شبح اختفاء الأطفال مُستمر... قصة جديدة تزرع الرعب في قلوب الجزائريين

في مشهد يُثير القلق ويُجدد الحزن، عُثر على جثة الطفل عبد الرحمن طويلي بعد اختفائه الغامض، في حادثة أعادت إلى الواجهة مأساة مروة بوغاشيش وقصص اختفاء الأطفال في الجزائر.

الجزائر ـ تنامي الجرائم البشعة في الجزائر يُنذر بتحول خطير في ثقافة المجتمع الجزائري، وسط دعوات لكشف الجناة ومواجهة العنف المتغلغل في المؤسسات.

"إلى متى؟" هكذا علّق الجزائريون على ما أصبح مشهداً مُعتاداً يطبع حياتهم اليومية، حيث تشهدُ البلاد اتساع رُقعة الجريمة بمُختلف أشكالها، اختطاف، اغتصاب وقتل، فلا يكاد يمر يومين أو ثلاثة من دون أن يستفيق الجزائريون على جريمة شنعاء يتجرد فيها الجُناة من صفات الإنسانية والرحمة والمروءة والشهامة.

فبعد أربعة أشهر فقط من قضية مروة بوغاشيش التي تم العُثور على جُثتها في حالة مُتقدمة من التعفن بغابة جبل الوحش في مدينة القسنطينة (الواقعة في مركز الشرق الجزائري على بُعد 400 كيلومتر عن العاصمة الجزائر)  عُثر مساء الجُمعة 10 تشرين الأول/أكتوبر الجاري، على جُثة الطفل عبد الرحمن طويلي الذي لم يتجاوز الرابعة من العمر، وذلك بعد أربعة أيام من اختفائه الغامض من منزل عائلته في بلدة الشرفة في مدينة الشلف الواقعة وسط وغرب الجزائر على بعد 200 كلم.

ووجدت الجُثة بمنطقة نائية بمكناسة بالشلف وسط شُبهات بجريمة اختطاف متبوعة بالقتل، بينما لا تزال التحريات مُستمرة تحت إشراف النيابة من أجل تحديد ملابسات القضية وكشف الفاعلين.

والمُؤكد اليوم أن ما عاشه "عبد الرحمن" وعائلته وقبله "مروة" وعائلتها في حزيران/يونيو الماضي، لا يُمكن أن يمر كحادثة تُنسى بمرور الزمن بل يجب اليوم الوُقوف عند تفاصيلها وتطوراتها وانعكاساتها الخطيرة على المجتمع ككل، هذا الأخير الذي دخل مرحلة العنف الثقافي بسبب الانتشار الواسع لثقافة العنف وتوغله داخل كافة مُؤسسات المجتمع انطلاقاً من الأسرة والشارع وأماكن العمل وحتى داخل المُؤسسات التربوية.

وتفاعل الجزائريون في الساعات الأخيرة بقوة مع الحادثة التي أعادت إلى أذهانهم تلك المشابهة والتي انتهت بجرائم قتل أو اختفاء لسنوات على غرار ما حدث للطفل ياسر المُختفي منذ عام 2012 والذي يُعتبر من أشهر وأغرب قصص الاختفاء التي وقعت في الجزائر.