نساء ريف قفصة تعزفن عن الانتخابات الرئاسية

أجمعت نساء ريف مدينة قفصة، على أن اهتمامهن بالانتخابات الرئاسية التي ستنظم الأحد القادم لا تعني لهن الكثير وأنهن غير مباليات لا بالتصويت ولا بنتائجها.

إخلاص الحمروني

تونس ـ قدّمت الثورة التي شهدتها تونس عام 2011 للنساء فرصة أكبر للمشاركة في تشكيل الحياة السياسية وذلك من خلال دعم انخراطهن وتشجيعهن على ممارسة حقهن الانتخابي بكل حرية، لكن كشفت الأرقام الخاصة بقياس إقبال النساء على التصويت والمشاركة الفعالة في الانتخابات، بأنها كانت دون المأمول ولا سيما في المناطق الداخلية والأرياف المنسية.

أوضحت توزر بن أحمد وهي امرأة من ريف مدينة قفصة، أنها سمعت بالانتخابات الرئاسية التي ستقام آخر الأسبوع لاختيار رئيس جديد لتونس، وفهمت أن هذا السباق الانتخابي يشمل 3 مرشحين من بينهم الرئيس الحالي قيس سعيد.

وأضافت "لم أمارس حقي الانتخابي ولم أقصد مراكز التصويت لانتخاب أي سياسي ولو كان رئيس الجمهورية، لكن هذه المرة سأذهب إلى المركز القريب من بيتي وانتخب واختار من بين هؤلاء المرشحين الذي أراه مناسباً لرئاسة تونس وقادر على حمايتها وإيصالها إلى بر الأمان ويعمل على إصلاح أوضاع مدن الجنوب وتطويرها وخاصة مدينة قفصة التي تعاني من مخلفات الفوسفات ومن انتشار الأمراض نتيجة تلوث البيئة".

وأشارت إلى أنها تنتظر من الرئيس الجديد أن يهتم بوضع نساء المدينة كونهن تعانين من ظروف صعبة ومن التلوث وانتشار الأمراض ونقص أطباء الاختصاص وسوء الخدمات الصحية، وتأمل من الانتخابات الرئاسية هذه أن تفرز رئيس قادر على الإصلاح ويهتم بالمدن المنجمية والنساء القاطنات في هذه المنطقة، ويعالج القضايا التي تخصهن ويهتم بملف الفلاحات والعاملات في المصانع، ويعالج أو يضع حد لانتشار ظاهرتي العنف وقتل النساء.

 

 

من جهتها أكدت ربعية يحياوي من ريف قفصة، أنها هي الأخرى سمعت بوجود انتخابات في هذه الفترة ولا تعرف عن أي انتخابات يتحدثون "أنا لا أهتم بالانتخابات الرئاسية لأنه في كل مرة ننتخب رئيساً لا نراه ولا نسمع أخباره إلا في وسائل الإعلام (التلفاز) ونحن هنا سكان الأرياف عموماً لا نهتم بالحياة السياسية ولا برئيس الجمهورية لأنه طيلة حياتي في هذه المنطقة لم يزرنا أي رئيس ولم يتفقد مشاغلنا ولا يعلم مكان وجودنا".

وأوضحت أن الطبقة السياسية وعلى رأسهم رئيس الجمهورية يجهلون أوضاع سكان الريف وأوضاع المرأة لأنهم يعتبرونهن مواطنات من الدرجة الثانية وخارج اهتمام المسؤولين، مضيفةً "الرئيس لا يهتم بمشاكلنا المتمثلة في نقص المواد الغذائية، وأن الوضع سيبقى على حاله قبل وبعد الانتخابات".

 

 

بدورها بينت منية بالشيخ أنها سمعت بالانتخابات الرئاسية التي ستقام آخر الأسبوع وأن التونسيون سيختارون رئيساً للجمهورية التونسية من بين 3 مرشحين وأن المعنيون بالحملات الانتخابية لهؤلاء المرشحين قاموا بزيارتهم وتحدثوا إليهم عن برامجهم الانتخابية السياسية.

وأضافت "الانتخابات الرئاسية لا تعني لنا الكثير لأن الرئيس الجديد سيكون حاله حال الرئيس القديم وهو أمر لا يلقى اهتماماً من قبل سكان الريف بحكم أن الوضع لن يتغير"، موضحة أنهن لا تنتظرن الكثير من هذه الانتخابات الرئاسية ولا من الرئيس الذي سيفوز.

ولفتت إلى أنه "في الأرياف، الطبقة السياسية لا تزورنا ولا تهتم بمشاغلنا إلا فترة الحملات الانتخابية، ولا يصدر أي قرار لصالحنا ولا لصالح الجهة التي نقطنها"، مبينة أن الوضع في المناطق الريفية سيئة سواء التي تخص نساء الجهة أو الفتيات اللواتي تعانين من البطالة والفقر والتهميش.

وأشارت إلى أن "الوضع لن يتغير كثيراً لأن اهتمامات أهل السياسة هي المناصب والكراسي وليس مصالح سكان الأرياف البعيد"، مردفه "حتى الذين انتخبناهم في المجالس الجهوية أو المحلية والذين قدموا لنا الكثير من الوعود لم يوفوا بوعودهم رغم أنهم من أبناء الجهة، لذلك أنا متأكدة أن الفائز بالانتخابات لن يلتزم بوعوده ولن يلتفت إلى الجهة".