نشر الوعي ومكافحة أشكال العنف أبرز توصيات ورشة عمل في الرقة

تكثيف حملات التوعية ومكافحة أشكال العنف وأساليب الحرب الخاصة، أبرز توصيات ورشة العمل التي أقامها مجلس المرأة في المؤتمر الإسلامي في مقاطعة الرقة بإقليم شمال وشرق سوريا.

 الرقة ـ سلطت المشاركات في ورشة العمل التي عقدها مجلس المرأة في مؤتمر الإسلامي الضوء على أسباب دفع المرأة للانتحار خاصةً في المناطق المحتلة، مؤكدات على أهمية تواجد مراكز صحية ووضع قوانين تحمي المرأة لبناء مجتمع تسوده الحياة التشاركية.

بهدف إيجاد حلول جذرية للقضاء على ظاهرة الانتحار، وتسليط الضوء على أسبابها وتداعيتها السلبية على المرأة والمجتمع، الاطلاع على رأي الدين وحكمه فيها، عقد مجلس المرأة في مؤتمر الإسلامي الديمقراطي ورشة عمل مجندرة اليوم الثلاثاء 22 تشرين الأول/أكتوبر تحت شعار "الانتحار أسبابه وآثاره" بمشاركة العديد من التنظيمات النسوية والأحزاب المدنية والسياسية.

وتضمنت الورشة تعريف مفهوم الانتحار وتداعياته السلبية وأثاره على المرأة والمجتمع، كما تناولت منظور الدين الإسلامي تجاه ظاهرة الانتحار وما حكمه، وتخللت الورشة طرح مقترحات وأفكار من قبل الحضور للخروج بتوصيات تحمي المرأة والمجتمع، واختتمت بعدة توصيات أبرزها تكثيف الحملات التوعية ونشر الوعي ومكافحة أشكال العنف وأساليب الحرب الخاصة. 

وعن الهدف من عقد الورشة قالت منسقيه مجلس المرأة في مؤتمر الإسلامي الديمقراطي بتول حمزاوي "جاءت هذه الورشة كضرورة ملحة وتلبية لحاجة المجتمع لإيجاد حلول جذرية للقضاء على ظاهرة الانتحار في ظل تزايد الحالات مؤخراً، ولتسليط الضوء على الأسباب التي تدفع المرأة وفئة الشباب إلى اختيار الانتحار وتداعياته السلبية على المجتمع".

ولفتت إلى أن إقامة مثل هذه الورشات مهمة جداً لتوعية المرأة والمجتمع نتيجة التداعيات السلبية لظاهرة الانتحار وما رأي وحكم الدين فيها، فمن الضروري أن يتم طرح وتناول كافة القضايا الاجتماعية التي تواجه المرأة والمجتمع لحمايته من الانحلال الأخلاقي.

وأكدت أن المرأة والفئة الشابة يتعرضون لأساليب الحرب الخاصة من قبل الاحتلال التركي من خلال ترويج المخدرات، إضافة إلى الابتزاز الإلكتروني بهدف تفريغ المجتمع من جوهره وقيمه ومبادئه وأخلاقه.

من جانبها قالت عضوة مكتب المرأة السورية اعتماد الأحمد "أن الورشة مهمة جداً في الوقت الراهن، فقد تم طرح العديد من الآراء والمقترحات من قبل الحضور والمشاركين، فكانت الأفكار غنية وقيمة للخروج بعدة توصيات للتخلص من ظاهرة الانتحار".

وعن أبرز أسباب التي تدفع المرأة للانتحار أوضحت أنه "في الآونة الأخيرة نرى إحصائية حالات الانتحار بالنسبة للنساء في تزايد خاصة في المناطق المحتلة، حيث تتعرض المرأة للعديد من الانتهاكات والجرائم الإنسانية كالتعذيب والخطف والاغتصاب والعنف والضغط والتي بدورها تؤدي إلى دفع المرأة لاختيار الانتحار  كحل لتخلص من الأثار النفسية والجسدية الناتجة من هذا الضغط، إضافة إلى القيود الاجتماعية الخاطئة التي تمارس على المرأة باسم العادات والتقاليد البالية من قبل الذهنية الذكورية السلطوية الحاكمة من العنف النفسي والجسدي الممارس عليها سواء في منزلها أو أسرتها".

وأكدت أنه "يجب أن يكون هناك قوانين تحمي المرأة من كافة أشكال العنف والضغوطات النفسية والاجتماعية التي تتعرض لها وأن يكون هناك مراكز خاصة تكون كمساحة سلام وملجئ أمان تلجأ إليه المرأة، وأن يكون هناك مصحات نفسية للمعالجة ويقدم الدعم للواتي تتعرضن للاكتئاب والحزن أو اللواتي تتعرض لمحاولة انتحار فاشلة، ولتوعية للنساء اللواتي تصلن إلى التفكير باختيار الانتحار كحل للتخلص من مشاكلهن".

وعن أهمية وعي الرجل بمخاطر الانتحار بينت أنه "ما ميز الورشة أنها مجندرة لأنه من المهم توعية كلا الجنسين خاصةً الشريك بمخاطر الانتحار على الأسرة والأطفال، وللقضاء على التعصب الجنسوي تجاه المرأة ولبناء أسرة على أساس الحياة الندية التشاركية"، داعية النساء أن تكن ذو شخصية قوية وأن تفعلن دورهن عبر انخراطهن في جميع مجالات الحياة "يجب على المرأة أن تكن أكثر وعي وأدراك لأن الانسحاب والانتحار ليس حلاً إيجابياً، كما عليها أن تكون ذو ثقة وإرادة قوية لمواجهة القضايا الاجتماعية التي تتعرض لها، فكان لترسيخ دور المرأة ضمن المؤسسات المدنية دور مهم في توعية المرأة والمجتمع".