ريحان لوقو: إنشاء نظام ديمقراطي سيكون بالاعتراف بهوية المرأة وإرادتها

قالت المتحدثة باسم مؤتمر ستار ريحان لوقو عن آخر التطورات في سوريا إن البلاد لن تصل للديمقراطية حتى يتم الاعتراف بهوية وإرادة المرأة.

بروين أمارا

قامشلو ـ منذ سنوات عديدة، تتأزم الأوضاع في سوريا وتبرز مخاطر كبيرة مع مرور الوقت، وقد قوبل هذا الوضع بالرفض وعدم الرضا وردود أفعال مختلفة من قبل الشعوب التي تعيش في سوريا، وحتى بعد سقوط نظام البعث، لم تنته الفوضى والأزمة في سوريا، وعلى وجه الخصوص وضع المرأة السورية سيء حتى بعد سقوط النظام، وتتزايد التهديدات على هويتها وإرادتها.

 

"كلما تم تعزيز النضال زادت الهجمات أيضاً"

من أجل سوريا ديمقراطية ومستقبل حر حيث يمكن للمرأة السورية أن تأخذ مكانة وتشارك في هذا النظام بإرادتها الحرة، ظهرت العديد من المواقف والاعتراضات ضد هذا الوضع الأخير.

وقالت المتحدثة باسم مؤتمر ستار ريحان لوقو إن وضع المرأة السورية الحالي لا يختلف عن وضعها في عهد نظام البعث "لقد كان يوم 8 كانون الأول 2024 يوماً خاصاً للشعب السوري بأكمله، وكان هذا اليوم يوم فرح وفخر واعتزاز خاصة بالنسبة للمرأة السورية، فلسنوات، فرض نظام البعث الوعي القومي والديني على وجود المرأة وهويتها وإرادتها، كان نظاماً حرم المرأة من حقوقها في المشاركة في المؤسسات السياسية ومراكز صنع القرار. النظام السوري كان قد بني بشكل خاص وفق أيديولوجية دينية قومية، وعندما تمردت وانتفضت النساء على هذا النظام العنصري، استخدم نظام البعث كل أشكال العنف ضدهن حتى لا تتمكن المرأة من قيادة ذلك المجتمع".

 

"حُرمت النساء من حقوقهن لسنوات"

وأوضحت ريحان لوقو أن مقاومة الشعب السوري كانت من أجل هدف؛ وهو إسقاط نظام البعث، "إن شرارة الثورة التي بدأت في درعا وامتدت إلى كل مدن سوريا، كان لها هدف واحد، وهو وجوب إسقاط نظام البعث، إن غضب ومقاومة الشعب السوري الذي تم قمعه لسنوات، فتح الطريق لمثل هذا التمرد وهذه الانتفاضة على النظام الذي لم يعترف بحقوق الشعب، وخاصة حقوق المرأة، ومع تصعيد وزيادة مستوى المقاومة والنضال في إقليم شمال وشرق سوريا، زادت الهجمات أيضاً ضد هذه الإنجازات، إن هيئة تحرير الشام، التي أرادت ذات يوم مهاجمة مناطقنا هي قوة مبنية على ذهنية ووعي ديني. إنهم يريدون وضع سوريا بأكملها تحت سيطرتهم بهذه الهجمات والأعمال اللاإنسانية".

 

"الاعتداء على المرأة العربية هو اعتداء على جميع النساء"

وأدانت ريحان لوقو أعمال العنف والاعتداءات اليومية التي تتعرض لها النساء السوريات، مشيرة إلى أن هذه الاعتداءات تمس جميع النساء "مقارنة بكل الأوضاع التي تحدث حالياً في سوريا، نرى أن قرارات يومية تُفرض على النساء تجردهن من الحرية، ولا تستهدف هذه الهجمات النساء السوريات فقط، بل تستهدف العلويات والدروز والمسيحيات وسائر الشعوب والأمم أيضاً. إن الهجمات على النساء العلويات والدروز والسريان هي في نفس الوقت هجمات على النساء الكرديات، لا يمكننا النظر في هذه الهجمات بشكل منفصل. إن الوعي والذهنية التي تعيش بها جميع الأمم معاً في شمال شرق سوريا اليوم، يجب أن تطبق أيضاً في النظام السوري الجديد، ويجب أن تكون جميع الأمم والطوائف قادرة على العيش معاً بشكل ديمقراطي. إن نضالنا هو نضال مشترك، ولن يتمكن وعي نظام البعث ولا الوعي الديني الحالي من إيقاف نضالنا".

 

"هذا الملتقى التشاوري كان من أجل نساء كافة المكونات"

وذكّرت ريحان لوقو بأنه تم عقد ملتقى تشاوري في المنطقة حول وضع المرأة وقيمت هذا الملتقى التشاوري بالقول "في مواجهة الاعتداءات والعنف الذي يتم تنفيذه على إنجازات المرأة في هذه الأوضاع الأخيرة، وتحت شعار "بتضامن المرأة سنبني سوريا ديمقراطية" وبقيادة مؤتمر ستار والمنظمات والحركات والمؤسسات النسائية عقدنا ملتقى المرأة التشاوري، ولم تكن هذه المشاورة النسائية مخصصة للنساء الكرد فقط".

وتابعت "شارك في ملتقى المرأة التشاوري هذا جميع الفئات والكيانات المقيمة في إقليم شمال وشرق سوريا من مثقفات وفنانات وإعلاميات وشخصيات اشتراكية. أردنا من خلال هذا الملتقى التشاوري التوصل إلى موقف مشترك في مواجهة الوضع الحالي وجميع أشكال العنف ضد المرأة وكيف ينبغي تنظيم سوريا، وفي هذا الملتقى التشاوري، وحول كيفية بناء سوريا ديمقراطية، أعرب كل مكون عن مواقفه بشأن الوضع الحالي وتم إدانة جميع الاعتداءات على النساء. فالهجمات والاعتداءات اليومية عليهن تظهر مدى خطورة مستقبل سوريا. وإذا لم يتم الاعتراف بإرادة المرأة في سوريا المنشأة حديثاً، فإن سوريا لن تكون سوريا ديمقراطية".

 

"النضال ضد الوعي الديني سيستمر"

ودعت ريحان لوقو إلى وقف الهجمات والتهجير "عندما بدأنا الثورة، حاربنا أولاً ضد تلك العقلية القومية. إن الذين قاتلوا وهزموا هذه القوات التي تهاجم أراضينا اليوم، كانوا مقاتلين من جميع الخلفيات والمكونات. لقد قدمت النساء الكثير من التضحيات على هذه الأرض، ولهن الحق في المشاركة في سوريا ديمقراطية. كمنظمة مؤتمر ستار، هدفنا من هذا الملتقى التشاوري هو؛ إيصال أصوات جميع النساء ودعواتهن للمؤسسات التي تحمي حقوق الإنسان حتى تنتهي هذه الهجمات على أراضي إقليم شمال شرق سوريا".