نساء تل تمر: العيش معاً رغم اختلاف المكونات هو عنوان النضال

أكدت النساء من مختلف المكونات في ناحية تل تمر التابعة لمقاطعة الجزيرة بإقليم شمال وشرق سوريا أنه في مناطق الإدارة الذاتية العيش معاً هو عنوان النضال لأن الجميع روح واحدة في جسد واحد.

سوركل شيخو

الحسكة ـ في إقليم شمال وشرق سوريا تعيش العديد من المكونات والقوميات الذين تعرضوا لهجمات الإبادة الجماعية ولجأوا إلى هذه المنطقة، ولكن لا يعيشون وفقاً لوعي نظام البعث الذي لا يسمح بالعيش إلا بعلم ولغة وأمة واحدة، بل يعيشون معاً وفقاً لمشروع الأمة الديمقراطية بشكل ديمقراطي وعلى قدم المساواة.

تقول عليا أوغلو من أصل تركماني من مدينة اللاذقية السورية وتعيش في ناحية تل تمر بمقاطعة الجزيرة "أنه لا يوجد بلد يخلو من العنصرية حيث كان هناك عنصرية وخاصة في قضايا الزواج بين المكونات المختلفة، ولكن مع بداية ثورة 19 تموز وترسيخ أفكار الأمة الديمقراطية التي قدمها القائد عبد الله أوجلان، بدأت العنصرية بالانخفاض مع مرور الزمن، وبدلاً من ذلك زاد حب المكونات واحترام تاريخ ولغة وثقافة بعضهم البعض".

وأوضحت أنه حتى في الدول الأوروبية أيضاً توجد عنصرية وهناك فرق بين الأشخاص البيض والسود، وإذا كنت لا تعرف لغة أجنبية فإنهم لا يقبلونك بينهم، وفي المدن السورية هناك فرق بين السنة والعلويين أما هنا في مناطق الإدارة الذاتية العيش معاً هو عنوان النضال فهنا لا يتم طرح سؤال هل أنت كردي أم آشوري، بغض النظر عن جنسيتك وقوميتك، هناك احترام لدينك وطائفتك ولغتك.

وأشارت إلى أنه في إقليم شمال وشرق سوريا هناك نموذج للحياة المشتركة ومركز للتحول الديمقراطي فقد تم إرساء فكرة ديمقراطية، ومن المؤسف ألا يتم تطبيق هذه الفكرة في سوريا والعالم "بفضل وحدتنا تمكنا من هزيمة القوى الإرهابية التي كانت تهدد العالم، ففي جبهات القتال كنا نرى الكرد يقاتلون إلى جانب العرب والآشوريين من أجل شرفهم، ولإنقاذ الآشوريين انتفض الكرد والعرب ضد داعش وقاموا بحماية الآشوريين من الإبادة الجماعية، لقد حاربت هذه الأمم معاً وضمنت انتصار مدينتهم التي تمثل فسيفساء الشعوب، فنحن روح واحدة في جسد واحد".

وأوضحت أنه من ضمن هذه الوحدة هم النساء، فهن من تحمين هذه الوحدة فعندما هاجمت العصابات، كانت النساء تحرسن ليلاً وتدافعن عن مدينتهن، وفي النهار كن تعدن الطعام للمقاتلين، ولعبت النساء من كافة المكونات دور المحاربة والأمهات الثوريات وهذا كله بفضل أفكار القائد أوجلان.

 

مهدية حج محمد امرأة كردية تبلغ من العمر 62 عاماً وتعيش في حي الشهيدة فيان منذ فترة طويلة، حيث تزين البيوت الكردية المجاورة للبيوت العربية والآشورية الحي وكأنها لوحة فنية فريدة وقالت عن سياسات النظام البعثي ضد العلاقات الاجتماعية إن "أعداء الحياة المشتركة للشعوب بذلوا جهوداً وأثاروا الفوضة ومشاكل كثيرة، لكنهم لم يستطيعوا تحقيق هدفهم وتدمير وحدة الشعوب، نحن دائماً معاً في الزيارات والامسيات وفي الأفراح والأحزان نتقاسم كل شيء معاً، لقد تسبب نظام البعث في الكثير من الفوضى والمشاكل، وقتلوا الناس معاً، لكن الناس فهموا حقيقة أنه لا يفرقون بين قتل الكرد والعرب، لذلك اجتمعوا مرة أخرى وحلوا مشاكلهم معاً فالحرب سمحت ببناء وحدتنا، وهنا توحدت دماءنا والقذيفة التي كانت تسقط على الأرض كانت تستهدف الجميع".

ولفتت إلى إنه لولا وجود القائد عبد الله أوجلان لقتلت الشعوب بعضهم بعضاً ولحدثت مجازر عديدة "مثلما توجد حروب ومجازر في أفغانستان وباكستان، فإنها كانت ستحدث في منطقتنا لولا معرفتنا للقائد أوجلان الذي زرع المساواة والمحبة بدلاً من الكراهية والعداوة بين الشعوب والأمم".