نساء تل تمر: حلمنا عالم تديره النساء بعلمهن

تحلم نساء إقليم شمال وشرق سوريا، بعالم تديره النساء، وإحياء ثقافة الأمومة من جديد لتجنب الأزمات الاقتصادية والإنسانية.

سوركول شيخو

الحسكة ـ ثورة المرأة بإقليم شمال وشرق سوريا ستنهي عامها الثاني عشر، بقدر ما كانت هناك هجمات برية لعرقلة تقدمها خلال هذه السنوات، هناك أيضاً هجمات كبيرة على المنطقة عبر الوسائل الاقتصادية، إن النساء اللاتي قدن الثورة من الدفاع إلى السياسة، على أساس الدفاع عن النفس، تحاولن تحقيق خطوات كبيرة في المجال الاقتصادي.

 

بناء اقتصاد مجتمعي من خلال ثورة المرأة

قالت مديرة اللجنة الاقتصادية النسائية بمؤتمر ستار، زهرة محمد، إنه "مع ثورة 19 تموز بدأت أيضاً ثورة اقتصادية نسائية، ثورة المرأة مختلفة وتجربة مثيرة للاهتمام في العالم، ومع الثورة النسائية، تطورت أيضاً ثورة اقتصادية وظهر اقتصاد مجتمعي، ومع الاقتصاد النسائي تحاول المرأة إحياء ثقافة الأمومة من جديد"، مضيفةً "خلال سنوات الثورة حاولت المرأة وقدمت معارفها في المجال الاقتصادي الذي سرقه الرجل الحاكم".

 

"اقتصاد المرأة يصبح مصدر حلول وبدائل للأزمة الاقتصادية"

أوضحت زهرة محمد أن ما يسمح للمرأة بتطوير اقتصادها مستقلاً، أنه يشكل الحل والبديل للأزمة الاقتصادية التي تعيشها المنطقة مع المشاريع التي يجري تطويرها، إن "الأزمة الاقتصادية التي تحدث نتيجة الحروب والحصارات، من المؤكد أنها تؤثر على المرأة بشكل مباشر، فتأخذ المرأة خطواتها حسب الوقت والعملية مع هذا الشعور، إن بناء نظام اقتصادي مستقل في منطقة تشهد حرباً دائماً ليس أمراً خارجاً عن المألوف، حيث بدأنا بتفعيل اللجان الاقتصادية في المجتمعات".

وتابعت "حتى اليوم وصلنا إلى مستوى المشاريع الزراعية والثروة الحيوانية والتجارة وغيرها التي أقيمت على مستوى إقليم شمال وشرق سوريا، وقد أدى اعتراف المجتمع وفهمه للنظام التعاوني والمشاريع إلى تعزيز اقتصاد المرأة، وإلى جانب الحماية القائمة، إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي".

 

التغييرات التي طرأت على عالم المرأة

تطرقت زهرة محمد لنتائج التغيرات التي طرأت على عالم المرأة بعد أن أصبح لديها مشروع وتقوم به من خلال نظام الإدارة الذاتية، "باقتصاد مستقل، تستطيع المرأة أن تحارب عبودية الرجل لتعود إلى طبيعتها ولا تسمح بسلب حقها في الاقتصاد، الآن تعمل المرأة على تطوير نفسها من خلال افتتاح العديد من المشاريع، إلى جانب رغبتها في توسيع المزيد من المشاريع القائمة".

وأضافت "كان هدفنا إيجاد حل للفقر الذي فرضته سياسة حكومة دمشق على المجتمع، والسماح للمجتمع ببناء وإدارة المشاريع بنفسه بالتشارك بين الرجال والنساء، كما أن هدفنا ألا تمد النساء أيديهن للرجال، وفي الوقت نفسه، أعطينا مكانة خاصة في المشاريع للنساء الأرامل والمطلقات، حتى لا تشعرن بالنقص وتصبحن أقوى، في المجتمع الذي لم يكن لهن فيه دور، ولذلك فإن الأهم هو أن تتولى المرأة زمام اقتصادها وتطويره".

كما أوضحت نهلة خلف أن المرأة قائدة المجتمع من الآن فصاعداً، "المرأة تكون أقوى بعد كل غياب، نحن في مجتمع شرقي والرجال يسيطرون دائماً على النساء وعقولهن، على عكس المجتمع الغربي، وأن وصول القائد عبد الله أوجلان وفلسفته في حرية المرأة يشكل هدية عظيمة للمرأة الغربية".

وأضافت "إذا رأينا اليوم أن المرأة تتولى زمام الأمور فسوف تتجنب الأزمات الاقتصادية والإنسانية وغيرها، وإيجاد الحلول، كل هذا من عمل وجهد القائد أوجلان، كما أن إدارة الأسرة على أساس الاحترام والديمقراطية تبني مجتمعاً ديمقراطياً، ومن يتولى زمام المبادرة هي المرأة مرة أخرى، لذلك على الرجل أن يحترم قراراتها، والأهم من ذلك تحقيق التعايش الحر بين الجنسين، فمن دون التعايش الحر لا يمكن اتخاذ خطوة إيجابية".

 

العالم الذي يحكمه عقل الرجل يقتل النساء

ذكّرت نهلة خلف بما يحدث من حرب وفوضى وأزمات تجلب معها سياسات الإبادة الجماعية للمجتمعات والطبيعة، وقالت إنه من الضروري أن يُحكم العالم الآن بآراء وقرارات المرأة وأن تتحرر من سلطة الرجل، "عالمنا اليوم محكوم بوعي الرجل وسلطته، وسلوكه يقود العالم إلى إبادة الأمم، المرأة تريد وتستطيع أن تحل الهجمات والأزمات وتتخذ القرارات المناسبة لذلك يتم إزاحة المرأة من مناصب صنع القرار، حتى لا يكون لهم دور في السلام ولا يسمع صوتها، في الواقع، لو حكمت النساء هذا العالم، لما كان هناك الكثير من الحروب والمذابح والإبادة الجماعية للمجتمعات والنساء".

 

"هناك حاجة لتضامن نساء العالم"

عبرت نهلة خلف عن حلمها الذي يراودها منذ سنوات وتنتظر تحقيقه، "أعيش على أمل تحقيق هذا الحلم بأن تحكم النساء هذا العالم بحكمتهن ومعرفتهن. عندما تحكم النساء، لن يكون هناك الكثير من الحروب والمجازر والقتل والاختطاف والاغتصاب والعنف وانتهاك حقوقهن وهويتهن، مما لا شك فيه أن إنجازات المرأة ليست منخفضة حتى الآن، ولكن هناك حاجة إلى وحدة نساء العالم بشكل عام حتى نتمكن من حل مشاكل وقضايا المرأة ومجتمعنا معاً".