نساء غزة تبتكرن مشاريع صديقة للبيئة

في محاولة للحد من توسع طبقة الأوزون وتحسين الزراعة وتطوير جودة المياه، ابتكرت مجموعة من النساء والفتيات في قطاع غزة مشاريع صديقة للبيئة.

رفيف اسليم

غزة ـ سعت العديد من النساء والفتيات في غزة في ظل الحصار المفروض على القطاع وقلة الموارد، إلى ابتكار عدة مشاريع تحافظ على البيئة.

تحت عنوان "التنمية المستدامة للموارد البيئية والمياه" نظم أمس الخميس 16 شباط/فبراير، مؤتمراً لمناقشة قضايا التغيرات المناخية وتأثيرها على كمية المياه ومدى ارتباطها بالجوانب المجتمعية والصحة العامة.

وتخلل المؤتمر عرض عدد من المشاريع التي شاركت في ابتكارها فلسطينيات استطعن تقديم حلول صديقة للبيئة تسعى إلى تحسين الزراعة وتطوير جودة المياه.   

وقالت منظمة المشاريع إسراء شبلاق أن المؤتمر الحالي هو حدث سنوي يتم تنظيمه من قبل إدارة المياه الفلسطينية في قطاع غزة، مشيرةً إلى أن المؤتمر يجمع عدد من الباحثين والأكاديميين والخبراء الذين يسعون لتسليط الضوء على أزمة المياه حول العالم مع إرفاقها بالتوصيات اللازمة للحد من تفاقمها، لافتةً إلى أن المؤتمر قدم عدة مشاريع بجهود الطلبة سواء من مرحلة البكالوريوس أو الماجستير لتطوير قطاعي الزراعة والمياه في قطاع غزة على وجه الخصوص.

وأوضحت أن تلك المشاريع تمت دراستها من قبل لجنة مختصة لانتقاء الأكثر أهمية، بأفكار متنوعة وحلول تؤكد على قدرات الشباب الفلسطيني الإبداعية، بهدف تعزيز الاهتمام بالمشاريع المتعلقة في الحفاظ على ما تبقى من البيئة ومواجهة آثار التغير المناخي.

من جهتها أوضحت داليا العطاونة مقدمة مشروع معالجة المياه العادمة ببذور المورينجا والطحالب الدقيقة، أنه يتم تنقية المياه العادمة من خلال دمجها مع المورينجا في الإناء الأول لتستخرج منها جميع المواد السامة ومن ثم تنتقل للإناء الثاني حتى يتم تنقيها من المواد العضوية، لتتبقى الأملاح التي تستخرج من خلال الطحالب بالثالث، وفي الإناء الرابع تنتج مياه نقية صالحة للاستخدام.

وأوضحت أن مشاريع تنقية المياه في قطاع غزة تحتاج لنفقات ومساحات واسعة فبهذه التقنية يتم اختصار الجهد والتكلفة، ويمكن الاستفادة من مخرجات المشروع عبر إعادة استخدام بذور المورينجا المستخلصة لعلاج الضغط والسكر وصناعة مواد التجميل، وكذلك الطحالب التي ينتج من خلالها معجون الأسنان أيضاً وسماد التربة. 

وأكدت على أنه من المهم العمل على مشاريع صديقة للبيئة للحد من توسع طبقة الأوزون التي ساهمت في التغير المناخي، وهو ما أدى إلى تغيير مواقيت الفصول وحصر كمية مياه الأمطار الساقطة مما أثر على الخزان الجوفي.

من جانبها قالت سعدة المجدلاوي أن مشروعها "تكنو بلانت" قد اعتمد على الزراعة المائية والهوائية بلا وجود تربة ليتم السيطرة على النباتات بعيداً عن الآفات التي تعرض المحصول للتلف، لافتةً أنها واجهت عدة معوقات كانقطاع التيار الكهربائي لساعات متواصلة، وحاجة النباتات لظروف معينة كتوافر الضوء والحرارة.

ومن مميزات تلك الزراعة هي أن النساء تستطعن استخدامها في منازلهن عن طريق الأحواض لتحصلن على نباتات خالية من الأمراض دون الحاجة للمبيدات الزراعية، في ظل انتشار الأمراض المسببة لها كالأورام السرطانية، لافتةً إلى أنه يجب اقناع المستهلك والمزارع في الابتعاد عن استخدام المبيدات الزراعية من خلال بدائل آمنة وذلك ما تسعى إلى تنفيذه من خلال وحدة التوعية في مشروعها الخاص بالنساء وطلاب المدارس.

أما جمانة العجرمي ففكرة مشروعها هو كيفية التخلص من النترات والأملاح العالقة في المياه لتنقيتها من خلال استخدام الطاقة الشمسية للحفاظ على البيئة والتربة والحيوانات والإنسان، عبر عدة مراحل تدخل بها أقطاب عدة لتصبح المياه نقية، لافتةً أنه استغرق العمل على المشروع ما يقارب سنتين بسبب انقطاع التجارب مرات عدة لعدم توافر المواد الخام وصعوبة الحصول عليها.

ونوهت إلى أنه يجب تقليل نسبة النترات في المياه لتكون صالحة للشرب والحفاظ كذلك على التربة والحيوان، مؤكدةً أنه من الضروري نشر التوعية حول الحفاظ على استهلاك المياه والتربة والبيئة والاهتمام بالمشاريع التي تدعم إيجاد بيئة سليمة متعددة الموارد.

أما دينا أبو قادوس فكان لها مشروع مختلف حيث عمدت إلى إنتاج طحالب السبيرولينا، مشيرةً إلى أنها بدأت بتجارب مختلفة منذ عام 2018 إلى أن استطاعت الحصول على المخرج النهائي عام 2021 وهو عبارة عن محلول مغذي يمكن استخدامه كسماد للتربة ومنقي للهواء ومكمل غذائي للإنسان لاحتوائه على فيتامين B12 والحديد وغيرها من الفيتامينات. 

بينما كان لآمنة العفيفي مشروع آخر يستخدم فيه الخل لمساعدة النباتات على امتصاص العناصر الغذائية في التربة ومساعدتها على تحمل الظروف الجائرة ومجابهة الأمراض التي قد تقضي على النبات في مراحله الأولى، مدعمة ذلك المشروع بأخر عبارة عن كرات الهيدروجين لامتصاص الرطوبة الزائدة على أغصان النبات مضاف لها بعض من أنواع الأسمدة المساعدة على الامتصاص.

وواجهت آمنة العفيفي عدد من الصعوبات أهمها عدم وجود مواد خام أو أجهزة لإجراء التجارب عليها، فتم اختراع أخرى مصنعة محلياً وفقاً لإمكانيات قطاع غزة، وكذلك تم استبدال المواد الخام مما فرض عليها العمل لفترات أطول وبجهد أكبر من المتوقع، لافتةً إلى أنه من المميزات التي يقدمها المشروع منع تعفن الجذور فإن ارتفعت حرارة الجو تمنح النبتة المياه التي خزنتها مسبقاً وإن انخفضت تمتص المياه، مساعدة في الحفاظ على رطوبتها بشكل مستمر.

 

 

ويستطيع الاستفادة من المنتجات السابقة بحسب آمنة العفيفي، النساء اللواتي تزرعن النباتات في الأحواض في المنزل والشركات والبنوك والمؤسسات والمزارعين، فعوضاً عن السقاية بشكل يومي توضع الكرات على جذور النبات لتتأقلم مع التربة بحسب حرارة المكان، متمنية أن تثمر تلك الجهود في رفع جودة الزراعة بالقطاع والحد من الأمراض السرطانية التي تسببها المبيدات المستخدمة.