نساء مقاطعة الفرات: نظامنا بُني بوحدتنا

أبدت نساء صرين في مقاطعة الفرات، غضبهن من الأحداث التي جرت في مقاطعة دير الزور، مشيرات إلى أن كل الفوضى تلحق الضرر بالمكونات في المنطقة.

برجم جودي

كوباني ـ تشن قوات حكومة دمشق وما يسمى بالدفاع الوطني هجمات عنيفة على مقاطعة دير الزور بإقليم شمال وشرق سوريا منذ السابع من آب/أغسطس الجاري، ما أسفر عن مقتل العديد من المواطنين، أغلبهم من النساء والأطفال، وتدور اشتباكات في العديد من مناطق المقاطعة.

 

"أحداث دير الزور سياسية ولعبة كبيرة"

قيمت نساء من بلدة صرين في مقاطعة الفرات بإقليم شمال وشرق سوريا، الوضع في دير الزور وأبدين ردود أفعالهن، وقالت بهية العلي إن النزاع المسلح هو في الواقع سياسي "كانت الاشتباكات التي تجري في دير الزور بمثابة صدمة كبيرة لنا، وخاصة المجازر التي حدثت، لقد فوجئنا بها. بعد أن حررت قوات سوريا الديمقراطية مدينة دير الزور من داعش، عاد الأمن والاستقرار إلى المنطقة، لكن قوات حكومة دمشق وبعض الأشخاص في المنطقة يخلقون صراعات وفوضى جديدة ويحاولون تدمير استقرار ووحدة المكونات وعلى وجه الخصوص، فإن نظام البعث، الذي طالب بأماكن خاصة من قوات سوريا الديمقراطية، التي لم تحقق هدفها، طلب على الفور المساعدة من القوات الأخرى، مما أدى إلى نشوب نزاع. هناك صراعات مسلحة في دير الزور، لكن في الحقيقة القضية سياسية ولعبة تشارك فيها العديد من القوى الدولية، ورغم كل الصراعات والأحداث الجارية، إلا أننا باقون على وعدنا".

 

"أين كانت شجاعتكم أثناء هجمات داعش؟"

من جانبها لفتت نعيمة أحمد إلى صمت الأطراف التي خلقت بلبلة في دير الزور "أجزاء كثيرة من إقليم شمال وشرق سوريا شهدت مرحلة سيطرة داعش، إذا قلنا إننا كنا نتوق إلى استنشاق نفس آمن في تلك الأوقات فسيكون ذلك قليلاً. لقد تغيرت تلك الحياة مع وصول قوات سوريا الديمقراطية وتحريرنا من ظلام داعش، ومنذ 7 سنوات نعيش في أمن وسلام وهذا لا يحدث في صرين فقط، بل في كل المناطق التي تحررت من المرتزقة، وفي هذا الواقع فإن المجازر التي تحدث في مقاطعة دير الزور اليوم مؤسفة، أين كانت شجاعتكم وقوتكم أثناء هجمات داعش؟ حينها لم يجرؤ أي أحد على رفع صوته أمام داعش، أو عدم تنفيذ قرار. لقد قُتل الأخ أمام أخيه ولم يتمكن من فعل أي شيء".

وذكرت أنها غير مستعدة لعيش مرحلة التراجع "أنا من أكثر النساء اللواتي قاتلن ضد قرارات وأفعال داعش. لم أغطي وجهي ولم أستخدم ملاءة سوداء، وأيضاً عندما بدأت حملة إنقاذ صرين، لم أغادر منزلي حتى، لذلك من المستحيل أن أقبل تلك الحياة المظلمة والمتخلفة وأعيشها مرة أخرى. نؤمن بطريقتنا ونضالنا ولهذا السبب، لن نسمح للصراعات والفتن التي تحدث بالتأثير علينا".

 

"نشهد تغيرات تاريخية"

بدورها قالت فاطمة الملا التي تحدثت أيضاً عن التغييرات بعد تحررها من داعش "من المهم أن يتذكر الناس دائماً مرحلة داعش حتى لا ننسى شكل الحياة التي نعيشها الآن بعد الأيام السوداوية التي كنا نعيشها إبان سيطرة داعش وخاصة كنساء، حيث لم نكن نستطيع إخراج رؤوسنا من الباب، لدرجة أنه كان يجب علينا تغطية وجوهنا إذا أردنا نشر الغسيل على السطح، والآن نشهد تغيرات تاريخية. لدينا مؤسسات وهيئات تدار من قبل رئاسة مشتركة من الجنسين".

وأكدت أن الأشخاص الذين اشترتهم القوات الدولية لا يمثلونهم "الأراضي السورية أصبحت ساحة للقوات الدولية لتحقيق مصالحها وللأسف فإن هذه القوى تخدع الأبناء والقوى الداخلية في هذا الأمر وحتى الآن فإن الذين قتلوا في هذه المجازر والذين استشهدوا دفاعاً عن دير الزور هم أبناؤنا. هذه القوى تأجج النار ونحن نحترق بها. لا نريد أبداً أن ينهار هذا النظام الذي بني بوحدة المكونات، وأن نشهد صراعات جديدة".