شاهدات على تحرير شنكال تروين تفاصيل العودة إلى ديارهن

قالت النساء اللواتي شهدن تحرير شنكال إنهن في البداية لم يعتقدن أبداً أن شنكال سيتم تحريرها من داعش، ولكن بعد أن سمعن نبأ التحرير، عدن إلى ديارهن وهن حفاة الأقدام.

جيلا روج

شنكال ـ في الثالث من آب/أغسطس عام 2014، تم السيطرة على شنكال من قبل داعش، وتم تحريرها من قبل قوات الدفاع الشعبي في الثالث عشر من تشرين الثاني/نوفمبر عام 2015، نتيجة قتال استمر 11 شهراً في أحياء شنكال.

لقد حارب أبناء هذه الأرض ليل نهار في الجبهات، وحاربوا حياً بعد حي، وشارعاً بعد شارع، ضد أكثر التنظيمات الإرهابية وحشية في العالم وحرروا كل قرية في شنكال من داعش، وبعد تحرير شنكال، عاد الإيزيديون إلى أراضيهم، وقاموا بتنظيم أنفسهم وإعادة بناء شنكال وفقاً للنموذج الذي طرحه القائد عبد الله أوجلان.

 

الخيانة ضد الإيزيديين

هاجم داعش مدينة الموصل العراقية في 10 حزيران/يونيو 2014، وسيطر عليها خلال يوم واحد دون أي عوائق، وبعد استسلام المدينة لم تعد هناك حماية لشنكال، وكان الإيزيديون في شنكال خائفين وقلقين من داعش. استولت قوات البيشمركة التابعة للحزب الديمقراطي الكردستاني، التي وعدت بحماية شنكال، على الأسلحة والذخائر ووضعوا أسلحتهم على ظهورهم وهربوا من شنكال.

في ظل الخيانة الكبرى للحزب الديمقراطي الكردستاني، تم ارتكاب الفرمان ضد المجتمع الإيزيدي وتمهيد الطريق لسقوط شنكال حيث هاجم داعش شنكال بوحشية في الثالث من آب/أغسطس 2014، على إثرها توجه الإيزيديون إلى جبال شنكال. قتل داعش في الهجوم آلاف المدنيين وأسر آلاف النساء والأطفال، وقام ببيعهم في الأسواق أمام مرأى العالم.

إلا أن أهداف وغايات داعش والقوات التي تقف خلفه هُزمت بفضل تدخل قوات الدفاع الشعبي (HPG)، حيث تم إنقاذ الآلاف من الإيزيديين نتيجة فتح الممر الإنساني من قبل قوات الدفاع ووحدات المرأة الحرة (YJA-STAR) ووحدات حماية الشعب (YPG) ووحدات حماية المرأة (YPJ).

 

تشكيل الجيش... رد الإيزيديين على الفرمان

بتدخل قوات الدفاع الشعبي في شنكال بدأت مرحلة جديدة، تلقت الفتيات والفتيان الإيزيديون تدريبات عسكرية لحماية شنكال، وبدأ هذا التدريب بعدد قليل من الأشخاص، وفي وقت قصير تحول إلى جيش الدفاع الإيزيدي. تشكلت وحدات مقاومة شنكال (YBŞ)، ووحدات حماية المرأة الشنكالية (YPJ-Şengal)، والتي غيرت اسمها فيما بعد إلى YJŞ (وحدات المرأة الشنكالية)، في جبل شنكال.

وكان رد الإيزيديين على الفرمان هو أن أصبحوا جيشاً، وبعد الانتهاء من مرحلة الدفاع، تمت الاستعدادات لتحرير شنكال من داعش. ولكن قبل أن تبدأ حملة تحرير مركز شنكال، تم تحرير العديد من القرى والبلدات في جنوب وشمال جبل شنكال، وعلى هذا الأساس، في 29 كانون الثاني/يناير 2015، أصدرت YBŞ وYPJ-Şengal وقوات حماية شنكال بياناً مشتركاً للإعلام وأعلنوا أنهم وتحت اسم "قيادة إيزيدخان من أجل تحرير شنكال"، شكلوا قيادة مشتركة.

 

القتال وجهاً لوجه

تحرير مركز شنكال كان هدفاً صعباً. لأن داعش تمركز وسط شنكال بقوة كبيرة وكان يستعد لحرب طويلة الأمد، وتمت الاستعدادات لمعركة المدينة بقيادة قائد قوات الدفاع الشعبي الشهيد عكيد جفيان، وكان مام زكي شنكالي يستعد أيضاً لهذه الحملة ليلاً ونهاراً، ودارت معركة شرسة في وسط شنكال، وكان داعش قد أعد نفسه لحرب المدن واستقر في البيوت، لكن المناضلين من أجل الحرية قاموا بتطهير شنكال من داعش، وقدموا تضحيات كبيرة، وفي 13 تشرين الثاني/نوفمبر 2015، تم الإعلان للعالم أجمع عن تحرير مركز شنكال. الحملة التي بدأت مع بداية عام 2015 بتأسيس "قيادة إيزيدخان لتحرير شنكال" تكللت بالنجاح والنصر بعد 11 شهراً من المقاومة في أحياء ومركز شنكال.

كانت معركة شرسة تدور في جبهة الحرب، وكان مقاتلو قوات الدفاع الشعبي يحمون شنكال بحياتهم، وعندما كانت قوات الدفاع الشعبي تقاتل وجهاً لوجه داعش، قدم الأهالي الدعم لهم من خلف خطوط القتال بمعنوياتهم، ومن خلال إعداد الطعام لأبنائهم. بمعنى آخر، تم تطهير شنكال من داعش من خلال حرب الشعب الثورية.

بعد تحرير شنكال، بدأ الحزب الديمقراطي الكردستاني، الذي فر من شنكال وسلم الإيزيديين إلى داعش، دعاية كاذبة. فزعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود البارزاني، ولإخفاء تعاونه مع داعش، ادعى بلا خجل على شاشات التلفزيون أنه، أي قوات البيشمركة حررت شنكال، ولكن، في 3 آب/أغسطس 2014، رأى العالم كله بأم عينيه كيف ترك بيشمركة الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيزيديين دون حماية وهربوا من شنكال.

من ناحية أخرى، خلال مرحلة تحرير شنكال وبعدها، قام المجتمع الإيزيدي، وخاصة المرأة الإيزيدية، بتدريب وتنظيم أنفسهم في كل المجالات، وكان تعليم وتنظيم النساء والمجتمع الإيزيدي أهم رد على هذا الفرمان.

 

"لم نصدق أننا سنعود إلى شنكال مرة أخرى"

ومع اقتراب ذكرى تحرير شنكال، تحدثت النساء اللواتي شهدن ذلك اليوم لوكالتنا وذكرن أنهن فخورات بتحرير شنكال وشهدائهن.

وقالت عضوة مجلس الإدارة الذاتية في سردشت قيمت خوديدا إنهم كانوا في منطقة كرس أثناء تحرير شنكال "لم نصدق حقاً أننا سنعود إلى موطننا وأراضينا وأنه سيتم تطهير شنكال من داعش. واجهت قوات الدفاع الشعبي صعوبات كبيرة واستشهد على إثرها الكثيرين، لقد فعلوا ما في وسعهم من أجل تحرير شنكال".

وأشارت إلى أنه عندما جاء مقاتلي قوات الدفاع الشعبي، لم يكن عددهم كبيراً، ولهذا تعجبوا كيف تمكنت هذه القوة من تحرير شنكال "مقاتلونا وأبنائنا قاتلوا معاً وحرروا شنكال، وأثناء حملة التحرير، كنا ننظر إلى قريتنا ونقول متى سنعود إلى ديارنا، وبعد تطهير شنكال من داعش بشكل كامل، من السعادة غادرت كرس سيراً وحافية الأقدام وتوجهت إلى منزلي في خانصور".

 

"على الإيزيديين الوقوف صفاً واحداً ضد العدو"

وأوضحت أن 10 سنوات مرت على تحرير شنكال، لكن السياسة التي تمارس ضدهم لم تنتهي بعد "بسبب سياسة العدو، الإيزيديون في المخيمات لم يعودوا بعد إلى ديارهم، فالخونة يقطعون طريق العودة ولا يسمحون للإيزيديين بتحقيق أي شيء، فمن لا يريد العودة إلى أرضه؟"، مطالبةً الإيزيديين أن يكونوا صفاً واحداً ويداً واحدة وأن يكونوا حذرين من سياسات العدو.

ومن بين النساء اللواتي كن شاهدات على تحرير شنكال عضوة مؤسسة عوائل الشهداء باكيز جلال، التي أشارت إلى أنهم كانوا في منزلهم في قرية كوهبل أثناء تحرير شنكال "كنا سعداء وفخورين للغاية بتحرير شنكال. بعد التحرير دخلنا مركز شنكال ووجدنا منازل مدمرة وعظام أشخاص قتلوا أثناء الفرمان".

وأضافت "إلى أن نموت، فإن ما رأيناه في بداية تحرير شنكال سيكون أمام أعيننا وسيُكتب في التاريخ، ونحن فخورون بتحرير شنكال وبشهدائنا، ولا يستطيع الإنسان أن يصل إلى أرضه إلا إذا استشهد في سبيلها وقدم التضحيات".

ولفتت إلى وضع المرأة بعد الفرمان "النساء الإيزيديات وبعد أن ثقفن ودربن أنفسهن على أفكار وفلسفة القائد عبد الله أوجلان، الآن بإمكانهن فعل أي شيء، وكما قال أسلافنا، الأسد أسد سواء كان امرأة أو رجلاً. لا يوجد فرق بين الرجل والمرأة، والمرأة تستطيع أن تفعل أي شيء وتنجح"، مشيرةً إلى أن الفرمان لم ينته بعد، وأن عائلة البارزاني وحزب PDK الذين باعوا شنكال وباعوا الإيزيديين في الفرمان، أصبحوا الآن متحدين مع العدو ويهاجمونهم.