رحلة نوجين وأسمر من مجزرة شنكال نحو صفوف وحدات حماية المرأة
النساء الإيزيديات اللواتي نظمن أنفسهن في جميع مجالات الحياة بعد المجزرة التي حدثت في 3آب/أغسطس عام 2014، ولكي لا تتعرضن مرة أخرى للإبادة الجماعية أو لمجازر أخرى
![](https://test.jinhaagency.com/uploads/ar/articles/2021/08/20220306-2222454545-jpg4930f8-image.jpg)
"نحن النساء الإيزيديات تعلمنا الآن استخدام الأسلحة، ولن نترك مستقبلنا في أيدي أي قوات. نحن ندرب أنفسنا كل يوم ونتعلم على كيفية استخدام السلاح. ونحن الآن على استعداد للقتال في أي مكان من أجل النساء اللواتي تتعرضن للاضطهاد".
بلشين بيريتان
الحسكة - ، انضممن قبل كل شيء إلى القوات العسكرية. حيث قمن بتأسيس وحدات المرأة في شنكال إلى جانب وحدات مقاومة شنكال، وتخضعن للتدريب في أكاديمية الشهيدة بيريفان شنكال العسكرية.
النساء الإيزيديات اللواتي تطورن في المجال العسكري توجهن من شنكال للانضمام إلى صفوف ثورة روج آفا، وانضممن إلى صفوف وحدات حماية المرأة (YPJ) في شمال وشرق سوريا. نوجيان آمد، إحدى النساء الإيزيديات اللواتي توجهن من شنكال للانضمام إلى صفوف وحدات حماية المرأة. والتي استلهمت اسمها من اسم القيادية في وحدات المرأة الحرة – ستار نوجين آمد، التي توجهت إلى ديار إيزيدخان إبان المجزرة ودافعت عن أهالي شنكال وقاتلت ضد هجمات المرتزقة، وضحت بحياتها من أجل شنكال وشعبها.
وحول أسباب انضمامها إلى صفوف وحدات حماية المرأة تقول نوجيان آمد "جاء مقاتلو ومقاتلات وحدات المرأة الحرة – ستار وقوات الدفاع الشعبي من جبال كردستان إلى شنكال من أجل الدفاع عن حرية إيزيدخان. كما جاء مقاتلو ومقاتلات وحدات حماية الشعب ووحدات حماية المرأة من روج آفا وحرروا شنكال معاً. لقد منحنا وصولهم الثقة للعودة إلى الحياة مرة أخرى. أنا شخصياً كنت شابة محبطة بعد المجزرة. لقد منحني وصولهم الأمل، وقد تأثرت كثيراً بالنساء اللائي تحملن البنادق وتقاتلن في الجبهات. القيادية في وحدات المرأة الحرة- ستار نوجين آمد كانت قدوة بالنسبة لي في الدفاع عن النساء ولقد تأثرت بها كثيراً. أحد المقاتلين الذين هبوا لنجدتنا كان الرفيق عكيد لقد حملني على ظهره حتى تمكن من إنقاذي من الهجمات. لقد حملني على ظهره حتى وصلنا إلى مكان آمن. في تلك الفترة تأثرت كثيراً بموقفه. هؤلاء الرفاق حملوا مئات الجرحى من أمثالي على ظهورهم وأوصلوهم إلى أماكن آمنة. لهذا يقول شعبنا الإيزيدي؛ "طالما بقيت هناك قطرة دم في أرواحنا فسوف نسير على خطى هؤلاء القادة الشهداء". وأنا بصفتي مقاتلة في وحدات حماية المرأة مستعدة الآن وفي أي وقت للذهاب إلى شنكال في حال تعرضت لهجوم، والدفاع عن أرضنا وشعبنا هناك. نحن من جيل تلك المأساة وتلك المجزرة، ونحن على استعداد للتضحية بأرواحنا من أجل مجتمعنا وشعبنا. أنا بصفتي مقاتلة في وحدات حماية المرأة مستعدة للتضحية بحياتي من أجل الأجزاء الأربعة من كردستان".
"لقد تعلمنا نحن النساء الإيزيديات استخدام الأسلحة"
تقول مقاتلة وحدات حماية المرأة نوجيان آمد إنه إذا تم تنظيم المجتمع الإيزيدي وخاصة النساء الإيزيديات قبل المجزرة كما هو الآن، لكان بإمكانهم التصدي للمجزرة، وأضافت "لو وجدت مؤسسات وتنظيمات في منطقة شنكال لتمكن الأهالي من الدفاع عن أنفسهم وتصدوا للمجزرة. نحن الإيزيديات فقط كنا قادرات على أخذ زمام المبادرة لو كنا متمكنين من استخدام الأسلحة كما نفعل الآن. بعد المجزرة الأخيرة أدرك شعبنا هذا الأمر وبعد المجزرة أسسوا مؤسساتهم وتنظيماتهم بطليعة النساء. تريد الحكومة العراقية السيطرة على أبناء المنطقة بما ينسجم مع سياساتها. طالما بقي هناك مقاتل من وحدات مقاومة شنكال ووحدات المرأة في شنكال، وطالما بقيت أفكار القائد آبو بين الشعب الإيزيدي، فإن شعبنا لن يسمح لبرزاني والحكومة العراقية بدخول شنكال مرة أخرى. وبطبيعة الحال فإن مقاتلو YBŞ وYJŞ يدافعون عن شعبنا. حتى أمهاتنا اللواتي تعرفن على فلسفة القائد لن تسمحن لأية قوة بدخول أرض شنكال".
وشددت نوجيان آمد على ضرورة تعزيز وحدة المجتمع الإيزيدي وعدم السماح بارتكاب أية مجازر أخرى، وأضافت "نحن نثق بشعبنا الإيزيدي الذي سيدافع عن نفسه من الآن فصاعداً. أدعو فتياتنا وفتياننا إلى تنظيم أنفسهم والانضمام إلى صفوف YJŞ وYBŞ. الطريقة الوحيدة لكي نتمكن من الدفاع عن منطقة شنكال والحد من ارتكاب المجازر هو تنظيم الجبهة العسكرية وتقويتها. لا يزال هناك جدائل لأخواتنا وأمهاتنا موجودة بين الأنقاض والدمار. لقد رأيت شخصياً جدائلهن مقطوعة ولا يزال الدم موجود على الحجارة. كان هذا الموقف بالنسبة لي مصدر غضب وحقد كبيرين دفعاني إلى الانضمام إلى صفوف YPJ. وكما قالت الشهيدة زيلان "إذا كان لدي أي شيء أغلى من حياتي، فسأضحي به من أجل أرضي'' فإنني أجدد العهد بحماية المرأة والأرض.. يجب أن نرد بقوة على عدو الإنسانية. لأن هذه المرحلة هي أخطر مرحلة ويجب على الجميع تحمل مسؤولياتهم التاريخية. يجب أن ندرب أنفسنا كل يوم لنكون مستعدين للدور والمهمة التي تقع على عاتقنا. حتى اليوم لا يزال مجتمعنا الإيزيدي يقول أننا مدينون لمقاتلي القائد آبو".
"تأثرت بوصول المقاتلات إلى شنكال"
مقاتلة وحدات حماية المرأة أسمر زلال تحدثت أيضاً عن سبب انضمامها إلى صفوف YPJ، قائلة "السبب الرئيسي الذي دفعني للانضمام إلى صفوف وحدات حماية المرأة هو الدفاع عن شعبنا الإيزيدي ضد المجازر. لقد ضحى مقاتلو YJA Star وHPG وYPG وYPJ بأرواحهم من أجل إنقاذ شعب شنكال عندما جاءوا لنجدة الشعب الإيزيدي. كان للمقاتلات اللواتي استشهدن في شنكال تأثير كبير علي، مما جعلني أقرر الانضمام. وطالما بقيت قطرة دم في جسدي سأظل وفية لتلك الجدائل. والأمر الثاني هو المعركة بين سينون وخانسور. عندما استشهدت الرفيقة نوجيان أرهان، كان لذلك تأثير كبير عليّ. لذلك أردت الانضمام إلى صفوف YPJ وكما جاء مقاتلو YPJ للتضحية بأرواحهم من أجل أرضنا وضحوا بدمائهم، أردت أن أذهب إلى المكان الذي وُلد فيه هؤلاء المقاتلون. أن أضحي بروحي مثل أولئك الرفاق، لأنني مدينة لهم ووفية لدماء الشهداء".
اسمر زلال تطرقت إلى فترة المجزرة التي ارتكبت بحق المجتمع الإيزيدي، وقالت "مواقف الحكومة العراقية والحزب الديمقراطي الكردستاني تسببت بوقوع المئات من نساء وفتيات الإيزيديين في أيدي مرتزقة داعش وبيعهن في الأسواق، وتعرضهن للاغتصاب والقتل. المئات من فتياتنا رمين بأنفسهن من المنحدرات وأنهين حياتهن حتى لا تقعن في أيدي مرتزقة داعش. الآلاف من النساء الإيزيديات تم عرضهن في الأسواق للبيع. لقد كان وضعاً مؤلماً وصعباً للغاية. المجزرة كانت مأساة كبيرة، ولكن كما رأينا جميعاً فقد هب مقاتلو ومقاتلات وحدات المرأة الحرة – ستار وقوات الدفاع الشعبي ووحدات حماية الشعب والمرأة لنجدتنا. وكذلك أهالي شمال وشرق سوريا. ومع وصولهم انتعشت آمال شعبنا من جديد، لأنهم ساهموا في إنقاذ العديد من أهالينا من المجزرة. ولولا وصولهم لنجدتنا لكان الشعب الإيزيدي تعرض للإبادة بشكل كامل. واليوم يحاول البرزاني مرة أخرى بيع إقليم كردستان كما باع شنكال ووضعها في يد الدولة التركية".