نساء آشوريات: يجب محاكمة داعش على الجرائم التي ارتكبوها ضدنا

أكدت النساء الآشوريات في ناحية تل تمر في مقاطعة الجزيرة، واللاتي تم اختطافهن من قبل داعش، أنه لا فرق بين داعش والدولة التركية، لأنهما تتبعان نفس سياسات الإبادة الجماعية.

سوركل شيخو

تل تمر ـ شن داعش هجوماً عنيفاً على منطقة تل تمر التابعة لمدينة الحسكة بإقليم شمال وشرق سوريا، والذي أسفر عن مقتل عدد من الآشوريين وتدمير 11 كنيسة وتهجير آلاف السكان من قراهم ومنازلهم، إضافة إلى اختطاف النساء والأطفال وكبار السن.

23 شباط/فبراير 2015 يوم لا يُنسى في تاريخ أهالي ناحية تل تمر في مقاطعة الجزيرة بإقليم شمال وشرق سوريا، حيث لم تعش المرأة الآشورية التي كانت تقطن في تل تمر والقرى المحيطة بها مثل جميع النساء في العالم وتعرضت لهجمات وحشية من قبل داعش في ساعات الفجر الأولى.

وبدلاً من أصوات أجراس الكنائس، علت أصوت تكبيرات داعش في القرى واستيقظت النساء الآشوريات والمكونات الأخرى ووجدوا مرتزقة ذات لحى وقمصان طويلة ومسلحين أمامهم، وفتحوا أعينهم على صوت إطلاق الرصاص واختطاف الفتيات والنساء والأطفال وكبار السن في يوم لا يشبه أي يوم آخر.

ويعتبر الآشوريون في تل تمر الثالث والعشرين من شباط/فبراير، استمرار لمجزرة سيفو وسميل، لأنه في ذلك اليوم تم اختطاف أكثر من 250 مواطناً آشورياً معظمهم من النساء والأطفال، وتم إطلاق سراح جميع الآشوريين بعد دفع فدية مالية باستثناء امرأة تدعى كارولين شمعون، والتي لا يزال مصيرها مجهولاً.

ومن أجل عدم تصاعد موجة الهجمات واختطاف الآشوريين، أبدى مقاتلو وحدات حماية المرأة ووحدات حماية الشعب والمجلس العسكري السرياني مقاومة فريدة ضد هجمات داعش وحرروا المنطقة من المرتزقة بعد بضعة أشهر، في الذكرى العاشرة لهجوم داعش تحدثت النساء الآشوريات اللاتي تم اختطافهن وواجهن الهجمات لوكالتنا، وعربن عن ومطالبهن.

تقول ببرونيا كاكو التي تتجاوز الثمانين عاماً إنها اختطفت مع ابنتيها من قبل عناصر داعش "في 23 شباط تعرضنا للهجوم والاختطاف وساقونا أمامهم مثل قطيع من الأغنام، تم اختطاف العديد من الأشخاص بما فيهم أنا وابنتي، في ذلك اليوم كان نهر الخابور يجري ويتدفق كالطوفان، أخذنا المرتزقة إلى الجانب الآخر من النهر بالقارب وأخذونا إلى جبل كزوان، ومن ثم إلى مدينة الشدادي وهناك بقينا أسرى لمدة عام تقريباً".

جددت ببرونيا كاكو مرة أخرى وعدها للأرض التي عاشت عليها منذ طفولتها وحتى شيخوختها مؤكدةَ "لن نذهب من هنا أريد العيش على أرضي ولن أتركها".

من جانبها أوضحت شادية ماروجيل من قرية تل خريطة والتي لا تزال تتذكر اللحظات التي عاشتها قبل 10 سنوات "في ساعات الصباح الأولى هاجمتنا داعش ونتيجة لذلك أصيب العديد من الأشخاص، ولم يعرف أي أحد من بقي ومن أنقذ نفسه ومن اختطف، ففي الهجوم تم اختطاف العديد من النساء، من قريتنا وحدها تم اختطاف قرابة 250-275 آشورياً، غادرنا القرية قبل أي يصلوا إليها ويختطفوا النساء، في ذلك الوقت كانت جبهة النصرة قريبة من قرانا وكانت الحرب في المنطقة لا تزال ساخنة، وهاجمت داعش واختطفت أهلنا والعديد من النساء والفتيات ودمرت قرانا".

عن التأثيرات الصحية والنفسية على عائلتها تقول "لقد تأثرنا كثيراً على الصعيد الصحي والنفسي، لقد فقد العديد من أفراد عائلتي حياتهم بسبب الهجمات، بعضهم بسبب الأمراض وبعضهم بسبب الخوف الذي عاشوه، لأنه في ذلك الوقت كنا محاصرين ولم نتمكن حتى من عبور نهر الخابور، وتم اختطاف بعضهم وقتل البعض الآخر في الطريق، وقيل إن المرتزقة دخلت قرانا الآشورية ولكن لم يعرف أحد كيف ومن أين مروا وكيف دخلوا، لم تعد أدمغتنا تستوعب ما يحدث، لقد كان هجوم 23 شباط استمراراً لمجزرة سيفو عام 1915".

وبينت شادية ماروجيل إنه لا يوجد فرق بين داعش والدولة التركية وأن سياسات الهجوم والإبادة التي يتبعونها واحدة "حتى الآن لا يزال خطر وتهديد الهجمات يؤثر على شعبنا الآشوري، حتى قبل أيام قليلة اضطرت العديد من العائلات الآشورية إلى الهجرة بسبب هجمات الاحتلال التركي المستمرة على مناطقنا، وحتى هذه اللحظة، هناك تهديد بهجمات على وجودنا كآشوريين".

وقالت شادية ماروجيل في ختام حديثها "نأمل أن يتحسن الوضع وأن يعود الجميع إلى أراضيهم ومنازلهم، وأن يسود السلام والمحبة مرة أخرى في سوريا، لأننا جميعاً يد واحدة من كرد وعرب إلى الآشوريين والسريان، ولو كان هناك ضمير وإنسانية في هذا العالم، يجب محاكمة داعش على الجرائم التي ارتكبوها ضدنا".