سبعة أعوام على تحرير الرقة تكللت بإنجازات المرأة

شكل تحرير مقاطعة الرقة بإقليم شمال وشرق سوريا من براثن داعش مرحلة مفصلية في تاريخ المرأة كونها ذاقت الأمرين بسببه، محققةً على مدار السبعة أعوام إنجازات نموذجية في تاريخ المرأة إقليمياً وعالمياً.

يسرى الأحمد

الرقة ـ أكدت نساء الرقة اللواتي شهدن على انتهاكات داعش في الذكرى السنوية السابعة لتحرير المدينة، أن مرحلة التحرير بمثابة ولادة جديدة لهن، معاهدات بالمضي على درب الشهيدات والمحافظة على مكتسبات الثورة.

بعد مرور سبعة أعوام على انتهاء الحقبة السوداء لسيطرة داعش على مقاطعة الرقة، انتشلت المرأة نفسها من تحت الركام وبؤرة الظلام إلى نور الحرية، لتلعب دوراً محورياً وبارزاً على جميع الأصعدة، وتخطو خطوات نحو التغيير والتطور وفق مشروع الأمة الديمقراطية وأطروحات القائد عبد الله أوجلان الذي دفعها لتكسر من خلالها المفاهيم الاجتماعية التي همشتها لعقود من الزمن، محققةً إنجازات عديدة في صفوفها أبرزها تأسيس حركات وتنظيمات نسائية.

 

"ساهم تحرير الرقة في القضاء على المفاهيم المجتمعية"

عن واقع المرأة وحول مشاركتها في عملية تحرير الرقة، قالت عضوة مجلس المرأة السورية اعتماد الأحمد إن "قوات حماية المرأة وقوات الجوهرية لعبت دوراً محورياً وريادياً في تحرير الرقة من داعش وقدمت أرواحاً في سبيل تحقيق الحرية والقضاء على أخطر إرهاب في العالم".

عن التغيرات التي طرأت على واقع المرأة بعد تحرير المدينة، أوضحت أنه "بدأت المرأة تدريجياً بتنظيم وتدريب ذاتها واستعادة وجودها وتوحيد ورص صفوف النساء، لتنطلق وفق مشروع الأمة الديمقراطية ونظام الإدارية الذاتية وللانخراط في كافة مجالات المجتمع بدءاً من أصغر خلية وهي الكومين وصولاً إلى نظام الرئاسة المشتركة، تمكنت من إثبات ذاتها والنهوض بدورها، فقد أنارت فكرها كما قضت على الأفكار المتطرفة التي رسخها داعش في عقول أهالي المنطقة".

وحول ما حققته المرأة على مدار السبعة أعوام، لفتت إلى أن "المرأة حققت إنجازات عديدة على جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية أبرزها تأسيس الحركات والتنظيمات النسوية حيث شكل تواجدهن مظلة حماية ومساحة أمان لجميع نساء المنطقة خاصة بعد الانتهاكات التي تعرضن لها من قبل داعش، فكان لتأسيس مجلس تجمع نساء زنوبيا الذي يعمل على حماية المرأة من العنف والاضطهاد ضد الذهنية الذكورية وضمان حقوقها، دور كبير وإيجابي في القضاء على المفاهيم المجتمعية الرجعية التي عانت منها المرأة لعقود من الزمن".

وأشارت اعتماد الأحمد إلى أن "المرأة خطت خطوات عظيمة ومثالية ومفصلية نحو التطور والتغيير وذلك من خلال تعرفها على أطروحات وفكر القائد أوجلان الذي حملت أغلبية عناوين كتبه ومرافعاته قضايا المرأة، وبذلك تمكنت من معرفة تاريخها وحقيقتها ودورها المغيب، فقد باتت ذات إرادة قوية وصاحبة رأي وفكر حر منفتح فالمرأة المحررة تخلق مجتمع حر تسوده العدالة والمساواة".

كان تأسيس مجلس المرأة السورية مصدر إلهام لإنهاء الأزمة السورية التي دفعت فاتورتها المرأة هذا ما اكدت عليه اعتماد الأحمد، "بسبب الأزمة والحروب وتدخل الدول الخارجية في شؤون المنطقة السماح بدخول وسيطرة المرتزقة، تعرضت المرأة لأبشع الانتهاكات ودفعت الفاتورة الأكبر وكانت معاناتها مضاعفة، فكان عملها ضمن مبادئ وأهداف مجلس المرأة السورية، لتعزيز وتمكين دورها في المحافل الدولية وضمن العملية السياسية ولكي تكون على طاولة الحوار السوري السوري لإيجاد حل للأزمة السورية العالقة".

ودعت اعتماد الأحمد جميع السوريات سواء كنّ في الداخل أو الخارج السوري، إلى توحيد أهدافهن ورص صفوفهن وتنظيم ذواتهن تحت راية وأهداف مجلس المرأة السورية، والتكاتف يداً بيد لتكنّ قادرات على حماية إنجازات ومكتسبات ثورتهن بعد مرور سبعة أعوام، والوقوف في وجه التحديات التي تستهدف إنجازاتهن.

وشددت على ضرورة أن تكون النساء مدركات وواعيات من أجل أن تتمكنّ من حماية إنجازات الثورة والشهيدات اللواتي ضحينّ بدمائهن لتحرير النساء "لولا تضحياتهن الجبارة لما وصلنا اليوم إلى هنا، وسنبقى سائرون على خطاهن حتى تحقيق أهداف مسيرتهن النضالية".

 

 

"مرحلة تاريخية شكلها تحرير مدينة الرقة في واقع المرأة"

حول واقع المرأة إبان سيطرة داعش على المنطقة، قالت منسقية مجلس المرأة في إقليم شمال وشرق سوريا كنانة عبدو إن "الأهالي اُرتكب بحقهم العديد من الانتهاكات والجرائم البشعة من قبل داعش، ونالت المرأة النصيب الأكبر من تلك الانتهاكات فقد فُرضت عليها أحكام وقيود منها إجبارها على ارتداء الزي الأسود ومعاقبتها بالرجم والجلد والسجن، وسعى داعش إلى بث الرعب والخوف داخل كل منزل".

وعبرت عن أسفها حيال ما تعرضت له الإيزيديات من جرائم وانتهاكات "تعرضن للخطف بعد قتل أهاليهن ومارسوا أبشع الانتهاكات والجرائم بحقهن من قتل واغتصاب وسبي وسجن وتعذيب، كما تم بيعهن بسوق النخاسة بثمن بخس وجعلوهن جواري لهم فكانت أفعالهم مشابهة لحكم الدولة العثمانية، وهذا يدل على أنهم ممولين من قبل الدولة التركية، لقد كنت شاهدة عندما حاولت إحداهن رمي نفسها من فوق الجسر القديم لكيلا تكون ضحية تلك الجرائم، لقد استخدموا الدين كوسيلة ليمارسوا انتهاكاتهم لكن الدين بريء من أفعالهم الشنيعة".

وعن المرحلة المفصلية التي حققها تحرير المنطقة من داعش على واقع المرأة، قالت "طرأت العديد من التغيرات على واقعها المرأة مقارنة بواقعها إبان سيطرة داعش، حيث باتت اليوم تتمتع بحريتها وأصبحت الريادية في أماكن صنع القرار، تقف على منابر المعرفة والثقافة وتدلي بصوتها ورأيها وتطالب بحريتها وحقوقها دون تردد أو خوف".

وفي ختام حديثها، أكدت منسقية مجلس المرأة في إقليم شمال وشرق سوريا كنانة عبدو "سنبقى على نهج الأمة الديمقراطية ونقدم أغلى ما نملك في سبيل حماية أرضنا، فلحظة التحرير تاريخية في واقع نساء مدينة الرقة أنها لحظة عالقة في مخيلة كل امرأة كانت تنتظر بفارغ الصبر الحرية والخلاص من العبودية".

 

 

"بتحرير الرقة تشكلت شخصيات ريادية قدن العملية السياسية"

أما عن المستوى السياسي الذي وصلت إليه المرأة بعد مرور سبعة أعوم على التحرير، قالت الناطقة باسم مجلس المرأة في حزب سوريا المستقبل فاطمة العلي "بفضل تشديد القائد أوجلان على أهمية أن تكون المرأة سياسية وريادية في مجتمعها، انطلقت ثورة حرية المرأة لتُحدث صدى عالمي كبير فباتت نموذج ومثال تحتذي به العديد من دول العالم".

ولفتت إلى أن المرأة سعت بعد تحرير المنطقة من براثن داعش وعبر تأسيس مجلس المرأة في حزب سوريا المستقبل، إلى إشراكها في العملية السياسية والمطالبة بالحوار السوري السوري، وتصب هذه الإنجازات في صالح إيصال سوريا إلى بر الأمان.

وعن القفزة التاريخية والنموذجية التي حققتها المرأة على الساحة السياسية، أكدت أنه "تمكنت المرأة من كسر القوالب النمطية التي لطالما حصرت دورها ضمن المنزل وقيدتها في مجالات محددة منها التعليم والتمريض، وتم إقصاء وتهميش دورها في الجانب السياسي نتيجة العادات والتقاليد المجتمعية الخاطئة والذهنية الذكورية الحاكمة، إضافة إلى الأنظمة المهيمنة التي تقول إن المرأة لا تصلح أن تشارك في المجال السياسي وغير متمكنة أو قادرة على لعب دورها في قيادة العملية السياسية".

وبينت الناطقة باسم مجلس المرأة في حزب سوريا المستقبل فاطمة العلي أنه اليوم وبعد تحرير المرأة من نظام الرجل الحاكم والقضاء على داعش، ووفق مبادئ مشروع الأمة الديمقراطية لعبت دوراً محورياً وهاماً على الساحة السياسية، وباتت تشغل مناصب سياسية وسباقة في صنع القرار وتبدي رأيها بكل أريحية دون خوف، وأخذت مكانة مرموقة في مجالها والتمثيل العادل في جميع المؤسسات الحزبية والسياسية للوصول إلى سوريا تعددية لامركزية.