نساء إقليم شمال وشرق سوريا تلبين نداء النفير العام
لبت نساء إقليم شمال وشرق سوريا، نداء النفير العام الذي أعلنت عنه الإدارة الذاتية الديمقراطية، في ظل تكثيف الهجمات من قبل الاحتلال التركي ومرتزقته، مؤكدات أن حرب الشعب الثورية تعبير عن إرادة الشعوب في الحرية والكرامة.
يارا الخليف
مركز الأخبار ـ في خطوة تعكس الوعي الجماعي بخطورة الوضع الأمني، أعلنت الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا عن مرحلة التعبئة العامة لمواجهة التحديات التي تفرضها هجمات الاحتلال التركي ومرتزقته، هذه الخطوة تأتي في وقت حرج يتطلب من الجميع الوحدة والاستعداد للدفاع عن الأرض والشعب.
تعكس التعبئة العامة أهمية الوحدة بين مختلف المكونات المجتمعية، حيث يتطلب الوضع الراهن تكاتف العرب والكرد والسريان والتركمان وغيرهم لحماية المكتسبات التي تحققت في إقليم شمال وشرق سوريا بعد سنوات من النضال، فهذه المرحلة تسلط الضوء على ضرورة تعزيز الروح الوطنية والتضامن بين كافة المكونات لمواجهة الأهداف التوسعية التي يسعى إليها الاحتلال التركي والتي تهدد هوية وثقافة الشعب.
التعبئة العامة ليست خياراً بل ضرورة ملحة
قالت هدية الأحمد إحدى نساء دير الزور، إنه "في ظل الظروف الصعبة التي نواجهها، تعد التعبئة العامة خطوة ضرورية لمواجهة التحديات التي تفرضها هجمات الاحتلال التركي ومرتزقته، فهذه المرحلة تتطلب منا جميعاً أن نكون في حالة استعداد للدفاع عن أرضنا وشعبنا".
وأوضحت أن إعلان الإدارة الذاتية عن مرحلة التعبئة العامة يمثل استجابة حيوية للتحديات الأمنية التي تواجه المناطق الشمالية والشرقية من سوريا، هذه المناطق التي تشهد تصعيداً عسكرياً مما يهدد الأمن والاستقرار في المنطقة.
وأشارت إلى أن هذه الخطوة تعكس الوعي الجماعي بخطورة الوضع وتؤكد على ضرورة الوحدة بين مختلف المكونات لضمان حماية المكتسبات التي تحققت بعد سنوات من النضال، ويمكن أن تساهم التعبئة العامة في تعزيز الروح الوطنية وقدرة المجتمع على التصدي لأي اعتداء خارجي.
وأكدت هدية الأحمد أن الاحتلال التركي يسعى إلى تحقيق أهدافه التوسعية من خلال زعزعة الاستقرار في المنطقة، وهذه الأهداف لا تتعلق فقط بالأرض، بل تهدد أيضاً هوية وثقافة الشعب "علينا أن نكون واعين لهذه المخاطر وأن نتحد لمواجهتها، يجب أن نطرح الأسئلة حول كيفية التصدي لهذه الأهداف وحماية مكتسباتنا".
وشددت على أن التضامن بين المكونات هو أحد الأسس التي يجب أن يُبنى عليها الاستراتيجية في هذه المرحلة "يجب أن نتعاون ونتضامن مع جميع المكونات فالوحدة هي قوتنا، ومن خلال تعزيز العلاقات بين جميع الفئات، نستطيع أن نواجه التحديات بشكل أفضل".
ونوهت إلى أن "حرب الشعب الثورية ليست مجرد صراع عسكري، بل هي تعبير عن إرادة الشعوب في الحرية والكرامة، يجب أن نعمل على تعزيز هذا المفهوم في عقول الجميع، خاصة الشباب والنساء، الذين يمثلون جزءاً أساسياً من هذه الثورة، ودعمهم وتشجيعهم على المشاركة الفعالة هو واجب علينا".
وأردفت أن التعبئة العامة ليست خياراً بل ضرورة ملحة "يجب أن نكون مستعدين للدفاع عن حقوقنا ومكتسباتنا"، داعية الجميع إلى المشاركة الفعالة في هذه المرحلة، حيث أن كل جهد وكل صوت مهم في هذه المعركة "علينا تلبية التعبئة العامة فهي دعوة للوعي والانخراط في قضايا المجتمع، يجب أن نتكاتف لحماية أرضنا وضمان مستقبل آمن للأجيال القادمة".
دعوات لتوحيد الصف والتلاحم والتكاتف
بدورها قالت الناطقة باسم مجلس تجمع نساء زنوبيا بثينة عبدو إن "هجمات المرتزقة ليست بوليدة اليوم، فمنذ أكثر من ثلاثة عشر عاماً لم تهدأ بدءً من احتلال جرابلس وعفرين وكري سبي وسري كانيه وإدلب وغيرها، وتستمر بتصعيدها العسكري على سوريا وخاصة إقليم شمال وشرق سوريا".
وحول هدف الاحتلال التركي من تمويل مرتزقتها وتجنيدهم ودفعهم للهجوم واحتلال الأراضي السورية، أوضحت أنه "باتت مساعي الدولة التركية واضحة كالشمس فهي تسعى لتوسيع نفوذها على الأراضي السورية وتغيير ديمغرافيتها، وإعادة أمجادها العثمانية".
وبينت أن الثورة السورية انحرفت عن مسارها الصحيح "لم تأخذ الثورة التي انطلقت من مدينة درعا وقتاً طويلاً حتى انحرفت عن مسارها الصحيح بعد تدخل الدولة التركية وتجنيد وتمويل المرتزقة التي تعرف بعدة تسميات كجبهة النصرة أو أحرار الشام، وتساهم في دعمهم ليعم التخريب والدمار في أنحاء سوريا".
وشجبت بثينة عبدو موقف الانسحاب المخزي لحكومة دمشق "خلف انسحاب حكومة دمشق وتسليم المناطق للمرتزقة، العديد من الأضرار الجسيمة والدمار للبنى التحتية وقتلى وأسرى وجرحى في صفوف المدنيين العزل والطلاب الأبرياء".
وعن الوضع المأساوي للنساء والأطفال، لفتت إلى أن "الأطفال والنساء هم الأكثر تضرراً في هذه الحرب فقد باتوا في الشوارع وسط أجواء الشتاء الباردة دون أي حماية، فهناك خطر كبير يهدد حياتهم في أي لحظة".
وأشادت بإعلان الإدارة الذاتية للنفير العام والتعبئة "كأهالي إقليم شمال وشرق سوريا من نساء ومسنين وأطفال نحن لا نعتمد على المجتمع الدولي الذي يأخذ موقف المتفرج، بل نحمل على عاتقنا حماية أرضنا وشعبنا ومكتسبات ثورتنا التي قدمت بدماء شهدائنا الأحرار، من خلال مساندتنا لبعضنا البعض وعبر حرب الشعب الثورية".
ودعت الناطقة باسم مجلس تجمع نساء زنوبيا بثينة عبدو جميع الأهالي والنساء خاصة، إلى توحيد صفوفهم والتلاحم والتكاتف حتى يتمكنوا من حماية أنفسهم وأرضهم "الوحدة والحرب الشعبية هو الحل لإفشال المخططات وردع الهجمات عن أراضينا".
التعبة العامة تهدف لعدم تكرار سيناريو المناطق المحتلة
فيما أكدت العضوة في الهيئة الرئاسية لمجلس الشعوب الديمقراطي هند داغستاني أن الهجمات تصب في صالح الاحتلال التركي لتطبيق الميثاق الملي "هذا المخطط كانت تدرسه الدولة التركية لتطبيق الميثاق الملي منذ عام 1992 لاحتلال أراضِ سورية من حلب إلى الموصل ولذلك ندعو الشعوب لتصعيد النضال والمقاومة بروح حرب الشعب الثورية".
ولفتت إلى احتلال مدينة عفرين "لكيلا تتكرر المجازر علينا أن نحافظ على هدوء الشعب ونتكاتف مع جميع المكونات في إقليم شمال وشرق سوريا ونكون يد بيد لردع الهجمات".
أما عن التعبة العامة التي أعلنت عنها الإدارة الذاتية في إقليم شمال وشرق سوريا أمس فقالت "الدولة التركية قامت بعملية عدوانية وسيطرت على عدد من المناطق، وهذا الإعلان لصد العدوان التركي عن المنطقة لكيلا تتكرر المجازر التي تحدث في المناطق المحتلة بالمنطقة".