نساء كوباني: بَسِي هوزات تجسيّد لصورة المرأة الحرة الساعية للسلام

أكدت نساء مدينة كوباني أن مراسم إتلاف الأسلحة من قبل "مجموعة السلام والمجتمع الديمقراطي" تمثل تحولاً مهماً في مسيرة النضال الكردي، وأن بَسِي هوزات جسّدت موقف جميع النساء الكرديات.

برچم جودي

كوباني ـ بعد النداء التاريخي الذي أطلقه القائد أوجلان، الداعي إلى السلام وبناء مجتمع ديمقراطي، تأسست مجموعة "السلام والمجتمع الديمقراطي" من 30 مقاتل ومقاتلة، قاموا بإتلاف أسلحتهم في مراسم رمزية داخل كهف جاسنه في مدينة السليمانية بإقليم كردستان، بقيادة الرئيسة المشتركة للهيئة القيادية لمنظومة المجتمع الكردستاني (KCK)، بَسِي هوزات.

تركت بسي هوزات، بموقفها أثراً بالغاً في نفوس النساء الكرديات، لا سيما في كوباني بإقليم شمال وشرق سوريا، حيث عبّرن عن فخرهن وامتنانهن لهذه الخطوة التي تعكس تطلعاتهن للحرية والسلام.

 

"النساء هنّ من أوصلن نضال 52 عاماً إلى النصر"

أكدت بريفان إسماعيل، الرئيسة المشتركة لحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) في كوباني، أن انتصار نضال استمر لأكثر من نصف قرن تحقق بفضل النساء "مراسم إتلاف الأسلحة التي نظمها حزب العمال الكردستاني بقيادة بَسِي هوزات، تمثل لحظة فارقة في تاريخنا، نحن ككرد نرى النار رمزاً لهويتنا ووجودنا، وهي شعلة تتوهج في أيام نوروز وتزداد قوة، وإحراق الأسلحة يحمل نفس الدلالة، فهو إعلان عن بداية جديدة نحو السلام والطمأنينة، تقودها النساء بكل شجاعة".

وأضافت "بَسِي هوزات جسّدت صورة المرأة الكردية الحرة، ومناضلات حزب العمال الكردستاني قدن نضالاً تاريخياً على مدار 52 عاماً، وألهمننا جميعاً، لقد طبقنا في مناطقنا الفكر الذي قدّمه القائد عبد الله أوجلان للثورة، خاصة من خلال ثورة 19 تموز، التي مكنتنا من توسيع هذه الريادة النسائية وتعريفها لجميع النساء".

 

"سنواصل النضال على خطى القائد أوجلان بقيادة نسائية حرة"

وأكدت بريفان إسماعيل أن قيادة النساء لهذا النضال الممتد على مدار 52 عاماً، فالمقاومة والكفاح هو أمر بالغ الأهمية "لقد عزّز هذا الموقف من إيماننا وتصميمنا على بناء عالم حر وسلمي وديمقراطي، ولهذا نحن نؤيد هذه الريادة بكل إخلاص، ونعاهد جميع النساء على مواصلة النضال في خط القائد أوجلان، سنعمل على توسيع ثورة المرأة في إقليم شمال وشرق سوريا، ونسعى لتوحيد جميع النساء في هذا المسار".

 

"بعد الإنكار والإبادة... الكرد وكردستان حاضرون"

من جهتها سلطت دجلة بركل، العضوة في بلدية الشعب بناحية قنا التابعة لمدينة كوباني، الضوء على تأثير الفكر الذي طرحه القائد عبد الله أوجلان ونضال حزب العمال الكردستاني (PKK) على واقع الشعب الكردي "ليس منذ زمن بعيد، بل قبل أكثر من خمسين عاماً، كان يُنكر وجود الكرد وهويتهم وثقافتهم ووطنهم، نحن كشعب كردي في إقليم شمال وشرق سوريا، واجهنا حملات إبادة وإنكار قاسية من قبل النظام السوري السابق، حيث تم طمس الحياة والثقافة واللغة والتعليم والكلام وكل شيء من وجودنا".

ولفتت إلى أن "هذا الواقع كان سائداً في جميع أجزاء كردستان، لكن مع ظهور القائد أوجلان وحزب العمال الكردستاني، تغير هذا المسار بالكامل، الكرد الذين كانوا على حافة الإبادة، عادوا إلى الحياة من جديد، واليوم، نعيش بلغتنا الأم، نمارس ثقافتنا، ونستخدم هويتنا الحقيقية، ولهذا، بات الجميع يعلم ويقول الكرد موجودون، وكردستان موجودة".

 

"موقف بَسِي هوزات يجسد تطلعات المرأة الكردية نحو الحرية"

وأشارت دجلة بركل إلى أن القائد عبدالله أوجلان أطلق ثورة فكرية واجتماعية من أجل تحرير المرأة، مؤكدةً أن هذه الثورة شكّلت نقطة تحول في مسيرة الكرديات "رغم ما تعرض له الشعب الكردي وكردستان من إنكار واضطهاد، فإن معاناة النساء كانت أشد قسوة، حتى وصلت إلى حدود العبودية، في هذا السياق، أطلق القائد أوجلان ثورة خاصة من أجل حرية المرأة، واستمر في دعمها، واليوم، باتت النساء قادرات على الحديث عن تاريخهن من القهر، وعن نضالهن من أجل الحرية، لقد لعبن دوراً محورياً في هذا المسار، ووهبن طاقاتهن بالكامل لخدمة قضية التحرر".

وأكدت أن "بَسِي هوزات تمثل نموذجاً حياً لهذه الريادة النسائية، فقد جسّدت بقوتها وعزيمتها نضال وأحلام النساء على مدار 52 عاماً، موقفها في مراسم إتلاف الأسلحة كان تعبيراً صادقاً عن آمال المرأة الكردية، ويؤكد أن القائد أوجلان هو الضامن الحقيقي لنجاح مشاريع النساء التحررية".

 

"النساء دخلن مرحلة تاريخية جديدة من النضال والمسؤولية"

من جانبها، أكدت هيفين ميهو، مسؤولة اللجنة الاجتماعية في مؤتمر ستار، أن المرأة الكردية تخطت مرحلة النضال التقليدي، ودخلت مرحلة جديدة من المسؤوليات التاريخية "بدأت النساء الكرديات نضالهن الفكري والسياسي إلى جانب حزب العمال الكردستاني، ثم خضن تجربة المقاومة المسلحة، ليصبحن قوة منظمة داخل صفوف الكفاح، هذا التحول الثوري لا يمكن إنكاره، فقد استطاعت النساء من خلال الفكر والمقاومة أن يضعن الحقائق أمام التاريخ من جديد".

ولفتت إلى أن "مراسم إتلاف الأسلحة، بقيادة النساء، تمثل دخولنا في مرحلة جديدة من النضال، كنساء نحمل عبئاً ثقيلاً، واليوم تُطلب منا مهام ومسؤوليات أعظم، لقد فتحت بَسِي هوزات باباً جديداً لهذا المسار، وسنشارك فيه بكل إخلاص، وسنكون جزءاً فاعلاً في بناء مستقبل حر وعادل للمرأة الكردية".