نسويات تطالبن بفضاءات عامة دون تحرش ومضايقات

أكدت الأرقام الرسمية أن 12.4% من مجموع النساء المغربيات تعرضن للعنف في الأماكن العامة.

حنان حارت

المغرب ـ قالت المشاركات في الندوة الصحفية إن الفضاء العمومي ذكوري ولا تتمتع فيه النساء بالحماية، فهن تعانين فيه من نظرة دونية ومن التحرش اللفظي والجسدي، مطالبات بفضاءات عامة آمنة دون تحرش ومضايقات.

انعقدت في العاصمة الرباط، ندوة صحفية نظمها مركز منصات للدراسات والأبحاث، حول موضوع "أية مكانة للمرأة في الفضاء العام؟"، وحول ذلك قالت الباحثة في علم الاجتماع والناشطة النسائية سمية نعمان جسوس، إن المجتمع المغربي عاش تحولات كثيرة في زمن قياسي، وهذا ما يجعله يعيش العديد من المفارقات اليوم "عندما نتحدث عن المرأة في الفضاء العام المغربي قبل 30 أو 20 عام، فإن هذا الحضور كان قليلاً جداً، لأن دورها كان ينحصر في البيت، لكن اليوم بات حضورها لافتاً، وذلك يعود لولوجها للمدارس وسوق العمل وقيامها بأدوار عدة خارج البيت"، لافتة إلى أنه برغم هذا الحضور إلا أنه فضاء غير آمن وغير منصف "الرجال ينظرون للمرأة في الفضاء العام كأنها فريسة".

وحول كيفية حماية النساء في الفضاء العام قالت إن المطلوب اليوم من الأمهات تربية الأبناء على احترام المرأة في الشارع، مؤكدة على دور المدرسة والإعلام في ترسيخ ثقافة احترام حقوق النساء، وأن يكون هناك وعي لدى المجتمع بأن المرأة من حقها اقتسام الفضاءات العامة مع باقي أفراد المجتمع دون الشعور بأية تهديدات.

وقالت إن الفضاء العام لم يعد يرتبط بالشارع فقط، ولكن اليوم نتحدث عن فضاءات متعددة، كالفضاء الرقمي "برغم النضالات النسائية إلا أن الفضاء الرقمي يتضمن محتويات تشجع على تعنيف النساء وتنتقص حضورهن في الفضاءات العامة"، مشددة على أن ما يمكن عمله هو النضال من داخل مواقع التواصل الاجتماعي، بهدف تجاوز أشكال الدفاع التقليدية للوصول بشكل أفضل إلى عامة الناس.  

 

 

ومن جهتها أوضحت خديجة سبيل إعلامية وباحثة في قضايا المرأة إن تواجد المرأة في الفضاء العام المغربي اليوم يطرح أكثر من علامة استفهام وأكثر من سؤال؛ متسائلة "بأية طريقة أو صيغة اليوم الفضاء العام يشكل مأمن للنساء، وإلى أي حد المرأة المغربية تجد نفسها اليوم وأي مكان تتواجد فيه بأمن وأمان وتمارس فيه حريتها كمواطنة وكإنسانة؟".

وأوضحت أنه برغم العديد من التشريعات والقوانين والمكتسبات التي تمت لصالح النساء المغربيات، وبرغم أن القانون يضمن الحماية، لكن الواقع يقول العكس، وسبب ذلك يعود إلى العقلية والثقافة الذكورية التي لازالت مهيمنة على الفضاء العام، والتي لازالت تحد من حرية النساء في الفضاءات العامة.

وبينت أن فضاءات العمل هي أيضاً عامة وتتعرض فيها العاملات للمضايقات، وأيضاً الفضاء الرقمي أو العالم الافتراضي ومنصات التواصل الاجتماعي، والتي تعد اليوم فضاءات عامة، وداخلها تتعرض النساء إلى العديد من المضايقات والتحرشات"، مؤكدة على ضرورة تمتع النساء بالحماية في هذه الفضاءات، وذلك للاستفادة منها بكل أريحية.

وأكدت أن الحماية مطلب أساسي لضمان حضور النساء في هذه الفضاءات بشكل آمن "حقهن كمواطنات أن تعشن حياتهن اليومية في هذه الفضاءات سواء كن في القرية أو العمل أو داخل البيت بأمان"، مشددةً على أن الحماية لا تكون فقط بسن القوانين الزجرية، ولكن أيضاً بالتوعية وتربية الناشئة على احترام حقوق النساء.