرة حتى اليوم، ويُنظر إليه كوسيلة فعالة للعلاج والشفاء.
إبداع الأمهات في صناعة الأدوية الطبيعية
من بين أهم ما تركته ثقافة الأمهات القدماء هو إنتاج الأدوية الطبيعية واستخدامها كوسيلة علاجية وروحية ونفسية، ولا تزال هذه الثقافة متجذرة في حياة النساء المعاصرات، حيث يستخدمن الطبيعة في ابتكاراتهن ويعتمدن عليها في خدمة البشرية.
وفي ناحية قنه التابعة لمدينة كوباني بمقاطعة الفرات بإقليم شمال وشرق سوريا، تبرز تجربة شمسة مسلم، المرأة السبعينية التي كرّست 25 عاماً من حياتها لهذا العمل، وتصفه بأنه "عمل مقدس"، فهي، تصنع الأدوية من الأعشاب والزهور والمواد الطبيعية لعلاج أمراض النساء والشباب والأطفال، وبفضل خبرتها الطويلة، أصبحت وجهة للنساء من مختلف المناطق، حيث تقدم العلاج مجاناً، واضعةً كل جهودها في حقيبتها الصغيرة.
طبيبة ومعالجة طبيعية تبتكر الأدوية وتعالج الأمراض
شمسة مسلم، المنحدرة من قرية قشليه شرق كوباني، قالت "أعتبر نفسي معالجة طبيعية، أبتكر الأدوية وأعالج الناس، بدأت هذا العمل منذ 25 عاماً بعدما رأيت جاري يمارسه، فأردت أن أتعلم لأخدم مجتمعي وأساهم في شفاء الناس بيديّ".
وأوضحت أنها خبيرة في علاج العديد من الحالات منها أمراض الحمل، اليرقان، البواسير، الصداع، آلام القولون والمعدة، وغيرها، وتستخدم طاقتها وإيمانها إلى جانب الأعشاب التي تجمعها بنفسها، وتطلب ما لا يتوفر من مناطق أخرى، مؤكدةً أن كل من قصدها للعلاج خلال السنوات الماضية استفاد من وصفاتها الطبيعية ووجد الشفاء.
الطب الطبيعي هو معرفة الطبيعة وفهمها
تُعرّف شمسة مسلم الطب الطبيعي بأنه "معرفة الطبيعة وفهمها"، موضحةً أن النساء في الماضي كنّ يجمعن الأعشاب ويصنعن منها الأدوية التي تلبي احتياجاتهن الصحية، وعندما يمرض أطفالهن، كنّ يتوجهن إلى الجبال والوديان والجداول بحثاً عن الأعشاب المناسبة.
وقالت "نحن اليوم نفعل الشيء نفسه، نستخدم الطبيعة لعلاج الناس، كثيرون لا يتحسنون باستخدام الأدوية الكيميائية، لكنهم يشعرون بتحسن فوري عندما يأتون إليّ".
مواد طبيعية بديل آمن للكيميائية
ولفتت شمسة مسلم الانتباه إلى أضرار المواد الكيميائية "أصنع الكحل بيديّ، وهو مفيد جداً لحساسية العين وأمراضها، ويُسهم في شفائها، هناك أنواع كثيرة من الكحل في الأسواق، لكنها تُسبب ضرراً للعينين مع مرور الوقت، وتؤدي إلى تهيج وتساقط الرموش، أما الكحل الطبيعي الذي أصنعه، فهو آمن وفعّال، أستخدمه شخصياً وأقدمه لمن يحتاج إليه".