رئيس المرحلة الانتقالية يثير الجدل بين السوريات
لاقى تعيين الجولاني رئيساً للمرحلة الانتقالية في سوريا، ردود فعل واسعة في البلاد بين مؤيدين ومعارضين يطالبون بإجراء انتخابات حرة.
![](https://test.jinhaagency.com/uploads/ar/articles/2025/02/20250206-almadt-jpg58cea2-image.jpg)
راما خلف
دمشق ـ أثار تعيين أحمد الشرع (الجولاني) رئيساً للمرحلة الانتقالية في سوريا موجة من الجدل بين مختلف فئات المجتمع، لا سيما النساء السوريات، حيث تباينت الآراء بين مؤيد يرى في قراره استكمالاً لدوره في إسقاط النظام وإدارة شؤونها، وبين معارض يطالب بإجراء انتخابات حتى في ظل المرحلة الانتقالية.
جدل حول شرعية التعيين
قرار تعيين أحمد الشرع (الجولاني) بدلاً من انتخابه لم يمر دون اعتراض، حيث أكدت بعض النساء اللواتي التقت وكالتنا بهن أن الشعب كان يجب أن يكون جزءاً من هذه العملية، حتى في ظل مرحلة انتقالية لم تتضح ملامحها النهائية بعد.
وشددن على إلى أهمية الالتزام بالحفاظ على التعددية المجتمعية وعدم فرض أي نموذج حكم أحادي يتعارض مع طبيعة المجتمع السوري "يجب إشراك النساء في العملية السياسية وضمان دور فاعل لهن في صنع القرار، وفتح نقاشات مجتمعية أوسع حول مستقبل سوريا لضمان توافق أكبر بين مختلف التيارات السياسية والفكرية".
نسرين علي أكدت على ضرورة أن يكون هناك انتخابات رئاسية حتى ولو كانت مرحلة انتقالية، لافتةً إلى أنه "يجب أن يختار الشعب من يحكمه، لا نعلم إن كان أحمد الشرع سيمثل الشعب السوري ويلبي مطالبه لأن لا يزال موقفه غير واضح، لذلك من المفترض أن يكون الشعب بصورة الوضع لأننا لا نعلم كم ستكون مدة المرحلة الانتقالية".
في المقابل، هناك من يرى أن الشرع كان الخيار الطبيعي نظراً لدوره السابق في إدارة البلاد خلال الفترات الصعبة، وهو ما دفع البعض لتأييد تعيينه حتى دون انتخابات.
حيث قالت باسمة سكر إنه "بعد تعيين أحمد الشرع رئيساً لسوريا في المرحلة الانتقالية، كان البعض ضد قرار تعيينه نظراً لأهمية أخذ رأي الشعب في عين الاعتبار، والبعض الآخر كان مع قرار تعيينه رئيساً كون كان له يد في سقوط النظام السوري، ففي الفترة الماضية هو من كان يسيّر أمور البلد".
مخاوف من سيناريو شبيه بأفغانستان... ولكن
مع تصاعد الجدل حول مستقبل سوريا في ظل قيادة الجولاني، عبّر بعض المعارضين عن خشيتهم من أن يتجه البلد نحو نموذج حكم متشدد، يشبه إلى حد ما السيناريو الذي عاشته النساء في أفغانستان بعد سيطرة طالبان، غير أن هذه المخاوف تصطدم بواقع المجتمع السوري، الذي يتميز بتنوعه الاجتماعي والفكري وبتاريخه الطويل من التعددية الدينية والثقافية.
وأهم العوامل التي تجعل هذا السيناريو مستبعداً في سوريا، التنوع الطائفي والمجتمعي، دور المرأة القوي في الحياة العامة فعلى الرغم من التحديات، لا تزال السوريات تشغلن أدواراً بارزة في المجتمع، سواء في السياسة أو الاقتصاد أو العمل المدني، ما يجعل فرض قيود صارمة على حقوقهن أمراً غير مقبول على نطاق واسع، وهناك الخبرات التاريخية للسوريين، ووجود تيارات مدنية وعلمانية قوية.
سوريا إلى أين؟
بين مؤيد ومعارض، يبقى تعيين أحمد الشرع (الجولاني) رئيساً للمرحلة الانتقالية خطوة مثيرة للجدل، لكنها تعكس أيضاً تعقيدات المشهد السوري وما يرافقه من مخاوف وآمال، ومع غياب إجابات واضحة حول مدة المرحلة الانتقالية أو ملامح الحكم القادم، يبقى السؤال مفتوحاً، هل ستتمكن سوريا من تجاوز خلافاتها والعبور إلى مستقبل أكثر استقراراً؟