نساء إقليم شمال وشرق سوريا مستمرات بفعاليات يومهن العالمي
تستمر النساء في إقليم شمال وشرق سوريا بفعاليات يوم المرأة العالمي، مؤكدات استمرارهن في النضال لضمان حقوقهن في بناء سوريا جديدة ديمقراطية.

مركز الأخبار - ضمن سلسلة الفعاليات التي تقوم بها النساء في إقليم شمال وشرق سوريا تحت شعار "بفلسفة المرأة الحياة الحرية، نحو سوريا ديمقراطية"، قام مجلس إدلب الخضراء بإعطاء بيان حول تعزيز دور النساء في النظام السوري الجديد، كما وزعت نساء مقاطعة كوباني الورود على النساء اللواتي تعملن في قوى الأمن الداخلي، وعقد مؤتمر ستار في مدينة قامشلو منتدى حواري بهدف إحياء دور النساء والتضحيات التي قدمنها في سبيل تحقيق الثورة، إلى جانب ذلك تستمر النساء في مقاطعة دير الزور بالفعاليات الثقافية والفنية.
"رؤية واضحة لتطوير دور المرأة السورية"
أدلت لجنة المرأة في مجلس إدلب الخضراء بكلمة اليوم الاثنين الثالث من آذار/مارس جاء فيها "أن يوم المرأة العالمي هام جداً بالنسبة للمرأة السورية، لأنه يحمل قيم ومعاني خاصة".
وأوضحت الكلمة أنه بعد سقوط النظام السوري دخلت سوريا مرحلة إعادة البناء والتحرر بعد عقود من القمع والاستبداد، وفي هذه المرحلة أصبح دور المرأة السورية أكثر أهمية من أي وقت مضى حيث أثبتت خلال السنوات الماضية أنها قادرة على الصمود والتحدي في أصعب الظروف وواجهت الاستبداد والتطرف والاحتلال.
وأشارت الكلمة إلى أن السوريات سواءً كن لاجئات في دول الجوار أو نازحات كن دائماً في طليعة النضال من أجل الحرية والعدالة وتحقيق الديمقراطية واليوم وبعد التحرير أصبحن مشاركات في العمل المدني، حيث تعتبر المرأة السورية صاحبة الدور المؤثر في بناء المجتمع والنهوض به على كافة المستويات.
ولفتت الكلمة إلى أن تجربة نساء إقليم شمال وشرق سوريا أصبحت نموذجاً رائداً ليس فقط على مستوى سوريا، بل على مستوى الشرق الأوسط ككل، فقد لعبت المرأة دوراً محورياً في بناء المؤسسات المدنية والأمنية والعسكرية، وفي ظل الإدارة الذاتية تم تأسيس مجالس ومؤسسات تعتمد على مبدأ التشاركية، لذلك كان للمرأة دور قيادي وريادي فيها وأصبحت قادرة على أن تكون شريكاً فاعلاً في صنع القرار وإدارة المجتمع "لا تزال المرأة تواجه تحديات كبيرة في المشاركة السياسية والاجتماعية كالنساء في إدلب حيث أنها واجهت تحديات كبيرة خلال سنوات الأزمة السورية".
وشددت الكلمة في ختامها على أنه "في مرحلة بناء سوريا الجديدة يجب أن نضع رؤية واضحة لتطوير دور المرأة السورية خاصةً في مجال التعليم والتدريب التي تؤدي للنهوض بالمجتمع وتوسيع دور المرأة فيه، لذلك يجب ضمان تمثيل المرأة في جميع المؤسسات السياسية والعسكرية والمدنية ووضع آليات تضمن مشاركتها الفعالة في صنع القرار".
نساء كوباني توزعن الورود
وفي مدينة كوباني بمقاطعة الفرات نظم مؤتمر ستار فعالية زيارة وتوزيع الورود على النساء اللواتي تعملن في قوى الأمن الداخلي بمشاركة العشرات من النساء العاملات في مؤسسات الإدارة الذاتية الديمقراطية من خلال زيارتهن للحواجز الواقعة في مداخل المدينة كحاجز قرية شيران وحاجز طريق حلب.
وعلى هامش الفعالية ألقيت كلمة باسم النساء في كوباني من قبل الرئاسة المشتركة لهيئة البيئة آلماز رومي قالت فيها "نعيش اليوم بفضل تضحيات من يعمل في المجال العسكري والأمني كقوى الأمن الداخلي لذلك علينا الوقوف إلى جانبهن ودعمهن لكي نحمي معاً أرضنا ووطننا ومكتسباتنا"، مؤكدةً أن شهر آذار له أهمية لدى الشعب الكردي لأنه شهر الانتصارات.
وعلى هامش الفعالية قالت عضوة مؤتمر ستار باكيرة سنجار إن فعاليات ونشاطات الثامن من آذار مستمرة في مقاطعة الفرات لافتةً إلى الهجمات التي تتعرض لها المنطقة "بيومنا العالمي سنناضل ونقاوم لكي نثبت للعالم بأننا بشعار المرأة الحياة الحرية سنحتفل بيومنا ولنثبت لهم أنهم لن يستطيعوا كسر إرادتنا"، مضيفةُ أن "يوم المرأة العالمي مختلف بالنسبة لنا عن السنوات الماضية لأننا تلقينا نداء القائد عبد الله أوجلان التاريخي ونحن على أمل أن هذا النداء سيجلب السلام والديمقراطية للشرق الأوسط والعالم".
"بنضال النساء ستتحول سوريا لنظام ديمقراطي"
وفي مدينة قامشلو عقد مؤتمر ستار ندوة حوارية قالت فيها الناطقة باسم مؤتمر ستار في مقاطعة الجزيرة ابتسام الحسين "منذ آلاف السنين والمرأة تتعرض لكافة أشكال العنف من قبل الذهنية الذكورية والأنظمة القومية والتعسفية، ليتم تهميش المرأة وحرمانها من كافة حقوقها".
وأضافت "رغم جميع السياسات التي حاولت محو دور المرأة، بقيت صامدة أمام جميع الانتهاكات التي مورست ضد حقوقها، كما واجهت كافة أشكال العنف برفع وتيرة نضالها، وبفضل نضال المرأة التي حملت مسؤولية الثورة ولعبت دور الريادة، أصبح لجميع النساء صوت للمطالبة بحقوقهن وخاصةً في إقليم شمال وشرق سوريا".
وأشارت إلى دور النساء في تطوير المجتمع وترقيته "المرأة أثبتت أنها ريادية في كافة المجالات، واستطاعت أن تنال حقوقها بصوتها ونضالها المستمر، وكان لاتحاد النساء من جميع الطوائف والفئات دور مهم ليستطعن تأسيس الثورة تحت مظلة الأمة الديمقراطية وحرية الشعوب".
وبدورها قالت منسقية مؤتمر ستار منى إبراهيم "قمنا بالعمل على عدة فعاليات بمناسبة الثامن من آذار، ومن ضمنها هذه الندوة، بمشاركة النساء اللواتي قمن بالمشاركة في مقاومة سد تشرين، والداعمات للتنظيمات النسائية".
وأوضحت "الهدف من عقد هذه الندوة هو إحياء نضال النساء اللواتي قمن بالتضحية من أجل نيل حقوقهن واستطعن التعبير عن رأيهن من خلال مقاومتهن وإصرارهن على النضال حتى يضمن أهدافهن في بناء سوريا الجديدة".
دير الزور وإحياء التراث المحلي
في مزيج رائع جمع بين الاحتفال بيوم المرأة العالمي وإحياء التراث المحلي، أقام مجلس تجمع نساء زنوبيا في مقاطعة دير الزور فعالية مميزة في بلدة الحسينية، وقد امتزجت في هذه الفعالية، التي شهدت مشاركة واسعة من النساء من مختلف الأعمار، أجواء الفرح والاحتفال مع إبراز الهوية الثقافية الغنية للمنطقة، والتأكيد على الدور المحوري للمرأة في الحفاظ عليها ونقلها للأجيال القادمة.
بدأت الفعالية باستعراض لركوب الخيل، حيث أظهرت النساء مهارة عالية وقوة لافتة، ثم تلا ذلك أداء حماسي للرقصات الشعبية، التي تعبر عن روح الفرح والاحتفال، وتجسد التلاحم والترابط بين النساء، وقد أبدت المشاركات روحاً حماسية وإتقاناً عالياً، مضافة لمسة من الحيوية والجمال على الحدث.
ولم يقتصر الهدف من الفعالية على الاحتفال بيوم المرأة فحسب، بل تجاوز ذلك الى إبراز أهمية إحياء التراث المحلي والحفاظ عليه كجزء لا يتجزأ من الهوية، وقد أكدت المشاركات أن هذه الفعاليات ليست مجرد احتفالات عابرة، بل هي بمثابة جسر يوصل بين الأجيال، ويحفظ الهوية الثقافية للمنطقة، وينقلها للأجيال القادمة سليمة، وأجمعت النساء على أهمية دورهن في هذه المهمة.
وعلى هامش الاحتفال، قالت إدارة دار المرأة في الكُسرة، عن أهمية الفعاليات الثقافية والفنية "لقد نظمنا في تجمع نساء زنوبيا مجموعة من الفعاليات بمناسبة يوم المرأة العالمي، وهذه الفعاليات شملت العديد من الأنشطة التي تهدف إلى الاحتفاء بدور المرأة في مختلف جوانب الحياة، بدأنا أولاً بتزيين مدينة دير الزور وتعليق اللافتات والأعلام في جميع الدوارات الرئيسية بالمدينة، تعبيراً عن تقديرنا للمرأة التي كانت وما زالت تقدم وتضحي في كافة المجالات".
وأضافت "المرأة في دير الزور، وبفضل جهودها الكبيرة، استطاعت أن تلعب دوراً مهماً ليس فقط في النواحي الاجتماعية، بل أيضاً في المجالات العسكرية والسياسية، ونحتفل بهذا اليوم تقديراً لتضحيات المرأة التي شاركت بشكل فعال في بناء المجتمع والنضال من أجل الحرية والمساواة، وقد شهدت مدينة دير الزور هذا العام مهرجاناً كبيراً في منطقة الحسينية تحت عنوان "مهرجان الإبل والخيل"، الذي شاركت فيه نساء دير الزور".
وتابعت "لا يتوقف الاحتفال هنا، فنحن نعمل على تحضير المزيد من الفعاليات حتى يوم 8 مارس، هذا اليوم ليس مجرد يوم للاحتفال، بل هو يوم نستذكر فيه تضحيات المرأة التي كانت ولا تزال تسعى للمساواة والعدالة في جميع المجالات".
ومن جهتها، قالت الرئيسة المشتركة لتنظيمات المجتمع الديمقراطي، سجى الهويدي "أود أن أهنئ وأبارك لكل امرأة بمناسبة يوم المرأة العالمي".
ووجهت رسالة إلى كافة النساء قالت فيها "كل عام وأنتن صانعات الأمل، والحياة والوطن، فدور المرأة في المجتمع لا يقتصر على الأسرة فقط، بل يمتد ليشمل كافة المجالات، وأهمية هذا اليوم لم ليست في كونه احتفالاً بل يوم نؤكد فيه على ضرورة تمكين المرأة وإعطائها حقوقها الكاملة في كافة جوانب الحياة، كما نعمل على إعادة تسليط الضوء على الإنجازات العظيمة التي حققتها المرأة في مختلف المجالات، رغم التحديات والصعوبات التي واجهتها على مر العصور، إن يوم المرأة العالمي يمثل فرصة لتعزيز الوعي بدور المرأة في بناء المجتمع والمساهمة في صنع القرار على جميع المستويات".