رغم الإمكانيات الضئيلة... مهجري عفرين يستقبلون 3 آلاف أسرة متضررة من الزلزال

استقبل مهجّرو عفرين بمخيماتهم الخمسة في مقاطعة الشهباء بشمال وشرق سوريا، 3000 أسرة من المناطق المتضررة؛ بسبب الزلزال، وقدموا لها المساعدة على الرغم من الإمكانات الضعيفة، بفعل التهجير والحصار المفروض من قبل حكومة دمشق.

روبارين بكر

الشهباء ـ أكدت نازحات من حيي الشيخ مقصود والأشرفية تضررن إثر الزلزال الذي خلف الآلاف من القتلى والمصابين، أنه بالرغم من الحصار المفروض على مقاطعة الشهباء والإمكانيات الضئيلة، إلا أن الإدارة الذاتية والأهالي لم يتوانوا عن تقديم المساعدات لهم.

ضرب زلزال بقوة  7.7 درجات على مقياس ريختر في تاريخ 6 شباط /فبراير مناطق تركيا وسوريا كما طال عدة من مناطق شمال وشرق سوريا مخلفاً ضحايا وجرحى ودمار كبير في البنى التحتية، ولا تزال هناك هزات ارتدادية خفيفة تضرب المناطق لذلك لجأ الأهالي إلى مخيمات النزوح.

وعن اللحظات الأولى للزلزال بينت شيرين حسين التي كانت تقطن في حي الأشرفية "تعرضت مدينة حلب منذ بداية الأزمة السورية إلى الكثير من الحروب والهجمات، لذا كانت من أكثر المناطق تضرراً جراء الزلزال".

وحول الدمار الذي خلفه الزلزال أوضحت "لم أتوقع أن كنا سنخرج سالمين، كانت لحظات صعبة لن تنسى، عندما خرجنا من منزلنا وجدنا أن جميع المباني حولنا على الأرض والأهالي هرعوا إلى الشوارع، في ظل الأمطار الغزيرة والبرد القارص".

لم يتبقى أمام شيرين حسين مكاناً لتلجأ إليه هي وأولادها غير المخيمات في الشهباء، وحول ذلك تقول "بقينا في الشوارع لأن منزلنا لم يعد يصلح للسكن مرة أخرى، خسرنا كل شيء، لذلك توجهنا إلى مقاطعة الشهباء لنقطن في المخيمات التي باتت أحد أكثر الأماكن أماناً بعد الزلزال".

حكومة دمشق لم تفتح طريق لتمرير المساعدات كما أن الحصار على حيي الأشرفية والشيخ مقصود مازال مستمر، وحول ذلك قالت نجوى ضاهر وهي نازحة من منطقة الميسر بمدينة حلب إلى مقاطعة الشهباء "ضرب الزلزال منزلنا وبات أيل للسقوط في أي لحظة، لذلك خرجنا منه وبقينا ننتظر في الشارع ولكن حكومة دمشق لم تقدم لنا أي مساعدة ولم تأمن لنا مكان لنقطن فيه، لذلك توجهنا إلى مقاطعة الشهباء، لنقطن في المخيمات مع إحدى العوائل هناك".

وعن الكارثة التي حصلت أثناء الزلزال تحدثت النازحة من حي شيخ مقصود إلى مخيمات النزوح في الشهباء عنود حسون "يوم حدوث الزلزال كان من أصعب أيام حياتنا، في كل سنوات الحرب لم نشعر بهكذا خوف"، ولحماية أولادها من الموت لجأت إلى مقاطعة الشهباء، بعد أن فتحت الإدارة الذاتية أبوابها أمام المتضررين من الزلزال.

وأضافت "تعاني مقاطعة الشهباء من نقص كبير في المواد الغذائية والمحروقات بسبب الحصار الذي تفرضه حكومة دمشق، وبرغم من هذه الإمكانيات الضئيلة إلا أنها فتحت أبوابها أمام المتضررين من الزلزال".

وأكدت أن "الزلزال كان كارثة إنسانية على جميع الأهالي في تركيا وسوريا، وكان على الجميع التعاضد والتعاون لمساعدة الأهالي المتضررين، لكن ذلك لم يحصل".