قبل 9 سنوات تحررت شنكال... النضال مستمر بنفس الروح
قالت المتحدثة باسم اللجنة الدبلوماسية في TAJÊ سهام شنكالي، إنه بعد تحرير شنكال، تم هزيمة داعش تدريجياً، وتلقت عقلية الخوف ضربة قوية، وقالت إن شنكال حتى اليوم تقاوم جميع الهجمات بنفس المعنويات.
بيريفان جيا
شنكال - شنكال التي سيطر عليها داعش في 3 آب/أغسطس 2014، تم تحريرها في 13 تشرين الثاني/نوفمبر 2015 بحملة عسكرية واسعة ونتيجة معركة وجهاً لوجه استمرت 11 شهراً، حيث انطلقت حملة تحرير شنكال في كانون الثاني/يناير 2015 تحت اسم "قيادة إيزيدخان لتحرير شنكال" وانتهت بتحرير شنكال.
في فترة حرب التحرير، وعلى الرغم من كل الظروف الصعبة، وسع المجتمع تنظيمه أكثر، وبالتالي تصدى لجميع الهجمات، وعلى وجه الخصوص، نظمت النساء أنفسهن من المجال العسكري إلى المجال الاجتماعي وفي كل المجالات وقدن المجتمع الإيزيدي.
وبمناسبة الذكرى التاسعة لتحرير شنكال، قيّمت الناطقة باسم اللجنة الدبلوماسية لحركة حرية المرأة الإيزيدية (TAJÊ)، سهام شنكالي، عملية التحرير وتنظيم المرأة والمجتمع الإيزيدي، حيث تحدثت عن الفرمان والمجزرة التي تعرضوا لها في 3 آب/أغسطس 2014، وذكرت أن الخطط الرئيسية لداعش وشركائهم كانت تدمير وجود الإيزيديين وثقافتهم وإيمانهم جسدياً، ولذلك نفذ الهجوم الأكثر وحشية في عام 2014 وعبرت عن ذلك بالقول "في الواقع، يمكننا القول إن جراح الفرمان لم تندمل بعد في قلوب المجتمع الإيزيدي والإنسانية جمعاء، ومن ناحية أخرى، كان الرد الصحيح ضد داعش وشركاؤه هو تطهير شنكال منه خلال عام بعد الفرمان القاسي".
بعد التحرير تم هزيمة داعش تدريجياً
وبينت سهام شنكالي أنه قوة مثل داعش، كانت تنهب أينما ذهبت، دفعت المجتمع للقول إنه لا يمكن لأحد أن يقف ضدها "HPG-YJA Starê، YPG-YPJ، YBŞ قاتلت ضد داعش الأكثر وحشية في شنكال، لقد حاربت وأظهرت للعالم أنها القوى التي بفكرها وأفكارها، بحربها وبطولاتها، يمكنها القتال ضد مثل هذه القوة المتوحشة، وقد ظهر ذلك بشكل خاص في تحرير كوباني وشنكال، ونتيجة لمقاومة المقاتلين التي استمرت 11 شهراً، وخاصة في السوق القديم، تم تحرير شنكال من مرتزقة داعش، وبعد ذلك تم هزيمة داعش خطوة بخطوة، وتحررت المنطقة. إذا كنا نعيش الآن بشكل مريح بثقافتنا وعقيدتنا في شنكال، فهذا بفضل الشهداء والمقاومة التي حدثت".
"بقاء المجتمع الإيزيدي في شنكال كان الرد الأهم"
وذكرت سهام شنكالي أن الرد الأهم على داعش كان تحرير شنكال وبقاء المجتمع الإيزيدي على أرضه "الخطة الكبيرة لداعش كانت إخلاء شنكال من الإيزيديين، وعلى الرغم كل تلك المشاق والمصاعب، عندما رأى المجتمع الإيزيدي مقاومة مقاتلي الحرية، استمد منهم القوة والروح المعنوية وبقي على أرضه، وبدأ الإيزيديون الذين لجأوا إلى الجبال أثناء الفرمان بتنظيم أنفسهم رغم كل الصعوبات، وعلى وجه الخصوص، انضمت الفتيات والفتيان الإيزيديين إلى القتال ضد داعش إلى جانب المقاتلين من أجل الحرية وشكلوا قوة دفاع خاصة بهم بمجموعة صغيرة. تم تشكيل وحدات YBŞ وYJŞ في مثل تلك المرحلة. ليس فقط في المجال العسكري، فالمجتمع الإيزيدي، وخاصة النساء، حيث نفذ داعش الفرمان في شخص النساء الإيزيديات، تولوا أيضاً مهامهم في مجال تنظيم المجتمع. الرد الأكثر قوة والأصح كان تنظيم المجتمع الإيزيدي بقيادة النساء، وإلى جانب الحرب ضد داعش، كانت الخطوة الأولى التي يجب اتخاذها هي الدفاع الجوهري عن المجتمع، وهكذا بدأ تدريجياً إنشاء مجلس المرأة ومجلس الشعب، وبشكل خاص يمكننا القول إنه بعد تحرير شنكال من داعش، عاد المجتمع الإيزيدي تدريجياً إلى أرضه، وبعد ذلك، كان من الضروري تعزيز قوة الدفاع وتوسيع التنظيم الموجود بشكل أكبر، ولقد بدأت مرحلة جديدة من أجل التنظيم، وخاصةً لكي تكون النساء قادرات على حماية أنفسهن، وليتمكنَّ من عيش ثقافتهن وإيمانهن، كانت الحاجة الأكبر هي تطوير تنظيمهن بقيادة النساء ضد الفرمان".
تحرير شنكال خلق الأمل
واستمراراً لحديثها بينت سهام شنكالي أنه تم تحرير العديد من الأسرى من أيدي داعش خلال حملة تحرير شنكال، "بالتضحيات التي كان يتم تقديمها تم تطهير منطقة شنكال من داعش من جهة وتحرير وإنقاذ الفتيات والنساء الإيزيديات من جهة أخرى، وهذا حقاً خلق الأمل بين المجتمع والإنسانية جمعاء، ولقد خلقت الحرب ضد داعش أمل الحرية والتحرر في قلوب البشرية، لأن داعش كان قد خلق الخوف من أنه لا يمكن هزيمته في قلوب الجميع، مقابل ذلك تقف بعض القوى التي كان لها يد في الفرمان الذي شُن على شنكال وتقول إننا قدمنا شهداء من أجل التحرير، وتكذب على وسائل الإعلام. لقد شاهد العالم أجمع من قاتل واستشهد في شنكال. لقد شهد العالم مقاومة 11 شهراً".
شنكال مكان استراتيجي ومهم
وأشارت سهام شنكالي إلى أن شنكال هي موطن وعاصمة الشعب الإيزيدي، ولو لم يكن جبل شنكال موجوداً، لما تمكن الإيزيديون من العيش في أي مكان بثقافتهم وعقيدتهم، "تعتبر شنكال مكاناً استراتيجياً ومهماً للغاية بالنسبة للإيزيديين، وفي كل الفرمانات لجأ المجتمع الإيزيدي إلى هذه الجبال، المكان الذي حمى فيه الإيزيديون أنفسهم من الفرمانات وتمكنوا من العيش بثقافتهم وعقيدتهم هو شنكال، ولذلك خلق الأمل في نفوس الإيزيديين الذين يعيشون خارج شنكال".
"تلقت الذهنية التي كانت تقول إن شنكال سقطت ضربة قوية"
وأوضحت سهام شنكالي أنهم لا يعتبرون تحرير شنكال بمثابة تحريد جسدي وهزيمة داعش فقط، "تلقت الذهنية التي كانت تقول إن شنكال سقطت، وكوباني سقطت ضربة قوية، وهكذا ولدت القوة والروح المعنوية، وبهذه الطريقة، تم تحرير مناطق أخرى خطوة بخطوة، والآن نستطيع أن نقول بشكل خاص أن العراق مدين لهذه المقاومة. شنكال هي الجزء الرئيسي من العراق، وبالإضافة إلى ذلك، سيطر داعش على الموصل خلال ساعتين، وهي أكبر محافظة في العراق، ولم يكن قد تبقى سوى القليل للوصول إلى أجزاء أخرى من العراق، وعلى وجه الخصوص، فإن تحرير شنكال مهد الطريق لتحرير الموصل، ويمكننا القول إن شنكال كانت أول مكان في العراق يتم تحريره من داعش، لذلك كان هذا الأمر مهماً للغاية، أي أن مقاتلي الحرية في شنكال دافعوا عن كرامة وشرف العراق. لماذا نقول هذا، لأن القوة التي حمت شنكال وحررتها تعتبر اليوم غير شرعية وتعتبر الهجمات على تلك القوة شرعية ومبررة، تلك القوات قامت بحماية شنكال والمجتمع الإيزيدي رغم كل شيء".
"سنناضل من أجل إنقاذ وتحرير المرأة الإيزيدية"
ولفتت سهام شنكالي إلى الحملات التي لا تزال مستمرة ضد داعش "حتى بعد تحرير شنكال، استمرت الحرب ضد مرتزقة داعش، وأثناء تحرير مناطق مثل الطبقة والرقة، تم إنقاذ العديد من الإيزيديات، وحتى بعد تطهير تلك المناطق بشكل كامل، لم تنته الحرب ضد داعش. هناك العديد من خلايا داعش في إقليم شمال وشرق سوريا وفي العراق، وضد ذلك أيضاً، بدأت وحدات حماية المرأة ووحدات حماية الشعب وقوات سوريا الديمقراطية العديد من الحملات واسعة النطاق وما زالت مستمرة حتى يومنا هذا، ومن الأهداف الرئيسية لهذه الحملات إنقاذ النساء الإيزيديات اللاتي وقعن في أيدي داعش. لقد مرت 10 سنوات على الفرمان، ومن المؤكد أن هناك حاجة إلى الاهتمام بالأشخاص الذين تم تحريرهم من داعش، وفي الواقع، نحن ممتنون جداً لوحدات حماية المرأة وقوات سوريا الديمقراطية ونهنئهم بذكرى تحرير شنكال، الذين ما زالوا يعملون من أجل إنقاذ المرأة الإيزيدية حتى يومنا هذا".
وأضافت "تم إنقاذ العديد من النساء الإيزيديات في الحملة الأخيرة التي بدأت قبل مدة، ويتم إيصالهن إلى شنكال من قبل وحدات YBJ-YJŞ ويتم تسليمهن إلى عائلاتهن من قبل TAJÊ. ولا يقتصر الأمر فقط على ذلك بل يتم الاهتمام بهن حتى يتمكن من العودة نفسياً إلى مجتمعهن وثقافتهن، ويمكننا القول إنه تم إنقاذ عدد كبير من الإيزيديات من داعش وما زال إنقاذهن مستمراً حتى الآن، وبعد تحرير شنكال، انتقل نضال المرأة الإيزيدية بقوة إلى مرحلة أخرى، ونحن أيضاً كـ TAJÊ نناضل من أجل تحرير المرأة الإيزيدية، سواء في المجال القانوني أو في المجال السياسي، أي من كافة الجوانب. يمكننا القول إن الإيزيديات قدمن الرد الأكبر على داعش وشركائه من خلال تنظيم أنفسهن وبناء قوتهن الدفاعية. كنساء إيزيديات، نضالنا سيستمر حتى تحرير جميع النساء الإيزيديات اللاتي وقعن في أيدي داعش".
"العراق يفتح الطريق أمام الهجمات"
ولفتت سهام شنكالي إلى الهجمات على شنكال وذكرت أن سياسات الاحتلال التركي والحزب الديمقراطي الكردستاني مستمرة "تلك القوات التي اتفقت مع داعش وأرسلتهم إلى المجتمع الإيزيدي تهاجم شنكال مباشرة، وأيضاً أصبح العراق شريكاً في الهجمات على وحدات مقاومة YBŞ-YJŞ التي حمت كرامة وشرف العراق، فالعراق يمهد الطريق لهذه الهجمات من جميع الجهات. بالإضافة إلى ذلك، كان PDK القوة الوحيدة التي فتحت الطريق أمام داعش ودعمته من كل النواحي، ولقد تحالف مع داعش لإبادة المجتمع الإيزيدي. الحزب الديمقراطي الكردستاني يعادينا بنفس الذهنية ويتعاون مع الاحتلال التركي، ونحن كمجتمع إيزيدي نعلم أن الدولة التركية تنفذ المجازر وتشن الفرمانات ضدنا منذ مئات السنين وما زالت تعادينا. يمكننا القول إن سياسات الحرب هذه للاحتلال التركي والحزب الديمقراطي الكردستاني ودعم الحكومة العراقية تهدف إلى إبقاء شنكال في حالة اضطراب وعدم استقرار مرة أخرى. أحد أسباب عدم الاستقرار في العراق هو شراكة وتعاون الحزب الديمقراطي الكردستاني مع الاحتلال التركي، ولقد كان عاراً كبيراً على العراق أن يتعرض المجتمع الإيزيدي للهجوم اليوم تحت سلطته، وفي الهجوم الأخير استشهد 5 مقاتلين إيزيديين ومقاتل عربي واحد، لقد استشهد 6 من مقاتلينا نتيجة تعاون العراق والحزب الديمقراطي الكردستاني مع الاحتلال التركي، وكان من الضروري في هذه الأيام ونحن نقترب من ذكرى تحرير شنكال أن تشكر حكومة العراق مقاتلي الحرية YBŞو YJŞعلى أنهم قاتلوا ضد داعش ودافعوا عن أرض العراق".
"الإيزيديون يقاتلون ويكافحون"
واختتمت الناطقة باسم اللجنة الدبلوماسية لحركة حرية المرأة الإيزيدية ((TAJÊ سهام شنكالي حديثها بالتأكيد على أن المجتمع الإيزيدي ومثلما قاوم داعش ودافع عن أرضه، اليوم أيضاً يقاوم ويكافح ضد سياسات الاحتلال "لن نسمح بتحقيق أهداف داعش وشركاءه. شنكال هي أرض الإيزيديين وسيستمر الإيزيديون في العيش فيها بحرية مع ثقافتهم وعقيدتهم. اليوم، في كل مكان توجد مقاومة ضد هذا الاحتلال، وشنكال هي إحدى هذه الأماكن التي تقاوم الاحتلال".