نساء قفصة يوجّهن نداءً... 'جِئنا من الظلام أملاً في النور'

لا تزال نساء محافظة قفصة اللواتي قدمن في مسيرة احتجاجية سيراً على الأقدام إلى العاصمة تونس باتجاه القصر الرئاسي بقرطاج، ينتظرن السماح لهن بمقابلة الرئيس قيس سعيد، لإيصال صوتهن بشأن وضعهن الاجتماعي الصعب

زهور المشرقي
تونس ـ
تجاهلت السلطات التونسية طلب النساء اللواتي انطلقن من محافظة قفصة بالجنوب الغربي للبلاد، إلى العاصمة تونس، لتوفير فرص عمل لهن لضمان عيش كريم بما يحفظ كرامتهن الملطّخة بوعود مختلف الحكومات المتعاقبة على السلطة، ومنعن من مقابلة الرئيس قيس سعيد بعد أن قامت قوات أمنية بمحاصرتهن يوم الجمعة 20 آب/أغسطس.
ولازِلن مقيمات بدار الشباب بمنطقة المرسى بالضاحية الشمالية للعاصمة، بعد رفضهن الحديث مع مستشار الرئيس والتمسّك بقرار لقاء قيس سعيد فقط.
ووجّهت خديجة زغدودي (60) عاماً، نداءً عبر وكالتنا إلى الرئيس قيس سعيد، مفاده التعجيل باستقبالهن والاستماع إلى آلامهن التي رسمتها سنوات من الانتظار والتعب والقهر، وطرح مطالبهن المعطّلة منذ 2011، برغم كل الوعود المقدّمة، قائلة "نبعث بنداء استغاثة إلى رئيس الدولة إذ لم يعد لدينا ثقة في أي مسؤول غيره. لقد منعنا من مقابلته ونقلنا للمكوث في دار الشباب رغم الصعوبات التي واجهتنا للوصول إلى القصر. نرجو استقبالنا لإنهاء هذه المعاناة". 
بدورها قالت سهام زغدودي (52) عاماً، بأنهن قدمن هرباً من الفقر والتهميش والظلم، مشددةً على أن خطوة السير على الأقدام لمسافة 400 كم لم تأتِ إلا بعد استنفاد كل محاولاتهن مع الجهات المحلية المسؤولة بالمنطقة والتي قوبلت بالتجاهل.
وأضافت "قدمنا أملاً في أن ينتصر الرئيس ابن الشعب لحقنا الشرعي في العمل وتحسين ظروف حياتنا الصعبة". 
من جانبها قالت عيشة سلمي (60) عاماً، "نحن نساء بلد المناجم، قدِمنا من أم العرائس سيراً على الأقدام، أنهكنا التعب والجوع، ولا يعلم معاناتنا أحد.. نطالب بمقابلة الرئيس وهو أملنا الأخير لإيجاد حل لمشاكلنا المعلّقة بين الرفوف منذ سنوات.. جئنا من الظلام يحدونا أمل كبير في حلّ ينتصر لكرامتنا وكرامة أبنائنا المسلوبة".   
يشار إلى أنه بالرغم من الحديث عن إجراءات كثيرة لصالح المرأة الريفية في تونس إلا أنها تعيش التهميش والتفقير، وكانت منظمات عديدة بالمجتمع المدني قد شددت في بيانات وملتقيات سابقة على ضرورة تطبيق القرارات، لتتحول إلى أفعال إنصافاً للمرأة الريفية والنهوض بوضعها الاجتماعي، وإدماجها في منظومة التغطية الاجتماعية والصحية، حيث تمّ توقيع اتفاقيات عديدة على مدار 10 سنوات تسمح بتحسين ظروف عيش أكثر من 500 ألف امرأة عاملة ريفية، إلا أنه لم يتحّقق شيء من ذلك، خاصة مع انتهاج سياسة اللامبالاة من قبل المسؤولين بالجهات من الوالي إلى أدنى مسؤول جهوي.
ووصلت النساء إلى العاصمة يوم الجمعة 20آب/أغسطس، بعد قطع مسافة 400 كم سيراً على الأقدام.