قوى الأمن الداخلي تعلن انتهاء حملة "الإنسانية والأمن"

حققت حملة "الإنسانية والأمن" في مخيم الهول التي استمرت 24 يوماً، العديد من النتائج الملموسة، للقضاء على الخطر الذي يهدد المخيم من خلايا مرتزقة داعش.

مركز الأخبار ـ أعلنت قوى الأمن الداخلي في شمال وشرق سوريا، انتهاء المرحلة الثانية من حملة "الإنسانية والأمن" التي أطلقتها في مخيم الهول شرق مدينة الحسكة بمساعدة وحدات حماية المرأة وقوات سوريا الديمقراطية.

كشفت قوى الأمن الداخلي في بيانها الختامي لحملة "الإنسانية والأمن" الذي صدر اليوم السبت 17 أيلول/سبتمبر، عن نتائج الحملة التي انطلقت في الخامس والعشرين من آب/أغسطس الماضي، لملاحقة خلايا مرتزقة داعش، مشيرةً إلى أن الحملة التي استمرت 24 يوماً حققت العديد من النتائج الملموسة.

وأشار البيان إلى أن الحملة انطلقت إثر ازدياد عمليات القتل والتعذيب التي نفذت من قبل مرتزقة داعش بحق قاطني مخيم الهول "لقد حكمت خلايا مرتزقة داعش بالموت على القاطنين في المخيم وأثارت بنيهم أحكام الرعب والتخويف، وفرضت عليهم إما الانضمام لخلاياه أو مواجهة مصيرهم بالتعذيب الوحشي والقتل التي ترتقي إلى جرائم ضد الإنسانية".

وأوضح البيان أن 44 شخصاً من القاطنين والأبرياء وموظفي المنظمات والكثير من حالات التعذيب، فقدوا حياتهم على أيدي مرتزقة داعش داخل المخيم خلال العام الجاري فقط "وضعت خلايا داعش عدد كبير من القاطنين بمن فيهم النساء وأطفالهم على لائحة المستهدفين بالتصفية، ومارست الكثير من أساليب الضغط والتهديد وعمليات الابتزاز المقصودة لدفع القاطنين إما إلى إعلان الطاعة لهم أو ترك المخيم والبقاء بدون مأوى".

ونوه البيان إلى أن "مخيم الهول كان ضمن مخطط داعش للسيطرة عليه بالتوازي مع الهجوم على سجن الصناعة، حيث حاولت الخلايا حينها التحرك ضمن المخيم وفي محيطه، إلا أن التدابير الأمنية السريعة التي اتخذتها قواتنا وقوات سوريا الديمقراطية وكذلك التدخل السريع أحبط الهجوم المخطط داخل وخارج المخيم، واستمرت الخلايا بالتحرك لتنفيذ مخططاتهم وخاصة في ظل الهجمات والتهديدات التركية الأخيرة في تناغم واضح بين الطرفين المهاجمين".

وأشار البيان إلى أن "مرتزقة داعش اعتمدت بشكل خاص على النساء والأطفال كموارد حقيقية مرتبطة بشكل مباشر بمتزعمي داعش للحفاظ على الفكر الداعشي الإرهابي ونشره في المخيم، وعقدت النساء في سبيل ذلك الكثير من الجلسات والدورات الشرعية لتلقين الفكر المتطرف وإشباع المتلقين وخاصة الأطفال والنساء أساليب الانتقام الوحشية، حيث كان التنظيم يمهد لاستغلال الأطفال وخاصة الذين تجاوزت أعمارهم الثمان سنوات في أدوار قتالية محتملة، وفي سبيل ذلك تمت عدة محاولات لإعادة تدريب وتشكيل تنظيم ما يسمى "أشبال الخلافة" إلى جانب جهاز ما يسمى "الحسبة النسائية" للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي كان مسؤولاً عن الكثير من عمليات القتل والترهيب. كما رفعت نساء التنظيم مستوى التواصل مع النساء الأخريات وأطفالهم وحاولوا استقطابهم إلى صفوفهم من خلال الخطاب العاطفي أو التهديد الشفهي أو العملي".

وأكد البيان على أنه خلال الحملة "تم تدمير الكثير من النقاط والأوكار التي خصصها المرتزقة لتلقين الفكر الإرهابي، واعتقلت العديد من النساء اللواتي تولّين خلال الفترة الماضية مهام التدريب والتلقين واستقطاب العناصر داخل وخارج المخيم وكذلك الدعاية للفكر المتطرف، وكذلك النساء اللواتي قمن بعمليات إجرامية بحق القاطنين، كما شتت قواتنا جهاز الحسبة وأشبال الخلافة باعتقال المسؤولين عنها وإعادة تنظيم بعض القطاعات".

وأضاف البيان "أساءت نساء مرتزقة داعش استخدام الموارد والمنتجات المقدمة وبشكل خاص تحويل الأموال والاتصالات في نقل المعلومات وتحريض الخلايا وربطها مع بعضها داخل المخيم وخارجه، حيث عثرت قواتنا على الكثير من أجهزة الاتصالات والوثائق التي تؤكد استغلال تلك الموارد في التواصل مع الخلايا الإرهابية وخاصة في المناطق التي تحتلها تركيا، وكذلك في تلقي الخطط والبرامج لنشر الفوضى في المخيم والتمهيد لهجمات إرهابية ومحاولات الفرار وتلقي الأموال التي تساعدهم على استقطاب الشباب الفقراء. كذلك، توصلت قواتنا خلال التحقيقات الأولية إلى عناوين وأسماء لبعض الميسرين لعمليات تمويل الخلايا الإرهابية ونقل الأموال إلى داخل المخيم، حيث تم اعتقال ثلاثة نساء منهم في الحسكة وبلدة الهول بعمليات مشتركة لقوات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولي بالتوازي مع حملة الإنسانية والأمن".

وضبطت القوات خلال الحملة الكثير من الأسلحة بما فيها القنابل والأسلحة المتوسطة وكواتم الصوت والمسدسات، التي كانت خلايا المرتزقة تستخدمها في عملياتها، وكذلك عثرت قواتنا على العديد من الأنفاق والخنادق غير المكتملة التي كانت الخلايا تستخدمها في إخفاء السلاح والعناصر أو محاولة الفرار من المخيم حيث تم تدميرها، كما أوضح البيان.

ولفت البيان إلى أنه "خلال التحقيقات، تم تأكيد ثلاثة مصادر لتلك الأسلحة التي كانت بحوزة الخلايا في المخيم، الأول تورط بعض موظفي المنظمات وبشكل خاص موظفو منظمة "بهار" في إدخال الأسلحة والأموال وتهريب عناصر ونساء داعش. المصدر الثاني الأسلحة الفردية والقنابل التي أخفتها نساء المرتزقة وأطفاله بين حوائجهم وملابسهم خلال نقلهم من الباغوز، حيث لم تساعد التقنيات الأمنية المتوفرة وكذلك الظروف اللوجستية والأمنية الصعبة في تلك الفترة والعدد الكبير للنساء والأطفال وحوائجهم في كشفها حينها، الثالث استغل المرتزقة الإمكانات المادية المقدمة في صناعة الأسلحة الحادة كالخناجر والسكاكين والهراوات وأجهزة التعذيب المرّوعة لترهيب القاطنين، ودفعهم للاستسلام".

وتم خلال الحملة تحرير نساء إيزيديات كان المرتزقة قد اختطفهن عندما هاجموا شنكال بإقليم كردستان، فبحسب البيان أنقذت وحدات حماية المرأة فتاتين إيزيديتين من قبضة نساء داعش المتشددات، ونقلتهم إلى بيئة آمنة، حيث وصل عدد النساء والأطفال الإيزيدين الذين تم تخليصهم من المخيم من قبل الوحدات خلال أربع أعوام إلى أكثر من 200 شخص إيزيدي.

وأوضح البيان "أن الوحدات واجهت الكثير من العوائق للوصول إلى هؤلاء النساء بشكل سريع وتخليصهن ومن أهمها، خوف النساء من الكشف عن هويتهن وتقمصهن شخصيات أجنبية وصولاً إلى تجسيد أسلوب حياة الداعشيات لحماية حياتهن وتحت ضغط تهديدات نساء داعش. عدم توفر البيانات والصور وكذلك صور البصمات اللازمة لهؤلاء النساء لدى الأجهزة المختصة وعدم تعاون الجهات العراقية في هذا الخصوص بالدرجة الكافية، علماً أن عمليات البحث ستستمر حتى تخليص كافة النساء الإيزيديات داخل وخارج المخيم وهي مهمة أساسية واستراتيجية لا تراجع عنها".

كما أنقذت وحدات حماية المرأة "أربع نساء غير إيزيديات كّن مقيدات بالسلاسل وتعرضن لتعذيب وحشي من قبل نساء داعش، حيث ما تزال التحقيقات مستمرة لمعرفة حيثيات تلك الحوادث والمسؤولين عنها".

ومن الجانب الإنساني واجهت القوات خلال الحملة بحسب البيان "أخطار حقيقية من قبل الخلايا خلال عملية البحث والتمشيط تقربت بحساسية مفرطة من الجوانب الإنسانية داخل المخّيم، وقدمت ضمانات عملية باستمرار تدفق المساعدات الإنسانية للقاطنين بنفس السرعة والسوية السابقة، وعلى الرغم من استفزازات خلايا المرتزقة وبشكل خاص نسائه اللواتي حاولن إلهاء قواتنا بمشاكل جانبية للتشويش على العملية ومساعدة الخلايا الإرهابية على التخفي والفرار، إضافة إلى لجوء عناصر الخلايا إلى ارتداء لباس النساء للتخفي، إلا أن ذلك لم يمنع قواتنا من كشفهم وشل قدرتهم على التحرك ومنعهم من إيذاء القاطنين".

ودعا البيان الدول التي لديها رعايا في المخيم بضرورة نقلهم إلى أراضيهم وعدم تركهم عرضة للاستغلال والتجنيد من قبل مرتزقة داعش، وطالب الأطراف الدولية المعنية رؤية العلاقة العضوية التي ربطت خلال الفترة الماضية بين أجهزة الاستخبارات التركية وخلايا المرتزقة داخل وخارج المخيم، وعرقلة تحركات زعماء داعش في المناطق السورية التي تحتلها تركيا وخاصة المسؤولين عن توجيه وتحريض الخلايا ونسائهم، حيث أكدت التحقيقات مع عناصر الخلايا الإرهابية المعتقلين العلاقة الوثيقة بين الاحتلال وتلك الخلايا وخاصة في مجال تنفيذ العمليات الإرهابية أو محاولات تهريب العناصر وعائلاتهم إلى المناطق المحتلة وإعادة تأهيلهم وزجهم في الحروب التركية المحتملة ضد مناطق شمال وشرق سوريا على غرار ما جرى خلال الهجوم على مخيم عين عيسى من قبل تركيا عام 2019 وتهريب عائلات داعش من هناك من قبل جيش الاحتلال التركي ومرتزقته.

وحذر البيان من تجاهل خطر الوصول غير المدروس للأموال والموارد تحت مسمى "الدعم الاجتماعي" من خلال موظفين غير كفوئين يعملون في بعض المنظمات التي تعمل في المخيم إلى نساء المرتزقة اللواتي قمن باستغلال ذلك في أعمال الدعاية والاستقطاب.

وبحسب البيان تم خلال الحملة اعتقال 226 شخصاً من بينهم 36 امرأة متشددة شاركن في جرائم القتل والترهيب، والكشف عن 25 خندق ونفق، وتم مصادرة ثلاثة أسلحة من نوع 47-AK، وقطعة سلاح قاذف RPG مع حشوتين.

بالإضافة إلى مصادرة مسدسين و25 قنبلة يدوية، و25 كغ من المواد المتفجرة TNT، و11 قطع كاتمة للصوت، و388 طلقة AK-47، وعشر مخازن للسلاح AK-47، وتسع جعب عسكرية، كم تم مصادرة قطعة ملابس عسكرية للجيش التركي والعديد من الأسلحة الحادة كالسكاكين والخناجر والهراوات وغيرها من أدوات التعذيب، والكثير من أجهزة الاتصالات.