شبكة الصحفيات السوريات تناقش التحديات التي تواجه النسويات
شبكة الصحفيات السوريات ركزت في جلسة نقاشية على دور النساء في بناء السلام والأمن، وتحديد التحديات التي تواجه النساء في المشاركة السياسية، ومناقشة كيفية تطبيق أجندة النساء والسلام والأمن.
رانيا عبد الله
اليمن ـ عقدت شبكة الصحفيات السوريات جلسة نقاشية إقليمية، ضمن برنامج النساء والسلام والأمن عبر تطبيق زوم، وقد جاءت الجلسة ضمن سلسلة جلسات نقاش إقليمية نظمتها الشبكة تحت عنوان "النقد السياقي النسوي حول أجندة النساء والسلام والأمن والمشاركة السياسية".
شاركت في الجلسة النقاشية الإقليمية عدد من النساء الناشطات والصحفيات والمهتمات بقضايا المرأة وممثلات منظمات نسوية من عدة دول منها اليمن والعراق والسودان وليبيا، وقد ركزت الجلسة في محاورها على دور النساء في بناء السلام والأمن، وتحديد التحديات والفرص التي تواجه النساء في المشاركة السياسية، ومناقشة كيفية تطبيق أجندة النساء والسلام والأمن، كما تم استعراض التحديات والتضييق الأمني التي تواجهها المنظمات والناشطات، وسلطت الجلسة الضوء على انعكاس التحديات على النساء والمنظمات النسوية.
هدفت الجلسة الختامية إلى تعزيز التعاون الإقليمي والدولي لدعم النساء، وطرح رؤى نسوية تتناسب مع السياقات المحلية لكل دولة، بالإضافة إلى تفعيل دور الإعلام كأداة للمناصرة والدعم.
كما استعرضت المشاركات في الجلسة أهم التحديات والمخاطر التي تواجه الناشطات والعاملات في المجال الحقوقي، وتطرقن لدور الإعلام ومناقشة السياسات التحريرية والتمييز الذي تواجهه الصحفيات والناشطات، بالإضافة إلى التشهير والعنف السيبراني وحملات الكراهية التي تستهدف النساء المدافعات والسياسيات، وتأثيرها السلبي على الرأي العام ومشاركة النساء.
حيث قالت المحامية والمدافعة عن حقوق الإنسان هدى الصراري، أن الجلسة كانت مهمة لمناقشة أهم القضايا التي تتعلق بالمرأة وأجندة النساء والسلام والأمن (WPS)، حيث تعد هذه الأجندة نقطة تحول في تعزيز دور النساء في بناء السلام وحماية حقوقهن في النزاعات، ولكنها تواجه تحديات كبيرة تتطلب إعادة نظر سياقية وفكرية لتحقيق أهدافها المرجوة.
وأضافت "أن أجندة WPS تواجه تحديات تتعلق بتكيّفها مع السياقات المحلية المتنوعة، حيث أظهرت العديد من الدراسات أن التنفيذ غالباً ما يُركز على الخطابات الدولية دون مراعاة التحديات الثقافية والاجتماعية المحلية، حيث يؤدي ذلك إلى فجوة بين السياسات النظرية والواقع الميداني، كما يُثار النقد بشأن تمركز الأجندة على الجوانب الأمنية والعسكرية، مع إهمال أبعاد أساسية كالتنمية الاجتماعية والاقتصادية للنساء".
أما فيما يخص التحديات التي تقف أمام النساء والمنظمات النسوية فقد أوضحت هدى الصراري، أن تنفيذ وتطبيق أجندة المرأة والأمن والسلام تعاني نقص التمويل المستدام، الذي يحد من قدرة النساء على التأثير والعمل بفعالية، إضافة للمعارضة المجتمعية بسبب الأعراف والتقليد.
وأشارت إلى أن الفرص التي يجب على النساء استغلالها مثل تعزيز شبكات التعاون بين الدول والمنظمات النسوية الإقليمية يمكن أن يسهم في بناء نهج مشترك لمعالجة القضايا العابرة للحدود، واستخدام التقنيات الحديثة والوسائط الرقمية لتوسيع نطاق تأثير المبادرات النسوية، والتعاون الإقليمي والدولي الذي يمكن أن يكون رافعة حقيقية لتعزيز جهود النساء والمنظمات النسوية.
وأكدت هدى الصراري على أهمية وضع برامج تدريبية وتمويلية مشتركة لتعزيز قدرات النساء في مناطق النزاع، وتشجيع التبادل الثقافي والخبراتي بين القيادات النسوية.
واختتمت حديثها بالقول "يظل الأمل قائماً بأن أجندة النساء والسلام والأمن يمكن أن تصبح أداة فعالة للتغيير إذا تم تبني نهج شامل يراعي التنوع السياقي والاحتياجات المحلية ودعم النساء والمنظمات النسوية ليس فقط واجباً أخلاقياً، بل استثمار في مستقبل أكثر سلاماً وعدالة".