قتلى تحت الأنقاض وعشرات المصابين إثر استهداف محيط مشفى كمال عدوان
أسفر تصعيد دموي شمال قطاع غزة عن وقوع عدد من القتلى وعشرات الجرحى جراء استهداف منازل سكنية، وسط أوضاع إنسانية كارثية.
غزة ـ على الرغم من أن مشفى "كمال عدوان" هو الوحيد الذي لا يزال يعمل شمال قطاع غزة، ألا أنه يتم استهدافه بشكل مباشر من قبل القوات الإسرائيلية التي تجبر الطواقم الطبية على إخراج المرضى والمرافقين بالقوة وتعتقل أخرين وتقتادهم إلى جهة مجهولة.
في تصعيد ممنهج ومتكرر، استهدفت القوات الإسرائيلية في الساعات الأولى من فجر اليوم الجمعة السادس من كانون الأول/ديسمبر، منازل مأهولة بالسكان في محيط مشفى "كمال عدوان" بمدينة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، مما أسفر عن وقوع عدد من القتلى وعشرات الجرحى، ووفقاً لمصادر محلية فإن عدداً كبيراً من الضحايا ما زالوا تحت الأنقاض في ظل صعوبات كبيرة تواجه فرق الإنقاذ نتيجة استمرار الغارات والحصار المشدد.
ارتفاع عدد الضحايا في مشهد كارثي
ودمرت الغارات الجوية العنيفة منازل مكتظة بالكامل، ما أدى إلى مقتل عدد من المدنيين بينهم أطفال ونساء، وإصابة العشرات بجروح متفاوتة الخطورة، وأكدت وزارة الصحة في غزة أن طواقمها تواجه ضغطاً هائلاً نتيجة الأعداد المتزايدة من المصابين، مع نقص حاد في المستلزمات الطبية، الشوارع المحيطة بموقع القصف تحولت إلى مشاهد مأساوية كونها مدمرة مسبقاً وازدادت سوءاً حيث تتناثر الأشلاء، وتتصاعد صرخات المصابين بحثاً عن المساعدة.
إخلاء قسري لمشفى "كمال عدوان"
وفي خطوة تنتهك القوانين الإنسانية الدولية، قامت القوات الإسرائيلية بمحاصرة مشفى كمال عدوان، وهو المركز الطبي الرئيسي في المنطقة، وأجبرت الطواقم الطبية على إخراج المرضى والمرافقين بالقوة، كما اقتادوا عدداً من المدنيين إلى جهة مجهولة بعد اعتقالهم من داخل المشفى ومحيطه، وسط إطلاق نار كثيف وعمليات تفتيش دقيقة، وهذه ليست المرة الأولى الذي يتم فيها اقتحام مشفى "كمال عدوان" منذ بدء العملية العسكرية في شمال غزة ودخولها الشهر الثالث.
وفاقم هذا الأجراء الوضع الكارثي في القطاع حيث يعتبر المشفى النقطة الطبية الوحيدة التي لاتزال تعمل في شمال غزة، الإخلاء التعسفي ترك عشرات المرضى في العراء دون رعاية طبية، بينما يواجه المصابون الجدد صعوبة في تلقي العلاج اللازم.
عمليات هدم ودمار شامل بيت لاهيا
ولم يقتصر التصعيد على الغارات الجوية إذ عمدت القوات الإسرائيلية إلى تفجير وتدمير مبانٍ سكنية بالكامل في بيت لاهيا، عمليات النسف المتواصلة طالت بنية تحتية أساسية، ما زاد من معاناة السكان الذين وجدوا أنفسهم بلا مأوى، وتزامن هذا الدمار الواسع مع استمرار القصف المدفعي وإطلاق النار المكثف، مما جعل المنطقة بأكملها في حالة شلل تام.
السكان المحليون أكدوا أن حملة القوات الإسرائيلية تهدف إلى تدمير المدينة وتهجير أهلها، حيث نزحت مئات العائلات منذ أول أمس خوفاً من الاستهداف المستمر خاصة بعد اشتداد وتيرة القصف في المنطقة.
ردود فعل دولية باهتة رغم حجم الكارثة
رغم فداحة المشهد اقتصرت ردود الفعل الدولية على بيانات إدانة محدودة، حيث عبرت الأمم المتحدة ومنظمات حقوقية عن "القلق العميق" إزاء التصعيد شمال القطاع، هذه الردود التي باتت نمطية لم تحرك ساكناً على الأرض ما يثير انتقادات واسعة من المدنيين الذين يعتبرونها "تواطؤاً ضمنياً" مع القوات الإسرائيلية.
من جهتها، حذرت منظمة الصحة العالمية من كارثة صحية وشيكة إذا استمر استهداف المرافق الطبية، مؤكدةً أن ما يجري في مشفى "كمال عدوان" منذ بدء العملية العسكرية في شمال غزة يمثل انتهاكاً صارخاً للقوانين الإنسانية.
مخاوف من انهيار إنساني شامل
وينذر تصاعد العمليات العسكرية شمال غزة بانهيار كامل على المستويات كافة، حيث يواجه السكان شحاً في الغذاء والمياه مع استمرار انقطاع الكهرباء، ومع تدمير آلاف المنازل وتهجير العائلات أصبحت الملاجئ المكتظة الملاذ الوحيد لكنها تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة.
ما يحدث في بيت لاهيا هو وصمة عار على جبين الإنسانية الصامتة، سكان غزة يستغيثون، والعالم بأسره مطالب بالتحرك لإنهاء هذه الكارثة الإنسانية ووقف دوامة العنف التي تدمر كل شيء في طريقها.