عقب الزلزال... البلديات تتخذ إجراءات احترازية وتركيا تعيق وصول المساعدات

تعمل بلدية الشعب في مدينة منبج على الكشف عن المباني المهددة بالانهيار لحماية الأهالي، في الوقت الذي يمنع فيه الاحتلال التركي من وصول المساعدات للمناطق المنكوبة.

سيلفا الإبراهيم

منبج ـ تكثف بلدية الشعب في مدينة منبج بشمال وشرق سوريا من جهودها للكشف عن المباني المهددة بالانهيار، بعد الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا وخلف الآلاف من القتلى والمصابين.

تعمل بلدية الشعب ولجنة البلديات على قدم وساق من أجل الكشف عن المباني المهددة بالانهيار وإخلائها من ساكنيها، في الوقت الذي أرسلت فيه الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، قافلة مساعدات ومحروقات للمناطق المحتلة، إلا أنها لم تحصل على الموافقة للعبور من معبر أم جلود الفاصل بين منبج وجرابلس.

وحول الإجراءات الاحترازية التي تتخذها بلدية الشعب تقول الرئيسة المشتركة لمكتب الفني في بلدية الشعب في مدينة منبج وريفها المهندسة آلاء كسمو "انطلاقاً من مسؤوليتنا المهنية والأخلاقية تم إعلان حالة طوارئ من قبل لجنة البلدية وبلدية الشعب والتأهب بجميع مواردها وكوادرها من العمال والآليات الذين باشروا بالعمل فور حدوث الزلزال، ويعملون على تلبية احتياجات المدنيين في هذه المرحلة".

أما فنياً بينت آلاء كسمو أن لجنة البلديات "قامت بتقسيم مدينة منبج إلى 6 قطاعات، وتم تشكيل 6 فرق مختصة من المهندسين للتأكد من حالة الأبنية وتقييم الأضرار الناتجة عن الزلزال"، وفيما يتعلق بآلية العمل وكيفية الكشف عن الأبنية المتضررة والمهددة بالانهيار توضح "يتم تحديد الأضرار من خلال جولاتنا اليومية المستمرة من الساعة التاسعة صباحاً حتى التاسعة مساءاً لنتمكن من إحصاء جميع المباني، إذ يتم تحديد المباني الآمنة والمباني المتضررة ونسبة الضرر كذلك، وفق العناصر الإنشائية للمبنى".

وأضافت "في بداية الأمر نكشف على الدرج من خلال تراكب عناصره الإنشائية وانزياحه والشقوق المتواجدة فيه ومن ثم تراكب العناصر الإنشائية في المبنى والشقوق فيها من الأعمدة والجسور، يوجد بعض العناصر المهدمة جزئياً كالجدران وشرفات المباني وجدران الأسطح، لذا يستكمل عمال البلدية هدم الجدران الآيلة للسقوط، كيلا تقع على ساكنيها أو المارة لأنها مهددة بالانهيار في أي وقت".

وأوضحت أنه "حتى الآن لم يتم اتخاذ قرار بهدم مبنى بشكل كامل لأن عمليات الكشف لا تزال مستمرة، وبالتعاون مع اتحاد المهندسين في مدينة منبج سيتم إعداد تقرير مفصل حول المباني التي يجب تدعيمها أو هدمها وإعادة بنائها، لا زلنا مستمرين في جولاتنا وتحديد النسب والأضرار في المدينة".

وفي ختام حديثها توجهت آلاء كسمو ببعض الإرشادات للأهالي "على جميع الأهالي في الحالة الطارئ الإبلاغ عن أي خطر يهدد المباني عبر الأرقام الساخنة التي تم نشرها، ليتم الكشف عنها من قبل المهندسين والمختصين".

 

الاحتلال التركي ومرتزقته يعيقون وصول المساعدات الإنسانية

وقد صرحت الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا في الثامن من شباط/فبراير، أنه تم إرسال ٣٠ صهريج مازوت كدفعة أولية إلى جانب مساعدات أخرى من أغطية وألبسة للمتضررين من الزلزال في المناطق المحتلة من شمال وشرق سوريا، إلا أن الاحتلال التركي يعيق وصول تلك المساعدات الإنسانية، ولم يتم الموافقة على عبورها، حتى وقت إعداد هذا الخبر.

وقالت الرئيسة المشتركة للمجلس التشريعي في الإدارة المدنية الديمقراطية لمدينة منبج وريفها سهام حمو أنه "منذ اللحظات الأولى من الهزة الأرضية أبدت الإدارة الذاتية الديمقراطية استعدادها لتقديم المساعدة للمناطق المتضررة والمنكوبة في سوريا وعلى وجه الخصوص شمال غرب سوريا الأكثر تضرراً جراء الزلزال".

وأوضحت أن "الإدارة الذاتية بادرت لتقديم المساعدة بعيداً عن الأمور السياسية، معتبرةً إياه واجب إنساني"، وعبرت عن أسفها من موقف الاحتلال التركي ومرتزقتها "للأسف لا تزال قافلة المساعدات التي ارسلتها الإدارة الذاتية تقف على معبر أم جلود الفاصل بين منبج وجرابلس، بانتظار الموافقة من الاحتلال التركي لإدخال تلك المساعدات إلى المنطقة".

وأضافت "بالرغم من الكارثة التي حلت على البلاد لا تزال تركيا تتبع سياستها الممنهجة تجاه الشعب في مناطق شمال وشرق سوريا، دون النظر إلى ما تشهده المناطق المنكوبة والحاجة الماسة لإخراجهم من تحت الأنقاض"، لافتةً إلى أنه "في حال تم الموافقة على عبور القافلة سيتم تسليم تلك المساعدات لفرق الخوذ البيضاء لإيصالها للمناطق الأكثر تضرراً".