صحفية: كاميرتنا لن تنطفأ أمام الهجمات

"الصحفيون الذين أخذوا على عاتقهم مهمة إظهار الثورة لا يعترفون بالحدود، سننتصر بالثورة بأقلام وكاميرات زملائنا وزميلاتنا"، بهذه الكلمات لفتت الصحفية دجلة أحمد إلى الاعتداءات التي تعرض لها الصحفيون/ات.

برجم جودي

كوباني ـ الإعلام الذي كان يعرف بالسلطة الرابعة في العالم، يعتبر حالياً السلطة الأولى ولهذا نرى أن كل القوى الحالية تحاول تنفيذ مشاريعها عن طريق الإعلام وعلى وجه الخصوص، تستخدم الدولة التركية نفس الأسلوب، بل إنها تريد إخفاء خططها من خلال استهداف الصحفيين الكرد.

بالإضافة إلى استهداف القيادات في شمال كردستان وروج آفا وإقليم كردستان وخارجها، تهاجم الدولة التركية الصحفيين ووسائل الإعلام منذ فترة طويلة للتستر على جرائم الإبادة والمجازر والهجمات والاعتقال والتعذيب، ويحدث هذا بشكل خاص الآن في إقليم كردستان، حيث يتعرض الصحفيون/ات الذين يكشفون عن الاحتلال والخيانة الحالية، للهجمات.

 

"الكرد أصبحوا جزءاً من التغيرات التي تحدث في العالم"

وقيّمت الصحفية دجلة أحمد الاعتداءات على الإعلام ووضع العالم والشعب الكردي "إذا ركز المرء على المرحلة الحالية، فسنرى أن العالم يغلي في المجالات السياسية والاجتماعية والدبلوماسية والعسكرية. نحن كـ كرد نأخذ مكاننا في حقيقة أن كردستان تمر بهجمات إبادة جماعية، ويتجلى ذلك من خلال القوى المهيمنة التي لها مصلحة في تدمير الكرد. أصبحت الدولة التركية أداة لتنفيذ مخططات ومؤامرات هذه القوى. إن هجمات الإبادة الجماعية ضد الشعب الكردي لها تاريخ طويل، ولكن بشكل خاص في هذه المرحلة، أستطيع أن أؤكد أن وضع الكرد مختلف".

وأضافت "اليوم لدينا مثل هذه الثورة التي تعتمد على فكر القائد أوجلان وبفضلها أكملنا 12 عاماً من الثورة. بدأت الإبادة الجماعية للكرد في هذا القرن بالمؤامرة ضد القائد أوجلان. بالرغم من أنه معتقل لدى الدولة التركية، إلا أن الأخيرة لا تزال تعتبره تهديداً عليها لأن أفكاره تنتشر بشكل واسع في العالم، لذلك خلال السنوات الـ 12 الأخيرة كثفت من هجماتها لتدمير الثورة وأيديولوجيتها".

 

الإعلام يتعرض للهجمات في كردستان وخارجها أيضاً

ولفتت دجلة أحمد إلى الاعتداءات التي يتعرض لها الصحفيون/ات الكرد "كمجال الصحافة والإعلام، نشارك هذه النقاط التي ذكرناه وحقيقة الأحداث التي تجري مع الجمهور، وخاصة الآن بعد أن وجهت الدولة التركية قوتها لاحتلال إقليم كردستان، فإن الصحفيين الذين يتابعون ويوثقون هذا الاحتلال يصبحون أهداف للدولة التركية، لذلك يتم اعتقال العديد من الفرق الإعلامية، كما يتعرض الصحفيون للتعذيب والإساءة وتخريب المعدات التقنية، وتم قصف الطاقم الإعلامي في شنكال، مما أدى إلى سقوط شهداء وجرحى، كما أن حكومة إقليم كردستان قامت باختطاف واعتقال العديد من الصحفيين".

وتزامناً مع هجمات الدولة التركية على إقليم كردستان، تقوم بهجمات على روج آفا، حيث استشهد مراسل ANHA قبل عام، كما تعرض طاقم قناة روناهي وقناة Stêrk TV في كوباني للقصف أيضاً من قبل الدولة التركية. هذه الأعمال لا تحدث فقط في أجزاء كردستان، فمنذ فترة في أوروبا، تعرض مركز تلفزيون Stêrk TV للهجوم والتدمير الكامل، ومنذ سنوات طويلة، تنفذ هذه السياسة في شمال كردستان، حيث تتم مداهمة منازل الصحفيين واعتقالهم في كل حين.

 

"صوتنا سيبقى عالياً ضد سياسة الصمت"

وعبّرت الصحفية دجلة أحمد عن موقفهم بشكل واضح "إذا كان هناك تفسير لهذه الاعتداءات على إعلامنا، فسنقول إنه يخافون من الكاميرا التي توثق حقيقتهم، ومن القلم الذي يكتب أفعالهم ومن الصوت الذي يكشف وجههم. كمراسلين وصحفيين كرد لا نعترف بالحدود. في أي جزء من كردستان يحاولون إسكات الإعلام، سنرفع صوتنا في جزء آخر، كما أن هناك هجمات إبادة في أجزاء كردستان الأربعة، في الوقت نفسه هناك صحفيون أخذوا على عاتقهم مهمة إظهار الثورة وتوثيق إبادة شعبهم. سنواصل هذه القضية بكاميرات وأقلام زملائنا وزميلاتنا الذين استشهدوا. مهما كانت الظروف وكيفما كانت، كاميرتنا لن تنطفئ وقلمنا لن يجف".