نقص الأدوية يضاعف معاناة النساء في إيران

تعاني النساء في إيران وشرق كردستان من نقص حاد في الأدوية، فبعض الأدوية الضرورة يستمر انقطاعها لعدة أشهر، خاصةً أدوية الأمراض المزمنة.

جوان كرمي

كرماشان ـ تواجه إيران في ظل معاناتها من أزمات متعددة في الآونة الأخيرة تراجعاً في احتياطات البلاد من الأدوية ومشاكل في إنتاجها واستيرادها، والنساء والأطفال أول ضحاياها.

قامت مجموعة من الأطباء من مدن محافظة أذربيجان الشرقية وخاصة تبريز التي تعد وجهة رحلة المحافظات التي قام بها الرئيس إبراهيم رئيسي ووزير الصحة والعلاج والتعليم الطبي عين الله، بإدراج مجموعة من المواد الطبية ضمن المواد النادرة.

تقول "م. ر وهي من مدينة كرج أنه "مر أسبوع على توزيع أقراص البانتوبرازول شكل حصص في المدينة، فيما لا تتوفر أقراص كيتورلاك في الصيدليات، وهي تستخدم من قبل مرضى حصى الكلى، لذا يلجأ الأهالي إلى استخدام أقراص بيروكسيكام بدلاً من ذلك، كما أنهم لم يعثروا على أي أنواع من أدوية الفيتامين والبنسلين في منطقة غرمدره منذ ما يقرب من شهر.

من جانبها تقول "ش.أ" من مدينة جوانرود "ليس هناك نقص في الأدوية فحسب، بل يجب أن أقول إننا نعيش أزمة حيث لا يستطيع العديد من مرضانا الحصول على الأدوية المعالجة لأمراضهم المزمنة، حتى أن أدوية المعدة والقطرات، والمضادات الحيوية للأذنين والعينين مفقودة".

وأوضحت أنها "خضعت لعملية جراحية للعيون منذ مدة، إلا أنني لم أستطع الحصول على الأدوية الضرورية التي تستخدم بعد الجراحة مثل القطرات المسيلة للدموع الاصطناعية التي وصفها لي الطبيب في طهران، حتى أنني لم أستطع توفير تلك الأدوية في مدينتي جوانرود، لذا اضطررت لاستخدام قطرات تيرولوز، وللأسف كانت رؤيتي مضطربة تماماً، لأن هذا الدواء كان منخفض الجودة مقارنة بالآخر، حتى أنه مع مرور الوقت بدأت أشعر وكأنني أتواجد في مكان مليء بالدخان".

وأضافت "حتى المضادات الحيوية للأطفال نادراً ما تتوافر في جميع الصيدليات، برأيي هذه القضية تتعلق بمافيا المخدرات، فقد أعلنت وسائل الإعلام عن فقدان بعض عبوات الأدوية، فهم يخزنون تلك الأدوية إلى أن تفقد من البلاد، ومن ثم يبيعونها بأسعار مرتفعة للمرضى أو لمن يحتاجونها، فثلاً الكثير من الناس يعانون من آلام المعدة، ولكن عندما يذهبون إلى الصيدلية يقولون أنها غير متوفرة"، متسائلة عن الأسباب الكامنة وراء معاناتهم من نقص في الأدوية.

 

 

وقالت "س. م" وهي من مدينة سنه "في الشهر الماضي عندما انتشرت الأمراض الفيروسية بكثرة، تم ضبط العديد من الأشخاص وهم يعدون أدوية مضادات حيوية، أقاربنا الذين عانى أطفالهم من أمراض فيروسية كنزلات البرد والحمى وسيلان الأنف لم يستطيعوا تأمين أي مضاد حيوي، والأدوية الموجودة مزيفة تماماً وليس لها أي تأثير على الأطفال، لدي صديق مقرب بحث في كل المدينة قبل أسبوعين عن عقار مادوبار لأبيهم الذي يعاني من رعشات في يديه وقدميه، ولكن دون جدوى، لذا تم إحالتهم إلى طهران ومن هناك إلى سنه، إلا أنه لم يعثر على ذلك الدواء".

وأضافت "كنت أعاني من ارتفاع مستوى البرولاكتين وعندما ذهبت إلى الطبيب وصف لي أقراص دوفاستون، لقد بحثت في جميع الصيدليات في شرق كردستان، حتى أنني طلبت من أصدقائي أن يبحثوا لي عن هذا الدواء في كرماشان لكنها لم تكن متوفرة. وقد أكد عليّ الطبيب عدم تناول دواء بديل لأنه سيتسبب لي بالضرر، وهو ما دفعني لتأمين الدواء الأصلي بأسعار مرتفعة".

وأكدت على أن الوضع الصحي في إيران وشرق كردستان يتوجه بشكل عام نحو كارثة، لافتةً إلى أن معظم الأشخاص لا يستطيعون الذهاب إلى الأطباء وتلقي العلاج لارتفاع الأسعار.