شبكة "صيحة" تؤكد أن تعليم الفتيات استثمار في السلام
طالبت شبكة صيحة لنساء القرن الأفريقي، بضرورة اتخاذ تدابير فورية لحماية الفتيات من كافة أشكال العنف والاستغلال الذي تتعرضن له في مناطق الحرب.
السودان ـ وفقاً لمنظمة اليونيسف، تشير تقارير إلى أن ١٩ مليون طفل توقفوا عن التعليم في السودان بعد اندلاع الحرب منتصف نيسان/أبريل 2023، وتقدر نسبة الفتيات أكثر من النصف منهم، وهن في حاجة ماسة لاستئناف التعليم.
في ذات الاتجاه، أوضح بيان شبكة نساء القرن الأفريقي تزامناً مع اليوم العالمي للفتاة، أن هذا الوضع يعكس أهمية توفير بيئات تعليمية مرنة وآمنة تتيح للفتيات استكمال تعليمهن، مما يساهم في تعزيز قدراتهن والحد من الفقر والجهل.
تدابير فورية
طالبت شبكة صيحة لنساء القرن الأفريقي، بضرورة اتخاذ تدابير فورية لحماية الفتيات من كافة أشكال العنف والاستغلال الذي تتعرضن له في مناطق النزاع، مشددة على أهمية تضمين التعليم في المساعدات الإنسانية المقدمة للأطفال والفتيات في مراكز الإيواء بجانب تقديم حوافز مالية للمعلمات وتدريبهن على التعامل مع الفتيات المتأثرات بالحرب.
ودعت إلى أهمية دعم وتمويل البرامج التي تمنح الفتيات الفرصة لاكتساب التعليم والمهارات الحياتية وتعزيز الثقة في النفس وتوفير الدعم النفسي والاجتماعي، مؤكدةً على أن التعليم للفتيات ليس فقط حقاً أساسياً، بل هو استثمار في السلام ومستقبل السودان وفرص لحياة أفضل.
كما قالت الشبكة إن الحرب المستمرة منذ الخامس عشر من نيسان/أبريل ٢٠٢٣ في السودان أدت إلى إغلاق المدارس وتدمير البنية التحتية التعليمية في مناطق الحرب، كما قادت إلى استخدام بعض المدارس كدور إيواء في المناطق الآمنة، نتيجة لذلك خرجت الفتيات والأطفال من المنظومة التعليمية في كل أنحاء البلاد، الأمر الذي أدى إلى زيادة الفجوة النوعية وأسهم في التقليل من فرصهن في حياة كريمة وآمنة مستقبلاً.
وشددت على أن دعم التعليم وفتح المدارس أو توفير وسائل تعليم بديلة أثناء الحرب تعد أموراً ضرورية وأساسية للسودانيين لإنقاذ المجتمع من الوقوع في دوائر الحرب والعنف، مشيرةً إلى أن عودة الفتيات والأطفال إلى التعليم يشكل طوق نجاة من التجنيد القسري أو الطوعي، وتقلل من نسبة تزويج القاصرات وتعرّضهن لمختلف أنماط الاستغلال.
انتهاكات جسيمة
وقالت شبكة صيحة، إن الحرب خلفت دماراً كبيراً، واستهدفت بشكل خاص النساء والفتيات، حيث تفشى العنف الجنسي والزواج القسري وزواج القاصرات والاختفاء القسريّ والاختطاف، وصولاً إلى ارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان ترتقي إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
وأوضحت أنها وثقت العديد من حالات العنف الجنسي المرتبط بالنزاع الذي استهدف الفتيات، وكان من بينها العديد من حالات الاغتصاب الجماعي وحالات الاختطاف، لافتةً إلى أن "غالبية هذه الحالات تم ارتكابها من قِبل قوات الدعم السريع، بينما ارتكب أفراد ينتمون لحركات مسلحة جرائم عنف جنسي في دارفور".
وذكرت شبكة صيحة أنه في بعض من حالات الاختطاف تعرضت فيها الفتيات للاغتصاب الجماعي عدّة مرات وعلى فترات طويلة، بالإضافة إلى تعرضهن للضرب والتعذيب والإهانة.
شهود عيان
وكشفت صيحة وفق إفادة شهود عيان أكدوا للشبكة وجود حالات بيع للفتيات من قبل قوات الدعم السريع في مناطق مختلفة من السودان.
وقالت صيحة في بيانها، إن السودانيين شهدوا خلال هذه الحرب الكارثية نزوحاً جماعياً للأسر، مما أدى إلى فقدان الاستقرار الأسري وانهيار دوائر الأمان للفتيات.
وبينت أنه في بعض المناطق تفرقت الأسر عن بعضها، مما زاد من فرص تعرض الفتيات لمخاطر متعددة، مما يؤثر سلباً على صحتهنّ النفسية والجسدية، حيث تتعرضن في كل من ولايات دافور وسنار وسنجة ومناطق في كردفان لصدمات نفسية شديدة تؤثر على نموهن وتطورهن.