نوروز أويسال: يجب أن تتخذ CPT خطوات أكثر فعالية وعملية ضد العزلة

أكدت المحامية نوروز أويسال على أنهم ومنذ ٢٢ شهراً لم يتلقوا أي أخبار عن القائد عبد الله أوجلان، المحتجز في ظل عزلة شديدة في سجن إمرالي، ودعت اللجنة الأوروبية لمناهضة التعذيب إلى اتخاذ خطوات أكثر فاعلية وعملية ضد العزلة.

مدينة مامد أوغلو

آمد ـ مر 24 عاماً على المؤامرة الدولية التي نفذت في الخامس عشر من شباط/فبراير عام 1999، ضد القائد عبد أوجلان، الذي لا يزال يفرض عليه عزلة مشددة في سجن إمرالي من نوع F المغلق والشديد الحراسة.

لم يسمع عنه أي خبر عن القائد عبد الله أوجلان منذ 25 آذار/مارس 2021، في حين تم تنفيذ العديد من الإجراءات والأنشطة خلال هذه الـ 24 عاماً، لإنهاء العزلة وضمان حرية القائد أوجلان، يتقدم محاموه وعائلته الذين لم يسمعوا أي معلومات عنه منذ 22 شهراً بطلبات للقاء به كل أسبوع، بينما تركت جميع الطلبات دون إجابة.

 

"لا يمكننا التواصل بأي شكل من الأشكال"

قالت نوروز أويسال إحدى محاميات مكتب أسرين للمحاماة، خلال حديثها مع وكالتنا بشأن المرحلة الحالية "لم نتواصل مع القائد عبد الله أوجلان وجهاً لوجه، ولا من خلال خطاب مكتوب أو فاكس أو هاتف ولا بأي شكل من الأشكال، لقد مر ما يقارب من عامين، منذ ذلك الحين ونحن نتقدم بطلب اللقاء مرتين في الأسبوع كمحامين ومرة في الأسبوع للزيارات العائلية، ومع ذلك كما يعلم الجميع يتم طلباتنا على أساس عقوبة الانضباط التي تفرض كل ثلاثة أشهر على العائلات والقيام بحظر زيارة المحامين لمدة ٦ أشهر، والتي دخلت حيز التنفيذ بعد إلغاء حالة الطوارئ في تموز/يوليو 2018، نتقدم نحن المحامون والأسرة مرتين في الأسبوع، ومع ذلك لا يتم إرسال إشعار أو إخطار شفهي إلينا يوضح سبب رفضهم لطلباتنا، في الواقع تترك طلباتنا دون إجابة".

 

"نحن في مواجهة خسارة جسيمة في الحقوق"

وأوضحت أن "المحامين قدموا شكوى إلى محكمة التنفيذ لأن طلباتهم للقاء لم يتم الرد عليها، فنحن نقوم بتقديم الاعتراضات في الوقت المحدد، لكن مكتب المحكمة أو مكتب القاضي يقومون بتعليق طلبنا ثم ترفض طلباتنا"، لافتةً إلى أنهم تعرضوا للعديد من المخالفات "يقولون بأن "المحامين لم يتقدموا في الوقت المحدد"، نحن نواجه موقفاً يبدو من الناحية القانونية وكأنها حيلة صغيرة جداً ولكنها تتسبب في خسارة جسيمة للحقوق، نحن نصف هذا الوضع بالعزلة القانونية، إن المحامون الذين قابلوا القائد أوجلان يتعرضون لكل أنواع الضغوط، وقد تعرضوا للاعتقال والاحتجاز قبل الآن، ومع ذلك فإن الطلبات التي قدمت بخصوص لقاء القائد أوجلان أو موكلينا الثلاثة الآخرين في الجزيرة وترك طلباتنا بدون إجابة وعدم تمكننا من الحصول حتى على بعض الجمل موضوع للحقوق، وتظهر لنا أن هذه عزلة قانونية، للأسف لقد استمرت هذه العملية لفترة طويلة، وما زلنا لم نتلق أي رد على طلباتنا".

 

"CPT لديها سلطة إجراء محادثات خاصة"

وفي إشارة إلى الاجتماع الذي جرى مع لجنة مناهضة التعذيب CPT، توضح "إن للجنة مناهضة التعذيب نوعان من الأهمية أولاً لأنها المسؤولة عن الاتفاقية التي تكون تركيا طرف فيها، ولجنة تدقيق كما بإمكانها زيارة السجون المغلقة في الدول الأعضاء في المجلس، وتقديم طلبات وإجراء مقابلات خاصة، كما أصبحت التقارير التي تم إعدادها بعد هذه الاجتماعات مصدراً دولياً سواء بالنسبة للمجلس أو للآليات المماثلة، لذا نطالب لجنة مناهضة التعذيب بالقيام بزيارات عديدة وتنفيذ التقارير التي يتم إعدادها نتيجة لهذه الزيارات بشكل فعال".

 

"النظام القائم يزداد عمقاً يوماً بعد يوم"

وأضافت "قامت اللجنة الأوروبية لمناهضة التعذيب CPT بزيارات في الماضي، وفي جميع هذه الزيارات تقريباً قدمت العديد من التوصيات حول إزالة الحواجز أمام المحامين والأسرى، وزيادة وقت التهوية من أجل القائد أوجلان، وتكثيف التواصل مع المعتقلين الآخرين، ففي زيارتها الأخيرة عام ٢٠١٩، وصفت العملية الحالية بالحكم المشدد المؤبد وشدد على ضرورة إنهاء هذا النظام، كان على لجنة منع التعذيب نفسها أن تقبل بحظر التواصل كلياً على القائد أوجلان، لم يعد من الممكن إظهار عكس الواقع أو تحريفه، هناك نظام تم إنشاؤه أمام أعين العالم كله وهذا النظام يزداد عمقاً يوماً بعد يوم، ولهذا السبب ونظراً لمسؤولية CPT، فإن مؤسساتنا الحقوقية ومؤسسات القانون الدولي والمؤسسات السياسية ترسل لها طلبات بشكل مكثف".

 

"يجب أن تتخذ CPT خطوات فعالة"

وأشارت نوروز أويسال إلى أنهم تقدموا بطلب إلى اللجنة الأوروبية لمناهضة العنف عدة مرات بعد المكالمة الهاتفية الأخيرة مع القائد عبد الله أوجلان، لكن لم تتخذ اللجنة أي خطوات بخصوص هذه القضية، وأشاروا إلى أنهم كمحامين علموا بالزيارة الأخيرة من العامة، وشددت على أن قيامهم بهذه الزيارة إلى إمرالي، التي كانت في حالة من عدم التواصل وتلقي للأخبار لفترة طويلة، مهمة للغاية، مؤكدةً على ضرورة أن تتخذ اللجنة الأوروبية خطوات أكثر فاعلية وعملية ضد العزلة، بالإضافة إلى الزيارات والتقارير.

وأوضحت "كنا نتوقع تفسيراً أكثر طمأنينة، وليس الإجراء الكلاسيكي الذي تقوم به CPT في كل مرة، ذهبنا ورأينا، وكتبنا تقريراً، لم يتم الإدلاء بأي بيان، كما في اجتماعاتنا المباشرة لم تتم مشاركة أي معلومات معنا أو مع الناس فيما يتعلق بالمحتوى أو الظروف الصحية أو المادية أو حالتهم العامة، سمعنا مؤخراً أن القائد عبد الله أوجلان لم يحضر الاجتماع وعلى الرغم من أننا قمنا بتقديم تصريح عن ذلك، إلا أننا لم نر أي بيان أو قرار من لجنة مناهضة التعذيب يوضح هذا حتى الآن، لدينا لجنة بيروقراطية للغاية، بالطبع هذا ليس بالوضع الكافي لا في مجال حقوق الإنسان ولا من حيث الشروط، إن اللجنة الأوروبية هي المؤسسة الوحيدة التي تذهب إلى الجزيرة اليوم، ولهذا السبب من المهم أن تقوم بزيارة السجن ومشاركة التقرير واتخاذ الخطوات التي يمكن أن تغير الوضع الحالي بطريقة أكثر فعالية وعملية لإنهاء العزلة".

 

"السياسة التي أنشأها العقل المؤامرة مازالت مستمرة"

وأشارت إلى أن العقل التآمري والسياسة التي أوجدها هذا العقل مستمرة، مؤكدةً أن المنفذ الأعظم لهذه العقلية هو الحكومة الحالية "إن نظام العزلة الذي أقيم في السجن بعد عملية التآمر الدولية ضد القائد أوجلان ظهرت في الوسط نتيجة سياسة مدركة، وهذه السياسة لم تكن قط سياسة نابعة من القوانين البحتة لقانون العقوبات، لقد أظهر لنا تاريخ العزلة الممتدة على مدى ٢٤عاماً ذلك بوضوح، وتحدد حالة العزلة هذه منظور الدولة التركية أو القوى الدولية فيما يتعلق بنضال الشعب الكردي أو حل المشكلة الكردية أيضاً".

 

"القائد عبد الله أوجلان يبحث عن محاور من أجل الحل"

في إشارة إلى إصرار القائد عبد الله أوجلان على الحل الديمقراطي والسلام في القضية الكردية تقول "فإن إصرار القائد أوجلان على الحل والسلام ومواقفه في إمرالي بدأ ينظر إليه على أنه رسالة للسلام في تركيا، وبالرغم من كل ظروف العزلة، حافظ القائد أوجلان على هذه المواقف، إن النظام المهيمن الذي أنشئ سجن إمرالي، وجعل تركيا حارساً له هي نفس القوى التي تحكم النظام الذي لا يزال موجوداً في العالم اليوم، هذه العلاقة الجدلية المتبادلة التي تهدف بعضها إلى جعل القائد عبد الله أوجلان منسياً، وبعضها إلى جعل الناس ينسون الحلول التي طرحها، ووصل البعض إلى حد القيام بالمناورات والحيل السياسية، عندما نقوم بسرد كل هذه الأمثلة، فهي أمثلة حقيقة وواقعية، وقد أوضح القائد أوجلان ذلك في الاجتماعات الأخيرة، بأنه لم يتراجع خطوة واحدة عن مواقفه وأمله وإيمانه بوقفته في إمرالي، بل على العكس من ذلك، فهو يبحث عن محاور يمكنها تحقيق هذا الحل".