نساء تل تمر تلبين نداء التعبئة وتتناوبن على حماية مدينتهن

بدعوة من الإدارة الذاتية لإقليم شمال وشرق سوريا للتعبئة العامة، بدأت نساء مدينة تل تمر التناوب على الحراسة الليلية في الأحياء.

سوركل شيخو

تل تمر ـ بعد شن هجمات على مدينة حلب السورية والسيطرة عليها من قبل مرتزقة ما يسمى بـ "هيئة تحرير الشام"، تم شن هجمات من قبل مرتزقة الاحتلال التركي على مدينة الشهباء كذلك، ليتم تهجير أكثر من 200 ألف مهجر من عفرين مرة أخرى.

دفعت تلك الهجمات بالإدارة الذاتية لإقليم شمال وشرق سوريا، بإعلان التعبئة العامة، إثر التهديدات التي تحيط بالمنطقة جراء هجمات الاحتلال التركي، وتلبية لذلك وقد بدأت نساء مدينة تل تمر التابعة لمقاطعة الجزيرة، بالتناوب على الحراسة الليلية في سبيل حماية المدينة.

 

"من المهم تطوير نظام حمايتنا والدفاع عن النفس"

وقالت الرئيسة المشتركة لمجلس مدينة تل تمر، كوليخان صوفي، التي بدأت بالتناوب مع نساء أخريات على حماية مدينتهم "بناءً على الدعوة للتعبئة العامة، قمنا بتنظيم أنفسنا وتم تعيين فرق الحماية في حي تلو الآخر، إذا رأى العدو ثغرة في تنظيمنا، فسوف يقوم بمحاولات الغزو، لذلك الجميع من الصغار إلى الكبار والمسنين متيقظون اليوم، ويحمون الأحياء بحيث إذا دخلت الخلايا النائمة سواء من الداخل أو خارج المدينة يتم التعرف عليهم واعتقالهم".

وأشارت إلى أن أول من يتم استهدافهم في الهجمات هم النساء "العدو يستهدف النساء أولاً، وما تتعرض له الإيزيديات والأفغانيات وكيف تم بيعهن في الأسواق واضح للعيان، لذلك، من المهم جداً أن تعتني المرأة بنفسها، وأن تحمي المجتمع، وأن تعزز قوتها الجوهرية، وحتى لا نتعرض نحن أيضاً لنفس التجارب يجب علينا أن نقوي أنفسنا اليوم، ونظهر دعمنا لأهلنا في الشهباء حتى النهاية"، لافتةً إلى أنه "تم تهجير أهالي الشهباء قسراً ويتعرضون للتعذيب والقمع، اليوم هم، وربما نكون نحن غداً، لذا إذا لم نحسن نظامنا الدفاعي ونظام حمايتنا، فإن مصيرنا سيكون الفشل والهزيمة، اليوم، على الجميع النزول إلى الشوارع وحماية أحيائهم ودعم قواتهم العسكرية".

 

"المرحلة الحالية تتطلب القوة"

من جانبها تقول ياسمين تامر التي تلقت تدريباً على استخدام الأسلحة منذ بضعة أشهر، وهي الآن تحمي حيها في كومين الشهيدة وارشين مع مجموعة من النساء "إن تلقي التدريب على الأسلحة في المستوى الأول يخدمنا نحن النساء، فهو يمكننا على أن نكون قادرات على كيفية التصدي لأي خطر أو تهديد، الجميع على أهبة الاستعداد ويقومون بالحراسة، في الوقت الذي تتعرض فيه منطقتنا للهجوم والخطر، نحن هنا نحمي أحيائنا ونجهز أنفسنا لجميع أنواع الهجمات، منذ بداية الهجمات التي شنت على منطقتنا، نحاول كسر جدار الخوف، لأن التصدي له يتطلب القوة".

"أسر المقاتلات لا يكسرنا بل يزيدنا قوة"

ولفتت ياسمين تامر إلى صور المقاتلات اللواتي تم أسرهن في الشهباء "أسر هؤلاء المقاتلات لا يكسرنا، بل يجعلنا أقوى، لن نقبل أبداً أسر المقاتلات، النساء هم من يدافعن عن حقوق الإنسان، وعلى هذا الأساس، على النساء الانضمام إلى صفوف وحدات حماية المرأة ولنخوض حرب الشعب الثورية".

 

"يجب إيقاف إبادة المهجرين"

ودعت ياسمين تامر إلى وقف الحرب في ختام حديثها "الحرب يجب أن تنتهي الآن، لن يضطر الناس بعد الآن إلى النزوح ومواجهة المجازر، الهجمات التي تحدث اليوم مستمرة منذ بداية الأزمة السورية، نحن أيضاً ضد الحرب، لكن إذا شنت حرب علينا سنحمي مدينتنا ومجتمعنا، لذلك، لا يجب على المجتمع الدولي أن يقف مكتوف الأيدي والتحرك سريعاً في مواجهة المجازر التي ترتكب بحق أهالي ومهجري عفرين والشهباء اليوم، يجب الحد من إبادة النساء والأطفال وكبار السن" .